____________
(1) سورة آل عمران، الآية 103.
(2) سورة الأنفال، الآية 16.
(3) سورة الحجرات، الآية 14.
(4) سورة البقرة، الآية،10
(5) سورة النساء، الآية 94.
(6) مورد الاجتماع: المسلم المؤمن. ومورد الافتراق: المسلم غير المؤمن، ولا يوجد مؤمن غير مسلم.
(7) سورة الانفال، الآية 74.
(8) الخصال: 2/168، الحديث رقم 8.
(9) سورة النساء، الآية 136.
(10) سورة الحجرات، الآية 13.
(11) سورة العصر.
(12) سورة الزلزلة، الآية 7 و8.
(13) سورة الصافات، الآية 24.
(14) سورة الزمر، الآية 17 ـ 18.
(15) سورة الشعراء، الآية 214.
(16) قال المقريزي: فلما كانت سلطنة الظاهر بيبرس البندقداري ولى بمصر أربعة قضاة: شافعي، ومالكي، وحنفي، وحنبلي، فاستمر ذلك من سنة 665 هجرية حتى لم يبق في مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف من مذاهب الإسلام سوى هذه المذاهب الأربعة... وعودي من تمذهب بغيرها وأنكر عليه، ولم يول قاضي ولا قبلت شهادة أحد ولا قدم للخطابة والإمامة والتدريس أحد ما لم يكن مقلدا لأحد هذه المذاهب ، وأفتى فقهاء الامصار في طول هذه المدة بوجوب اتباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها.
وسبقه إلى ذلك الخليفة العباسي في بغداد، وهو المستنصر، فقد أنشأ المدرسة المستنصرية سنة 625 هجرية وتم بناؤها سنة 631 هجرية فاحتفل بافتتاحها احتفالا عظيما حضره بنفسه وحضر معه نائب وزيره والولاة والحجاب والقضاة والمدرسون والفقهاء والقراء والوعاظ والشعراء وأعيان التجار والنقباء.
وحصر الخليفة التدريس في المستنصرية على المذاهب الأربعة، وجعل لها ستة عشر وقفا تجري عائداتها عليها، لكل مذهب ربع العوائد، وجعل ربع القبلة الأيمن للشافعي، وجعل ربع القبلة الأيسر للحنفي، والربع الذي على يمين الداخل للحنابلة، والربع الذي على يسار الداخل للمالكية. وسبقه إلى اختيار بعض المذاهب و إعلان رسميته، جده أبو جعفر المنصور الوانيقي حيث أمر الإمام مالك بوضع كتاب في الفقه يحمل الناس عليه بالقهر! فوضع الموطأ. / شرح الموطأ للزرقاني ج1 ص 8.
فأعلن المنصور أن مالكا أعلم الناس.
وقد أمر الرشيد عامله على المدينة بأن لا يقطع أمرا دون مالك، ومنادي السلطان كان ينادي أيام الحج: أن لا يفتي إلا مالك.
أما في بغداد فقد ولى الرشيد أبا يوسف منصب رآسة القضاة العامة و أبو يوسف هو تلميذ أبي حنيفة.
وكان الرشيد لا ينصب أحدا في بلاد العراق وخراسان والشام ومصر، بالولاية والقضاء إلا من أشار به القاضي أبو يوسف وذلك لمكانته في الدولة ومنزلته عند الرشيد.
فكان القاضي أبو يوسف أقوى عوامل انتشار المذهب الحنفي ورسميته في الدولة.
ومن أراد التفصيل في هذا الباب فليراجع كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج1 تأليف المحقق الشيخ أسد حيدر (قدس سره).
(17) مر هذا البحث في أوائل المجلس الرابع.
(18) سورة يونس، الآية 35.
(19) أقول: ومما يناسب المقام كلام ابن أبي الحديد المعتزلي في مقدمة شرحه على نهج البلاغة فقد قال: و من العلوم علم الفقه و هو عليه السلام ـ أي الإمام علي ـ أصله و أساسه و كل فقيه في الإسلام فهو عيال عليه و مستفيد من فقهه أما أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف و محمد و غيرهما فأخذوا عن أبي حنيفة و أما الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن فيرجع فقهه أيضا إلى أبي حنيفة و أما أحمد بن حنبل فقرأ على الشافعي فيرجع فقهه أيضا إلى أبي حنيفة و أبو حنيفة قرأ على جعفر بن محمد ع ـ أي الصادق ـ.
ويقول الالوسي البغدادي وهو من أعلام العامة، في كتابه التحفة الاثنا عشرية ص8: هذا أبو حنيفة وهو من أهل السنة يفتخر ويقول بأفصح لسان: ((لولا السنتان لهلك النعمان )) يعني السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام الصادق ... الخ.
وجاء في كتاب مناقب أبي حنيفة للخوارزمي ج1 /173 وفي جامع أسانيد أبي حنيفة ج1 / 222.
وفي تذكرة الحفاظ للذهبي: ج1 /157.
قال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من المسائل الشداد.
فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أبو جعفر و هو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه و جعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما أبصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد ما لم يدخلني لأبي جعفر (المنصور) فسلمت عليه، فأومأ إلي، فجلست ثم التفت إليه، فقال: يا أبا عبد الله أ هذا أبو حنيفة، قال جعفر: نعم، ثم أتبعها : قد أتانا، كأنه كره ما يقول فيه قوم انه إذا رأى الرجل عرفه.
ثم التفت المنصور إلي فقال: يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد الله من مسائلك! فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا و أهل المدينة يقولون كذا و نحن نقول كذا، فربما تابعهم و ربما خالفنا جميعا حتى أتيت على الأربعين مسألة.
ثم قال أبو حنيفة: أ لسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟
وقال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج2 /103 تحت رقم 156: جعفر بن محمد... وروى عنه شعبة والسفيانان ومالك وابن جريح و أبو حنيفة وابنه موسى (ع) ووهيب بن خالد والقطان و أبو عاصم وخلق كثير، وروى عنه يحيى بن سعيد الانصاري وهو من اقرانه، ويزيد بن الهاد... الخ.
وقال الخطيب التبريزي العمري في اكمال الرجال طبع دمشق /623.
جعفر الصادق... سمع منه الأئمة الاعلام نحو يحيى بن سعيد وابن جريح ومالك بن أنس والثوري وابن عيينة و أبو حنيفة... الخ.
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج1 /166 ط حيدر آباد:
حعفر بن نحند.. احد السادة الاعلام وعنه اخذ ـ مالك والسفيانان وحاتم بن اسماعيل ويحيى القطان و أبو عاصم النبيل وخلق كثير..
وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد الخ.
وقال أبو نعيم في حلية الأولياء ج3/198 ط مصر:
روى عن جعفر (ع) عدة التابعين، منهم يحيى بن سعيد الانصاري و أبو السختياني وابان بن تغلب و أبو عمر بن العلاء ويزيد بن عبدالله بن الهاد.الخ.
وقال محمد بن عبد الغفار في كتابه أئمة الهدى ص 117 ط القاهرة:
لقد كان جعفر الصادق (ع) بحرا زاخرا في اللم حيث اخذ عنه أربعة آلاف شيخ، فرووا عنه الحديث الشريف ومنهم أعلام العلم، كالإمام الاعظم أبي حنيفة والإمام مالك بن أنس والإمام سفيان الثوري وغيرهم من اجلة العلماء الخ.
وقال الشبراوي في كتابه الاتحاف بحب الاشراف ص 54 ط مصر:
السادس من الأئمة جعفر الصادق (ع) ذو المناقب الكثيرة والفضائل الشهيرة روى عنه الحديث أئمة كثيرون مثل مالك بن أنس وأبي حنيفة ويحيى بن سعيد وابن جريح والثوري وابن عيينة وشعبة وغيره الخ.
وقال ابن حجر الهيتمي في كتابه الصواعق المحرقة: ص 120 ط مصر: جعفر الصادق (ع) نقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الاكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانين وأبي حنيفة وشعبة وايوب السختياني الخ.
وجاء في كتاب رسائل الجاحظ ص 106 قوله: جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، ويقال: ان أبا حنيفة من تلامذته وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب.
وقال جمال الدين أبو المحاسن في كتاب النجوم الزاهرة: ج2ص8 جعفر الصادق (ع) بن محمد الباقر.. حدث عنه أبو حنيفة وابن جريح وشعبة والسفيانان ومالك وغيرهم الخ.
وقال الزركلي في الاعلام ج1 /186: جعفر الصادق.. سادس الأئمة الاثنى عشر عند الإمامية، كان من اجل التابعين وله منزلة رفيعة في العلم، اخذ عنه جماعة، منهم أبو حنيفة ومالك وجابر بن حيان، ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط الخ.
وقال محمود بن وهيب البغدادي في كتاب جواهر الكلام ص13 جعفر الصادق.. نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان وروى عنه الأئمة الكبار كيحيى ومالك وأبي حنيفة الخ... .
((المترجم))
(20) سورة الرعد، الآية 7.
(21) عمران بن حطان السدوسي البصري المتوفى سنة 84 هـ كان من رؤوس الخوارج والمعلنين عداء الإمام علي (ع)، والمادح ابن ملجم المرادي لعنه الله بقوله:
يا ضربة من تقي ما أراد بها | إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
مع العلم أن رسول الله (ص) وصف ابن ملجم بأنه أشقى الأولين والآخرين.
ويروي البخاري عن أبي الأحمر السائب بن فروخ وكان شاعرا فاسقا ومبغضا لآل محمد (ص) وهو القائل لأبي عامر بن وائلة الصحأبي المعروف بأبي الطفيل من شيعة الإمام علي (ع):
لعمرك إنني وأبا الطفيــل | لمختلفـــان والـلـــه شهيــــد |
لقد ضلوا بحب أبي تراب | كما ضلت عــن الحق اليهود |
مع العلم أن النبي (ص) قال: علي مع الحق والحق مع علي.
ويروي أيضا عن حريز بن عثمان الحمصي، المشهور بالنصب والمعلن عداءه لعلي (ع).
ويروي عن اسحاق بن سويد التميمي وعبدالله بن سالم الأشعري وزياد بن علاقة الكوفي، وأمثالهم الذين عرفوا واشتهروا بعدائهم للإمام علي (ع).
((المترجم))
(22) سورة الفتح، الآية 18.
(23) سورة النجم، الآية 3 و 4.
(24) أن الله سبحانه لعن كثيرا من الناس في القرآن الحكيم كقوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولائك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) البقرة 159، وكقوله تعالى:
(إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) الأحزاب 57، وكذلك غير اللعن كما في قوله تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زنيم) القلم 10 ـ 13.
((المترجم))
(25) لقول النبي (ص):
((سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر)) صحيح البخاري ج8/18 من حديث ابن مسعود.
فالشيعة لا يلعنون مؤمنا وإنما يلعنون الذين كفروا من أصحاب رسول الله (ص) وارتدوا بعده، وهم الذين أشار الله سبحانه إليهم في قوله: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) آل عمران /144، وهؤلاء هم الذين قاتلوا عليا (ع) وأصحابه المؤمنين، إذ كان هو (ع) يومئذ خليفة رسول الله (ص) وأمير المؤمنين الذي بايعه أهل الحل والعقد وأجمعوا على ولايته وخلافته، فالذين خرجوا عليه وخالفوه، شقوا عصى المسلمين وقاتلوا المؤمنين، وأصبحوا بعملهم هذا كافرين. والعجب... أنكم تكفرون الشيعة لسبهم ولعنهم معاوية وعائشة وطلحة وابن العاص وأمثالهم الذين قادوا الناس لقتال المسلمين ومحاربة أمير المؤمنين (ع) ولا تكفرونهم مع وجود هذا النص الصريح والحديث النبوي الصحيح: سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر / صحيح البخاري ج 8 /18.
((المترجم))
(26) أقول: لقد ارتئا إمام الأشاعرة هذا الرأي الباطل ليبرر ساحة معاوية وأنصاره، وعائشة وجنودها الذين حاربوا الله ورسوله بقتالهم أمير المؤمنين عليا (ع) وبسفكهم دماء المؤمنين والمسلمين، وكذلك بسبهم ولعنهم إمام المتقين وسيد الوصيين عليا (ع)، وهو نفس النبي (ص) كما في كتاب الله العزيز في آية المباهلة ولذلك حكم العلماء المحققون بكفر من سبه (ع) وقالوا: إن ساب علي (ع) ساب لرسول الله (ص) وقد أفرد العلامي الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب ـ الباب العاشر بعنوان ((كفر من سب عليا عليه السلام)) ـ روى بسنده عن عبد الله بن عباس: أشهد على رسول الله على رسول الله (ص) سمعته أذناي ووعاه قلبي، يقول لعلي بن أبي طالب من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أكبه على منخريه في النار.
((المترجم))
(27) قال ابن أبي الحديد: قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصريّ. فقلت له: بمن يعرّض.؟
فقال بل يصرّح. قلت لو صرّح لم أسألك. فضحك و قال بعليّ بن أبي طالب عليه السلام.
قلت أ هذا الكلام كلّه لعليّ عليه السلام؟ قال نعم إنّه الملك يا بنيّ! قلت فما مقالة الأنصار؟
قال هتفوا بذكر عليّ، فخاف من اضطراب الأمر عليه فنهاهم. فسألته عن غريبه، فقال:.... و ثعالة اسم للثعلب علم غير مصروف... و أمّ طحال: امرأة بغي في الجاهلية، فضرب بها المثل، يقال أزنى من أمّ طحال.
((المترجم))
(28) سورة الفتح، الآية 18.
(29) كم يحدث القرآن الكريم ويحدثنا التاريخ عن أناس من أصحاب رسول الله (ص) كانوا بادئ أمرهم مؤمنين ثم انقلبوا كافرين.
وقد صرح العزيز الحكيم بذلك في قوله: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) آل عمران 144 وقوله تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) التوبة 74.
وأما الذين فسقوا منهم فلا يعلم عددهم إلا الله عز وجل حيث يقول :..(وإن كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) المائدة 49 ـ 50.
وإن كثيرا منهم هجروا القرآن وتركوا العمل به حتى ان النبي (ص) يشكوهم عند الله سبحانه كما اخبر القرآن عن ذلك بقوله: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) الفرقان 30.
ومن المناسب نقل الخبر الذي رواه العلامة الكنجي الشافعي في الباب العاشر من كتابه الطالب، بسنده المتصل عن ابن عباس قال: قال رسول الله: إنكم تحشرون حفاة عراة عزلا... الا وان أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : أصحابي أصحابي قال: فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.. الخ.
قال العلامة الكنجي: هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث المغيرة بن النعمان، ورواه البخاري في صحيحه عن محمد بن كثير عن سفيان، ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن بشار " بندار " عن محمد بن جعفر " غندر " عن شعبة، رزقناه عاليا بحمد الله من هذا الطريق. انتهى كلام العلامة الكنجي الشافعي.
أقول ورواه أيضا البخاري عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة في الجزء الرابع من صحيحه في كتاب الرقاق في باب / كيف الحشر / ص82 / ط مصر سنة 1320.
((المترجم))
(30) وهي التي تروي كما نقل عنها الهمداني في كتاب مودة القربى / في المودة الثالثة / قال رسول الله (ص): إن الله عهد إلي: من خرج على علي فهو كافر في النار!
قيل (لها): لم خرجت عليه؟! قالت: أنا نسيت هذا الحديث يوم الجمل حتى ذكرته بالبصرة وأنا استغفر الله.
ويروي الهمداني عن عطاء عن عائشة / في اول المودة الثالثة: سئلت عائشة عن علي قالت: ذلك خير البشر ما شك فيه الا كافر.
اقول: وخرجه العلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب الباب الثاني في تخصيص علي بمائة منقبة دون سائر الصحابة.
وبعد نقله الحديث من طرق متعددة ينتهي الى حذيفة أو جابر، نقل الحديث عن عطاء عن عائشة ثم قال: هكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي (ع) في تاريخه في المجلد الخمسين، لان كتابه مائة مجلد فذكر منها ثلاث مجلدات في مناقبه (ع) انتهى كلام الكنجي.
أقول: وهذا حديث خرجه كثير من الاعلام عن عائشة وغيرها.
وللاطلاع راجع كنوز الحقائق للمناوي / مطبوع بهامش الجامع الصغير للسيوطي ج2/20و21 ـ والمتقي في كنز العمال ج6 /156 ـ ونقله الخطيب في تاريخ بغداد والعلامة القندوزي في ينابيع المودة، وقد جمع ألفاظ هذا الحديث الشريف وطرقه أحد علمائنا الاعلام في كتاب خاص، أسماه ـ نوادر الاثر في علي خير البشر ـ طبع في طهران سنة 1360 هجرية.
وعائشة هي التي تروي ـ كما في كفاية الطالب / الباب الحادي والتسعون ـ أنها قالت: ما خلق الله خلقا كان أحب الى رسول الله (ص) من علي بن أبي طالب، ثم قال الكنجي: هذا حديث حسن رواه ابن جرير في مناقبه، وأخرجه ابن عساكر في ترجمته.
وأخرج الحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين ج154 /3: حديثا عن عائشة بنفس المعني وخرج الترمذي في صحيحه ج2/475 ـ والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص35 ـ حديثا عن عائشة أيضا بنفس المعنى وهو: سئلت عائشة أي الناس كان أحب الى رسول الله (ص)؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها الخ.. وعن بريدة قال : كان أحب النساء الى رسول الله (ص) فاطمة ومن الرجال علي. خرجه أبو عمر ـ انتهى كلام المحب في الذخائر ـ.
اقول: وخرج الحديث الحاكم في المستدرك ج3 /157 وابن الاثير في اسد الغابة ج3/522 ـ وابن عبد البر في الاستيعاب ج2/772 والترمذي في صحيحه ج2/471 ـ والخوارزمي في مقتل الحسين (ع) ج1/57 ـ والمتقي في كنز العمال ج6 /450 وابن حجر في الصواعق 72 / ط المطبعة الميمنية بمصر، نقلا من كتب عديدة لعلماء السنة.
وتروي عائشة عن النبي (ص) انه قال: النظر الى وجه علي عبادة رواه كثير من الصحابة وعائشة، كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ج7 /357 وقال : روى هذا الحديث من حديث أبي بكر الصديق وعمر وعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وعمران بن حصين وانس وثوبان وعائشة وأبي ذر وجابر ان رسول الله (ص) قال: النظر الى وجه علي عبادة، قال: وفي حديث عائشة: ذكر علي عبادة.
اقول واخرجه المحب الطبري في الذخائر ص95 عن ابن مسعود وعمرو بن العاص وجابر وأبي هريرة وعائشة واخرجه المتقي في كنز العمال ج6/152 عن عائشة والصواعق المحرقة 106 / ط الميمنية بمصر: وكان أبو بكر يكثر النظر الى وجه علي فسألته عائشة: فقال: سمعت رسول الله (ص) يقول: النظر الى وجه علي عبادة. وهذا حديث حسن.
وروى ابن المغازلي الفقيه الشافعي في المناقب بسنده عن عائشة ان النبي (ص) قال: النظر الى وجه علي عبادة.
رواه عن عائشة بطرق مختلفة في احاديث رقم 245 و252 و253 وفي حديث رقم 243 روى بسنده عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله (ص) ذكر علي عبادة.
اقول واخرجه ابن كثير عن عائشة / في البداية والنهاية ج7 ص357 واخرجه عنها المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ج5 /30.
ورواه الخطيب الخوارزمي في المناقب 252 والسيوطي في الجامع الصغير ج1/583 وأخرجه الديلمي في فردوس الاخبار.
وتروي عائشة عن النبي (ص) لأنه قال: زينوا مجالسكم بذكر علي (ع).
رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي في المناقب حديث رقم 255 بسند متصل عن عائشة.
وهي التي تروي عنها العلامة محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب بسند متصل في الباب الثاني والستون / ص/ 133 ط مطبعة الغري أنها أن قالت: قال رسول الله ص و هو في بيتها لما حضره الموت: ادعوا لي حبيبي! فدعوت له أبا بكر، فنظر (ص) إليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي! فدعوت له عمر، فلما نظر إليه وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي! فقلت: ويلكم ادعوا له عليا فو الله ما يريد غيره! فلما رآه أفرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه و لم يزل محتضنه حتى قبض و يده عليه. قال العلامة الكنجي: هكذا رواه محدث الشام في كتابه. انتهى كلامه.
ليس بعجيب أن عائشة مع كل ما سمعته وترويه عن سيد المرسلين (ص) في حق الإمام علي (ع) وفي مناقبه وفضائله، فتخرج عليه تقاتله وتخالفه! فيا ترى ما يكون جزاؤها اذ قدمت هوى نفسها على الحق واليقين؟ والله تعالى يقول: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون) سورة المؤمنون 101 ـ103.
وهناك روايات كثيرة غير ما ذكرناه، رواها المحدثون وأعلام السنة عن عائشة في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وفي فضائله ومناقبه عن النبي (ص) ولو أردنا استقصاءها لانفرد لها مجلد كامل، فندع هذا الأمر إلى فرصة أخرى إن شاء الله تعالى.
((المترجم))
(31) هذا الحديث الشريف وما بمعناه بين علماء العامة وأعلامهم، وقد نقلوه في مسانيدهم، منهم العلامة الكنجي الشافعي في كتاب كفاية الطالب / الباب العاشر في كفر من سب عليا (ع) / روى بسنده عن يعقوب بن جعفر بن سليمان " قال " حدثنا أبي عن أبيه قال: كنت مع أبي ـ عبد الله بن عباس ـ و كان سعيد بن جبير يقوده فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون عليا ع، فقال لسعيد بن جبير ردني إليهم! فوقف عليهم، فقال: أيكم الساب لله عز و جل؟ فقالوا: سبحان الله ما فينا أحد سب الله. فقال: أيكم الساب رسول الله؟ قالوا: ما فينا أحد سب رسول الله ص قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب؟ فقالوا: أما هذا فقد كان.
قال: فأشهد على رسول الله ص سمعته أذناي و وعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب يا علي من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله فقد كبه على منخريه في النار... إلخ.
وذكره العلامة الهمداني في كتاب مودة القربى / آخر حديث من المودة الثالثة.
وروى أحمد بن حنبل في المناقب ج2/100: بسنده عن أبي عبدالله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة (رض) فقالت لي: أيسب رسول الله (ص) يقول: من سب عليا فقد سبني.
ورواه العلامة النسائي في الخصائص 24 ط. التقدم بمصر: بسنده عنها. ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3/121/ ط. حيدر آباد بسنده عنها. وفي صفحة 121 من الطبع المذكور، بسنده عنها قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى ورواه الخطيب الخوارزمي في المناقب 89/ ط. تبريز والمحب الطبري في الرياض النضرة ج2/166/ ط. مكتبة الخانجي بمصر في ذخائر العقبي 65 ط. مكتبة القدس بمصر.
والحافظ الذهبي في تاريخ الاسلام ج2 / 197 ط. مصر.
وابن كثير في البداية والنهاية ج7 / 354/ط. حيدر آباد.
والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج9/129 / ط. مكتبة القدس بالقاهرة.
والسيوطي في تاريخ الخلفاء 67/ط. الميمنة بمصر.
وفي الجامع الصغير ج2/525 حديث رقم 8736.
وفي الصواعق المحرقة 74/ ط. الميمنة بمصر / الحديث 18 من الفصل الثاني.
ورواه جمع كثير غير هؤلاء المذكورين لا مجال لذكر أسماءهم.
((المترجم))
(32) سورة المائدة، الآية 91.
(33) سورة البقرة، الآية 219.
(34) سورة النساء، الآية 43.
(35) جاء في كتاب المستطرف ج2/260 وفي كتاب تاريخ المدينة المنورة لابن شبة ج3/863: قد أنزل الله في الخمر ثلاث آيات...
إلى أن قال: فشربها من شربها من المسلمين وتركها من تركها حتى شربها عمر (رض) فأخذ بلحى بعير وشج به رأس عبدالرحمن بن عوف، ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر يقول:
وكائن بالقليب قليـــب بــــدر | من الفتيان والعـرب الكرام |
أيوعدني ابن كبشة أن سنحيا | وكيف حياة أصداء وهــام |
ألا من مبــلغ الرحمان عنــي | بأني تارك شهــر الصيــام |
فقــل لله يمنعــني شــرابي | وقــــل لله يمنعـــنــي طعامــي |
فبلغ ذلك رسول الله فخرج مغضبا يجر رداءه، فرفع شيئا في يده فضربه.
فقال: أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله. فأنزل الله تعالى:
(إنما يريد الله أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر) إلخ فقال عمر: انتهينا، انتهينا.
((المترجم))
(36) سورة المائدة، الآية 90.
(37) سورة النحل، الآية 91.
(38) سورة الرعد، الآية 25.
(39) سورة التوبة، الآية 119.
(40) قال العلامة سبط الجوزي في ـ التذكرة ـ ص20 ط. النجف: قال علماء السير: معناه كونوا مع علي (ع) وأهل بيته.
وقال العلامة الخركوشي في كتاب شرف المصطفى: روي أي مع محمد وآل محمد (ص).
وقال العلامة محمد صالح الكشفي الترمذي في " مناقب مرتضوي " /43 ط. بمبئ، مطبعة محمدي: روي عن ابن عباس: أي كونوا مع علي بن أبي طالب.
وقال العلامة الآلوسي في تفسير " روح المعاني " ج11/41 ط. المنيرية بمصر: روي أن المراد كونوا مع علي كرم الله وجهه بالخلافة.
((المترجم))
(41) سورة المائدة، الآية 67.
(42) أرى من المناسب نقل بقية كلامه لتتم الفائدة.. قال:
إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله ص ذكروا لها محامل و تأويلات بما يليق و ذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل و التفسيق صونا لعقائد المسلمين من الزيغ و الضلالة في حق كبار الصحابة سيما المهاجرين منهم و الأنصار المبشرين بالثواب في دار القرار! وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي (ص) فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، ويكاد يشهد به الجماد العجماء ويبكي له من في الأرض والسماء وتنهدم منه الجبال وتنشق منه الصخور ويبقى سوء عمله على كر الشهور والدهور، فلعنة الله على من باشر أو رضى أو سعى، و (لعذاب الآخرة أشد وأبقى). سورة طه، الآية 127 انتهى.
((المترجم))
(43) سورة آل عمران، الآية 187.
(44) سورة المائدة، الآية 67.
(45) لقد نقل كثير من أعلام أهل السنة خبر دعاء الإمام علي (ع) على من كتم شهادته لحديث الغدير ولأهميته ننقله بالنصوص التي ذكروها، منها: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج4 ص 74 ط. إحياء التراث العربي بيروت، تحت عنوان [ فصل في ذكر المنحرفين عن علي ] قال:
و ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين أن عدة من الصحابة و التابعين و المحدثين كانوا منحرفين عن علي (ع) قائلين فيه السوء و منهم من كتم مناقبه و أعان أعداءه ميلا مع الدنيا و إيثارا للعاجلة فمنهم أنس بن مالك.
ناشد علي ع الناس في رحبة القصر ـ أو قال رحبة الجامع بالكوفة ـ : أيكم سمع رسول الله ص يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه "؟
فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها و أنس بن مالك في القوم لم يقم، فقال له يا أنس ما يمنعك أن تقوم فتشهد و لقد حضرتها! فقال: يا أمير المؤمنين كبرت و نسيت.
فقال: اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة.
قال:طلحة بن عمير: فو الله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه. [ أي أصيب بالبرص ].
و روى عثمان بن مطرف أن رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب فقال: إني آليت ألا أكتم حديثا سئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة ذاك رأس المتقين يوم القيامة سمعته و الله من نبيكم ـ وقال ابن أبي الحديد ـ: روى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن أن عليا ع نشد الناس من سمع رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد له قوم و أمسك زيد بن أرقم فلم يشهد و كان يعلمها فدعا علي ع عليه بذهاب البصر فعمي، فكان يحدث الناس بالحديث بعد ما كف بصره. انتهى كلام ابن أبي الحديث.
أقول: وروى ابن الأثير في أسد الغابة: ج3 ص321 عن ابن عقدة بسنده عن هاني بن هاني عن أبي اسحاق أنه قال: حدثني من لا أحصي، أن عليا نشد الناس في الرحبة: من سمع قول رسول الله (ص) " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه "؟
فقام نفر فشهدوا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله (ص) وكتم قوم، فما خرجوا من الدنيا حتى عموا وأصابتهم آفة.
منهم: يزيد بن وديعة، وعبد الرحمن بن مدلج.
روى هذا الخبر جمع من أعلم القوم منهم:
الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 ص 104.
وابن كثير في تاريخه: ج5 ص209 وج7 ص 347.
والموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب: ص 94.
أقول: وروى احمد بن حنبل في مسنده: ج1 ص119.
بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه: شهد عليا رضي الله عنه في الرحبة، قال أنشد الله رجلا سمع رسول الله (ص) وشهده يوم غدير خم إلا قام؟ ولا يقوم إلا من قد رآه.
فقام إثنا عشر رجلا فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقام إلا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.
وأخرج ابن كثير في تاريخه: ج5/211 وج7/346 من طريق أبي يعلى وأحمد بأسناديه ثم قال: وهكذا رواه أبو داود الطهوي... ورواه السيوطي في جمع الجوامع والمتقي في كنز العمال: ج6/397 عن الدار قطني، ولفظه: خطب علي فقال: أنشد الله امرء نشدة الإسلام سمع رسول (ص) يوم غدير خم أخذ بيدي يقول: ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله! قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، إلا قام فشهد؟ فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا إلا عموا وبرصوا.
وأخرج الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: ج5/26: بسنده عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليا ع على المنبر ناشد أصحاب رسول الله و فيهم أبو سعيد و أبو هريرة و أنس بن مالك و هم حول المنبر و علي ع على المنبر و حول المنبر اثنا عشر هو منهم فقال علي ع: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلهم فقالوا: اللهم نعم. و قعد رجل. فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال كبرت و نسيت يا أمير المؤمنين: فقال: اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن. قال : فما مات حتى رأيت بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة.
اعلم أيها القارئ الكريم أن مصادر العامة في هذا الخبر وأمثاله أكثر مما ذكرت ولكن رعاية للاختصار أعرضت عن ذكرها جميعا.
وإني أتعجب من هذا الأمر، فإن الاسلام يحكم لكل مدع يستند بشاهدين لإثبات حقه ومدعاه، والإمام علي (ع) شهد له كما في بعض الروايات ثلاثون رجلا، كما في رواية أحمد في مسنده: ج4/370 وأخرجه الحافظ الهيثمي في مجمعه وصححه ، وأخرجه سبط بن الجوزي في التذكرة ص 17 والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 65 والسيرة الحلبية: ج3/302.
وهو مع ذلك مغلوب على أمره! وإلى اليوم لا يعترف له كثير من المسلمين ويرفضون حقه الثابت في إمامته وفي خلافته لرسول الله (ص) مباشرة من غير فصل فهو الخليفة الأول، ومن تقدم عليه غاصب لحقه من غير شك وريب.
وأما الكلام في الروايات التي ذكرت عدد الشهود في مناشدة الإمام علي (ع) المسلمين في حديث الغدير لأهميته.
أو نقول: أن كلا من الرواة ذكر من عرفه أو التفت إليه، أو أنه ذكر من كان في جانبي المنبر أو من كان إلى جنبه ولم يلتفت إلى غيرهم كما نقل النسائي في كتابه خصائص مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) 26/ طبع مطبعة التقدم بالقاهرة أخرج بسنده عن سعد بن وهب قال: قال علي كرم الله وجهه في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول الله (ص) يوم غدير خم يقول: إن الله ورسوله ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره.
قال: فقال سعيد: قام إلى جنبي ستة، قال زيد بن منيع: قام عندي ستة. فالشاهد في الخبر والمقصود، العبارة الأخيرة، أو لحساسية الموقف وأهميته وكثرة الحاضرين ذهل بعض عن بعض فنقل كل راو من ضبطه من الشهود، إلى غير ذلك من الاحتمالات.
وأود أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى هذا الأمر وهو: أن المناشدة كانت بعدما يقارب من خمسة وعشرين عاما منن يوم الغدير، وفي هذه المدة كان كثير من الصحابة قد قضى نحبه وكثير منهم انتشروا في البلاد وكثير منهم يوم المناشدة في المدينة المنورة بعيدين عن الكوفة، ثم إن المناشدة كانت من ولائد الساعة بالاتفاق والصدفة من غير أية سابقة وإعلام وكان في الحاضرين من يكتم شهادته سفها أو بغضا كما مرت الروايات فيها، ومع ذلك شهد للإمام علي (ع) جم غفير، فكيف ما لو لم تكن الموانع؟
((المترجم))
(46) سورة الأحزاب، الآية 6.
(47) خصائص مولانا علي بن أبي طالب (ع): ص 22 / ط مطبعة التقدم بالقاهرة.
((المترجم))
(48) أرى نقل خبر أبي هريرة بكامله من تاريخ بغداد أتم للفائدة قال أبو هريرة بعد ذكره حديث رسول الله (ص) " من كنت مولاه فعلي مولاه " فقال فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن لأبي طالب: أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.
فأنزل الله: (اليوم أكملت لكم دينكم) الخ.
فيا ترى ما هذا الأمر الذي أكمل الله به الدين وأتم النعمة به على المسلمين، ومن يرفضه فإن الله تعالى لا يقبل منه الإسلام ويحاسبه محاسبة الكفار والمنافقين؟
أليس ذلك ولاية علي بن أبي طالب (ع) وإمامته التي نقول إنها من أصول الدين؟ وهي التي سوف نسأل عنها وتسألون يوم القيامة، كما يسأل عن التوحيد والنبوة وسائر المعتقدات والفرائض.
وقد جاء في تفسير قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) الصافات / 24 / روى عن النبي (ص) قال: أي مسؤولون عن ولاية علي سلام الله عليه، كما رواه شيخ الاسلام الحمويني في فرائد السمطين. وابن حجر في الصواعق المحرقة: ص89 / ط المطبعة الميمنية بمصر والحضرمي في رشفة الصادي / 24، والعلامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني روى عن ابن جبير وابن عباس وأبي سعيد الخدري قال: يسئلون عن ولاية علي كرم الله وجهه وقال الآلوسي في تفسيره: ج 23 / 74 في تفسيره للآية الشريفة وبعد أن عد الاقوال فيها: وأولى هذه الأقوال أن السؤال عن العقائد والأعمال ورأس ذلك لا إله إلا الله ومن أجله ولاية علي كرم اله وجهه.
والكشفي الترمذي في (مناقب مرتضوي) وأحمد بن حنبل في المسند عن أبي سعيد الخدري أنه يسئل في القيامة عن ولاية علي بن أبي طالب وروى الديلمي في الفردوس عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري قال في قوله تعالى: أي يسئلون عن الاقرار بولاية علي بن أبي طالب.
وفي أرجح المطالب ص 63: يسئلون عن ولاية علي (ع).
والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء، روى بسنده عن الشعبي عن ابن عباس: أي يسئلون عن ولاية علي بن أبي طالب. وقال الحافظ الواحدي في تفسير السبط ونقل عنه ابن حجر في الصواعق المحرقة 89/ في الفصل الأول / الآية الرابعة أنه قال: روي في قوله تعالى: (و قفوهم إنهم مسؤولون) أي عن ولاية علي و أهل البيت ع لأن الله تعالى أمر نبيه ص أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم عن تبليغ الرسالة أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و المعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي ص أم أضاعوها و أهملوها فتكون عليهم المطالبة و التبعة انتهى.
والفرقة بين المحبة والمودة، ان المحبة مكنونة في القلب والمودة اظهار المحبة المكنونة وذلك بإطاعة المحب للمحبوب وزيارته والسعي في مسرته وكسب مرضاته، وقد قيل:..
ان كان حبك صادقا لأطعته | إن المحب لمن يحب مطيع |
وروى الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب / 222 / ط ايران سنة 1312 هجرية وأخرجه أيضا في كتابه مقتل الحسين (ع): ج2 / 39 / ط النجف الأشرف سنة 1367 هجرية بسند آخر عن الحسن البصري عن عبد الله قال قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس و هو جبل قد علا على الجنة و فوقه عرش رب العالمين و من سفحه تنفجر أنهار الجنة و تتفرق في الجنان و هو جالس على كرسي من نور تجري بين يديه التسنيم فلا يجوز أحد على الصراط إلا و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار.
ومن طريق البيهقي عن الحاكم النيسابوري بإسناده عن رسول الله (ص): اذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة و نصب الصراط على جسر جهنم لم يجزها أحد إلا من كانت معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب ع، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة: ج2 /172.
فيا ترى ما هذه الولاية التي لولاها لم يدخل احد الجنة ومن فقدها فمصيره جهنم وبئس المصير؟!
ثم اعلم ايها القارئ الكريم! لقد فسر رسول الله (ص) كلمة المولى وأوضح مراده وكشف مقصده حينما سئل عن المعنى، ولفد أخرج القرشي علي بن حميد في شمس الأخبار /38 نقلا عن " سلوة العارفين " للموفق بالله الحسين بن اسماعيل الجرجاني والد المرشد بالله، باسناده عن النبي (ص) أنه لما سئل عن معنى قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه و أنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي و من كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه.
وقد ذكرنا أن ابن حجر نقل في صواعقه صفحة 25 / خطبة النبي (ص) في غدير خم ومن جملة حديثه الشريف:
ايها الناس! ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه... الخ.
ولا يخفى عليك أهمية فاء التفريع في قوله تعالى: ـ فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ.
ولا يخفى عليك أهمية فاء التفريع في قوله: ـ فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ فيكون معناه: أنه كلما يكون لي من الأولوية يكون لعلي (ع).
وهناك بعض الأخبار التي ذكرها بعض أعلام السنة يصرح فيها عمر بن الخطاب بأن عليا كان أولى من غيره بهذا الأمر.
ذكر الرغب في محاضراته: ج7 / 213: عن ابن عباس، قال كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة و عمر على بغل و أنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: أما و اللّه يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر منّي و من أبي بكر!! فقلت في نفسي لا أقالني اللّه إن أقلته.
فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين؟ و أنت و صاحبك وثبتما و انتزعتم منّا الأمر دون الناس. فقال إليكم يا بني عبد المطلب! أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب، فتأخّرت و تقدّم هنيئة، فقال: سر.. لا سرت، فقال: أعد عليّ كلامك. فقلت: إنّما ذكرت شيئا فرددت جوابه، و لو سكت سكتنا. فقال: و اللّه إنّا ما فعلنا ما فعلنا عداوة، و لكن استصغرناه و خشينا أن لا تجتمع عليه العرب و قريش لما قد وترها، فأردت أن أقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره أنت و صاحبك؟ فقال: لا جرم، فكيف ترى؟ و اللّه ما نقطع أمرا دونه، و لا نعمل شيئا حتّى نستأذنه.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج6/50 و51 / ط دار احياء التراث العربي بيروت:
يروي عن عمر بن شبه بسنده عن ابن عباس أنه قال:... قال لي ـ أي عمر بن الخطاب ـ يا ابن عباس أما و الله إن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله ص إلا أنا خفناه على اثنين.
قال ابن عباس: فجاء بكلام لم أجد بدا من مسألته عنه.
فقلت: ما هما يا أمير المؤمنين؟
قال: خفناه على حداثة سنه و حبه بني عبد المطلب!
كفى للمصنف هذه التصريحات في أولوية الإمام علي (ع) بالخلافة والإمامة على الأمة، وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما كان رسول الله (ص).
((المترجم))
(49) نجد لغير حسان أيضا من الصحابة أبياتا تتضمن هذا المعنىمنهم الصحابي الجليل سيد الخزرج قيس بن سعد الخزرجي الأنصاري، كما ذكر أبيات شعره سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة / 20/ فقال: إن قيس أنشدها بين يدي علي (ع) في صفين:
قلت لنا بغى العدو علينـــــا: | حسبنا ربنا ونعم الوكيل |
حسبنا ربنا الذي فتح البصرة | بالأمس والحديث طويل |
ويقول فيها:
وعلـــــــي إمامــــــنا وإمـــــام | لســـوانا أتى به التنزيــل |
يوم قال النبي: من كنت مولاه | فهذا مولاه خطب جــــليل |
إنما قاله النبـــي على الأمـــــة | حتم ما فيـــه قـال وقيـــل |
ومنهم عمرو بن العاص مع ما كان يحمله من البغضاء والعداء على أمير المؤمنين (ع)، لكنه حينما تشاجر مع معاوية حول ولاية مصر وخراجه رد على كتاب معاوية بقصيدة معروفة بالجلجلية، ولكي تعرف مصادرها من كتب العامة راجع كتاب الغدير للعلامة الكبير والحبر الخبير الأميني قدس سره: ج2 ص114 وما بعد. قال فيها:....
نصرناك من جهلنا يا ابن هند | على النــبأ الأفضـــل الأعظم |
وحيث رفعناك فوق الرؤوس | نـــزلنا إلى أسفـــل الأســـفــل |
وكم قد سمعنا من المصطفى | وصايا مخـــصصة في علي؟ |
وفي يوم ((خم)) رقى منـــبرا | يـــبلغ والركـــب لم يرحــــل |
وفــي كفّــهِ كَفّــــهُ معلنــــــا | ينادي بأمر العزيـز العـــــلـــي |
ألست بكم منكم في النفــوس | بأولى؟ قالوا: بـلى فافعـــل |
فأنحــلـــه إمــرة المؤمنيــــن | من الله مستخـلــف المنحـــل |
وقال: من كنت مولـــى لـــه | فهــذا لـــه اليــوم نـعم الولي |
فوال مواليـــه يـا ذا الجـــلال | وعاد معادي أخ المـــرســـل |
ولا تنقضوا العهد من عترتي | فقاطِعُهــــم بــيَ لم يــوصـــل |
وقــال وليــكم فاحفـــــظـــوه | فمَدخلــــه فيكـــم مُدخـــــلـــي |
فبخبـــخ شيخــــك لــمـا رأى | عُـــرى عَقْدِ حـــيْدَرَ لم تحــلّل |
إلى آخر قصيدته التي يقول فيها مخاطبا لمعاوية:
فأنـــك فــي إمــرة المؤمنيـــن | ودعــوى الخلافــــة في معزل |
ومـــا لـــك فـــيــهــــا ولا ذرة | ولا لـــــجــــــــــــدودك بـــالأول |
فـإن كـــان بينـــكـــم نسبـــــة | فــــأيـن الحسام من المنجل؟! |
وأين الحصى من نجوم السما؟ | وأيــــن معاوية من علي؟! |
أيها القارئ الكريم فكر في معنى البيتين وأنصف!
فأنحــلـــه إمــرة المؤمنيــــن | من الله مستخـلــف المنحــل |
وقــال وليــكم فاحفـــــظـــوه | فـــمَدخلــــه فيكـــم مُدخــلـــي |
هكذا فهم عمرو بن العاص حديث النبي وخطابه في الغدير.
((المترجم))
(50) سورة الشورى، الآية 23.
(51) سورة الرعد، الآية 25.
(52) سورة الأنفال، الآية 15 و 16.
(53) سورة آل عمران، الآية 153.
(54) سورة الأحزاب، الآية 10.
(55) سورة آل عمران، الآية 153.
قال الله سبحانه في سورة التوبة الآية 25: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين).
فيا ترى من هؤلاء الذين ولو مدبرين؟
أخرج البخاري في: ج3 / 67 / طبع عيسى البابي الحلبي بمصر:
عن أبي محمد مولى أبي قتادة قال: لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله ، فأسرعت إلى الذي يختله فرفع يده ليضربني وأضرب يده فقطعتها... وانهمزمت معهم فإذا بعمر بن الخطاب في الناس! فقلت له: ما شأن الناس؟ قال: أمر الله...
وقال سبحانه وتعالى: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض مما كسبوا) آل عمران / 155.
اتفق المفسرون الآية تشير إلى الفارين يوم أحد وكان منهم عمر وعثمان.
ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج15 / 20 / طبعة دار إحياء التراث العربي عن الواقدي قال: و بايعه يومئذ على الموت ثمانية: ثلاثة من المهاجرين علي و طلحة و الزبير، و خمسة من الأنصار أبو دجانة و الحارث بن الصمة و الحباب بن المنذر و عاصم بن ثابت و سهل بن حنيف، و لم يقتل منهم ذلك اليوم أحد و أما باقي المسلمين ففروا و رسول الله ص يدعوهم في أخراهم.
قال ابن أبي الحديد: قلت قد اختلف في عمر بن الخطاب هل ثثبت يومئذ أم لا مع اتفاق الرواة كافة على أن عثمان لم يثبت، فالواقدي ذكر أنه [ أي عمر ] لم يثبت إلخ.
وقال الفخر الرازي في مفاتيح الغيب: ج9 / 52: ومن المنهزمين: عمر، إلا أنه لم يكن في أوائل المنهزمين... ومنهم عثمان انهزم مع رجلين من الأنصار يقال لهما:
سعد وعقبة انهزموا حتى بلغوا موضعا بعيدا، ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام!
وقال الألوسي في تفسيره روح المعاني: ج4 / 99: فقد ذكر أبو القاسم البلخي أنه لم يبق مع النبي (ص) يوم أحد إلا ثلاثة عشر نفسا، خمسة من المهاجرين: أبو بكر وعلي وطلحة وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، والباقون من الأنصار... وأما سائر المنهزمين فقد اجتمعوا على الجبل، وعمر بن الخطاب (رض) كان من هذا االصنف كما في خبر ابن جرير.
وقال النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن: ج4 /112 ـ 113 بهامش تفسير الطبري الذي تدل عليه الأخبار في الجملة أن نفرا قليلا تولوا، وأبعدوا فمنهم من دخل المدينة ومنهم من ذهب إلى سائر الجوانب... ومن المنهزمين عمر.
وقال السيوطي في تفسيره الدر المنثور: ج2/ 88 ـ 89: قال: [ أي عمر ]: لما كان يوم أحد هزمناهم، ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى.
ثم قال السيوطي: أخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: كان الذين ولوا الدبر يومئذ: عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان من الأنصار من بني زريق.
أقول: وأخرجه الطبري أيضا في تفسيره جامع البيان: ج4/ 95 ـ 96.
قال الزمخشري: استزلهم، طلب منهم الزلل، ودعاهم إليه ببعض ما كسبوا من ذنوبهم.
فمعناه الذين فروا يوم أحد إنما أطاعوا الشيطان إذ دعاهم إلى نفسه بالفرار من الجهاد في سبيل الله، ففروا من الله سبحانه إلى حيث أمرهم الشيطان!!
وقال السيوطي في الدر المنثور: ج2 / 88 ـ 89: عن سعيد بن جبير : إن الذين تولوا منكم، يعني: انصرفوا عن القتال منهزمين يوم التقى الجمعان، يوم أحد حين التقى جمع المسلمين وجمع المشركين، فانهزم المسلمون عن النبي (ص) وبقي في ثمانية عشر رجلا، انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا، يعني: تركوا المركز.
أقول: وقد اشتهر بين المحدثين والمؤرخين فرار الشيخين في أحد، فكما قرأت أقوالهم عن فرار عمر وعثمان هلم معي إلى ما نقلوه عن أبي بكر.
قال المتقي الهندي في كنز العمال: ج5 / 274: عن عائشة قالت: كان أبو بكر إذا ذكر أحد بكى ـ إلى أن قالت ـ ثم أنشأ ـ يحدث، قال: كنت أول من فاء يوم أحد... (الحديث).
أقول: الفئ الرجوع، ومع الواضح أنه لا رجوع إلا بعد الهزيمة والفرار.
قال في كنز العمال: أخرجه الطيالسي وابن سعد وابن السني والشاشي والبزاز والطبراني في الأوسط وابن حبان والدار قطني في الافراد و أبو نعيم في المعرفة وابن عساكر والضياء المقدسي، انتهى.
أقول: ونقل كثير من أعلام السنة روايات في فرار أبي بكر وعمر يوم خيبر، فقد أخرج علي بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9/ 124 / عن ابن عباس أنه قال: بعث رسول الله (ص) إلى خيبر ـ فسار بالناس، فانهزم بالناس، حتى انتهى إليه إلخ. قال في كنز العمال: أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وابن ماجه والبزار وابن جرير وصححه والطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل والضياء المقدسي.
وفي مستدرك الصحيحين: ج3 / 38: روى بسنده عن جابر أن النبي (ص) دفع الراية يوم خيبر إلى عمر فانطلق فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه، قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
أقول: لقد أفتى كثير من العلماء وفقهاء الفريقين، أن الفرار من الزحف، من الذنوب الكبيرة التي لا كفارة لها. كالشرك. مستندين إلى ما رواه المحدثون:
" خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق ـ إلى أن قال ـ والفرار من الزحف. أخرجه المناوي في فيض القدير: ج3 ص 458 في شرح الجامع الصغير للسيوطي.
قال: أخرجه أحمد بن حنبل في المسند و أبو الشيخ في التوبيخ عن أبي هريرة (وقال في الشرح) ورواه عنه الديلمي.
أقول: أيها القارئ الكريم بالله عليك! أنصف!! أين هؤلاء الفارون من حيدرة الكرار؟! الذي روى في حقه ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 14 ص 250 ـ 251 / طبع دار إحياء التراث العربي قال:
وسمع ذلك اليوم ـ أي يوم أحد ـ صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ينادي مرارا:
لا سيف إلا ذو الفقار | ولا فتى إلا علي |
فسئل عنه رسول الله (ص) عنه، فقال: هذا جبرائيل.
وبعد نقله الخبر قال ابن أبي الحديد: و قد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين و هو من الأخبار المشهورة و وقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن إسحاق ، و سألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة عن هذا الخبر فقال خبر صحيح، فقلت له: فما بال الصحاح لم تشتمل عليه؟ قال: أو كل ما كان صحيحا تشتمل عليه كتب الصحاح، كم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحيحة!
أقول: وأما فتح خيبر على يد الإمام علي (ع) فهو " نار على علم " وليس له منكر في العالمين.
فأين هذا المجاهد الفاتح والصابر الناجح عن أولئك المنهزمين الجبناء.
فإن يك بينهما نسبة فأين الحسام من المنجل؟
وأين الحصى من نجوم السماء؟ وأين أولئكم من علي (ع)؟
((المترجم))
(56) سورة الشعراء، الآية 227.
(57) سورة الاسراء، الآية 26.
(58) سورة التوبة، الآية 128.
(59) سورة المائدة، الآية 50.
(60) أقول: وروى ابن أبي الحديد هذه الخطبة عن طريق عروة عن عائشة، في شرح النهج 16/251لا / طبع دار إحياء التراث العربي، فقد روت عائشة خطبة فاطمة مشابهة لما مر وفيها قالت فاطمة:... حتى إذا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ظهرت حسيكة النفاق و شمل جلباب الدين و نطق كاظم الغاوين... و نبغ خامل الآفكين و هدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم و أطلع الشيطان رأسه صارخا بكم فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين و لقربه متلاحظين ثم استنهضكم فوجدكم خفافا و أحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم و وردتم غير شربكم هذا و العهد قريب و الكلم رحيب و الجرح لما يندمل إنما زعمتم ذلك خوف الفتنة (ألا في الفتنة سقطوا و إن جهنم لمحيطة بالكافرين) فهيهات! و أنى بكم و أنى تؤفكون!! و كتاب الله بين أظهركم زواجره بينة و شواهده لائحة و أوامره واضحة أ رغبة عنه تريدون أم لغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا و من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها تسرون حسوا في ارتغاء و نحن نصبر منكم على مثل حز المدى و أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا(أ فحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
يا ابن أبي قحافة! أ ترث أباك و لا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله و الزعيم محمد و الموعد القيامة و عند الساعة يخسر المبطلون إلى آخر الخبر.
((المترجم))
(61) سورة النمل، الآية 16.
(62) سورة مريم، الآية 6.
(63) سورة النساء، الآية 11.
(64) سورة المائدة، الآية 50.
(65) سورة الاحزاب، الآية 33.
(66) أقول: حق لابن أبي الحديد أن يستغرب من ذلك البيان فإن كل غيور من المسلمين والمسلمات يستغرب ويتعجب بل يجب على المؤمنين كافة أن ينكروا على أبي بكر مقاله القيبح وكلامه الوقيح على سيد نساء العالمين وبعلها سيد الوصيين وأمير المؤمنين (ع)، كما أن السيد الجليلة أم سلمة أم المؤمنين أنكرت على أبي بكر وردت عليه، كما في دلائل الإمامة لابن جرير: ص39 قالت: أ لمثل فاطمة يقال هذا و هي الحوراء بين الإنس و الأنس للنفس ربيت في حجور الأنبياء و تداولتها أيدي الملائكة و نمت في المغارس الطاهرات نشأت خير منشأ و ربيت خير مربا أ تزعمون أن رسول الله حرم عليها ميراثه و لم يعلمها و قد قال الله له وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ فأنذرها و جاءت تطلبه و هي خيرة النسوان و أم سادة الشبان و عديلة مريم ابنة عمران و حليلة ليث الأقران تمت بأبيها رسالات ربه فو الله لقد كان يشفق عليها من الحر و القر فيوسدها يمينه و يدثرها شماله رويدا فرسول الله بمرأى لأعينكم و على الله تردون فواها لكم و سوف تعلمون قال فحرمت أم سلمة عطاءها تلك السنة!!
((المترجم))
(67) في مناقب الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي: 206 أخرج بسنده عن يونس بن سليمان التميمي عن زيد بن يثبع قال سمعت ابا بكر يقول: رأيت رسول الله (ص) خيم خيمة و هو متكئ على قوس عربية و في الخيمة علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع، فقال رسول الله (ص): يا معشر المسلمين !أنا سلم لمن سالم أهل هذه الخيمة و حرب لمن حاربهم ولي لمن والاهم لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب الولادة و لا يبغضهم إلا شقي الجد رديء الولادة قال: فقال رجل لزيد : يا زيد! أنت سمعت أبا بكر يقول هذا؟ قال: إي و رب الكعبة!
وأخرج هذا الحديث عبيد الله الحنفي في كتابه أرجح المطالب: ص 309 وقال: أخرجه المحب الطبري الشافعي في الرياض النضرة.
((المترجم))
(68) أقول: أخرج حديث ابن عباس الذي رواه العلامة الكنجي الشافعي كثير من أعلام العامة منهم: المحب الطبري في الرياض النضرة: ج2 ص 166، والموفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي في المناقب 81، والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين / 105، والعلامة ابن المغازلي الشافعي في مناقبه / 394 / حديث رقم 447.
وروى ابن حجر في الصواعق المحرقة / 72 / طبع المطبعة الميمنية بمصر: قال: (الحديث الثامن عشر) أخرج أحمد الحاكم وصححه عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: من سب عليا فقد سبني.
وقال: (الحديث السادس عشر) أخرج أبو يعلى والبزار عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول (ص): من آذى عليا فقد آذاني.
والاحاديث في هذا الباب كثيرة بحيث لا منكر لها بين المسلمين، وقد ورد مثلها في حق فاطمة (ع):
روى العلامة الهمداني الشافعي في كتابه مودة القربى / المودة الحادية عشرة / عن عائشة أن النبي (ص) قد قال: فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني.
وفي الصواعق /112 طبع مطبعة الميمنية بمصر الحديث الثالث والعشرون، أثالث والعشرون، أخرج أحمد والحاكم عن مسور أن النبي (ص) قال: فاطمة بضعتي يغضبني ما يغضبها ويبسطني ما يبسطها. وفي صفحة 114 / الحديث الخامس، أخرج أحمد والترمذي والحاكم، عن ابن الزبير أن النبي (ص) قال: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها.
وروى في صفحة 108 /: فاطمة بضعة من يسرني ما يسرها.
وروى القندوزي في ينابيع المودة / الباب الخامس والخمسون، قال : وفي صحيح البخاري عن المسور بن مخرمة أن رسول الله (ص) قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.
قال: وفي صحيح مسلم، إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها ويسرني ما أسرها. قال القندوزي: وفي الترمذي، عن مسور: إنها بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها، حديث حسن صحيح، وفي الترمذي أيضا عن ابن الزبير:
إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها، حديث حسن صحيح.
وفي الترمذي ايضا وابن ماجة، عن صبيح مولى أم سلمة وزيد بن أرقم قالا: أن رسول الله (ص) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.
قال القندوزي: وفي كنوز الدقائق للمناوي: إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها، قال: ورواه الديلمي.
وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة / 143 / باب التحذير من بغضهم وسبهم /: عن رسول الله (ص): من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله و الإسلام، ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله، ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم وسبهم.
بعد نقل هذه الأحاديث من صحاح السنة ومسانيدهم، ألفت نظر القارئ الكريم إلى الخبر الذي رواه ابن قتيبة في كتابه المشهور الامامة والسياسة / 14 و 15 / طبع مطبعة الأمة بمصر سنة 1328 هجرية في عيادة أبي بكر وعمر لفاطمة (ع):
... فقالت: أ رأيتكما إن حدثتكما حديثا من رسول الله (ص) تعرفانه و تفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله أ لم تسمعا من رسول الله (ص) يقول: رضا فاطمة من رضاي و سخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني و من أرضى فاطمة فقد أرضاني و من أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول الله (ص)، قالت: فإني أشهد الله و ملائكته، أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني و لئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه.
فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله من سخطه و سخطك يا فاطمة! ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق، و هي تقول: و الله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها!!
ومشهور المحدثين قالوا: أن فاطمة ماتت وهي ساخطة على أبي بكر وعمر، منهم: البخاري في صحيحه / ج5 / 5 باب فرض الخمس / روى عن عائشة... فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت. وفي ج6 / 196 / باب غزوة خيبر / عن عائشة... فوجدت [ أي غضبت ] فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت.
ومثله لفظا أو معنى، في صحيح مسلم: ج2 / 72، ومسند أحمد: ج1 / 6 و 9، ومثله لفظا أو معنى، وتاريخ الطبري: ج3 / 202، ومشكل الآثار للطحاوي: ج1 / 48، وسنن البيهقي: ج6 / 300 و 301، والعلامة الكنجي في كفاية الطالب / الباب التاسع والتسعون / في أواخره، ثم قال: هذا حديث صحيح متفق على صحته، وتاريخ ابن كثير: ج5 / صفحة 285 وقال في ج6 / 333: لم تزل فاطمة تبغضه مدة حياتها ـ أي تبغض أبا بكر ـ وذكره بلفظ الصحيحين أي عن عائشة.
والديار البكري في تاريخ الخميس: ج2 / 193، ورواه عنها أيضا بلفظ الصحيحين ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج6 / 46، وقال في صفحة 50: والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر، وأنها أوصت ألا يصليا عليها.
أقول: والحر تكفيه الإشارة.
((المترجم))
(69) من الضروري أن أضع النقاط على الحروف وأذكر مصادر الحديث الشريف:
" أنا مدينة العلم وعلي بابها " بشكل أدق وأوضح، رواه الحاكم بسنده عن مجاهد عن ابن عباس في مسترك الصحيحين: 3/ 126 وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ورواه بطريق آخر في صفحة 127 عن جابر بن عبدالله الأنصاري، والخطيب البغدادي في تاريخه ج4 / 348 وبطريق آخر في 7/ 172 وبطريق آخر في ج11 / 48 وبطريق رابع في ج11 / 49 ثم قال: قال القاسم: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال هو صحيح. رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج4 / 22 وابن حجر في تهذيب التهذيب: ج6/320 . وج7 / 427، وفي كنز العمال ج6/ 152 والمناوي في فيض القدير ج3/46، وقال أخرجه العقيلي وابن عدي والطبراني والحاكم عن ابن عباس، ورواه الهيثمي في المجمع ج9/ 114 ورواه المتقي في كنز العمال ج6 /156 قال أخرجه الطبراني في صفحة 401 حكاه عن ابن جرير وفي صفحة 156 قال أخرجه أبو نعيم في المعرفة، ورواه المناوي أيضا في كنوز الحقائق / 43 قال أخرجه الديلمي ورواه المحب الطبري في الرياض النضرة ج2 / 193 قال أخرجه في المصابيح في الحسان، ورواه ابن حجر في الصواعق / 73 ط. المطبعة الميمنية قال: أخرجه البزار والطبراني في الأوسط عن جابر، وأخرجه الحاكم والعقيلي وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي (ع) وأما حديث: أنا مدينة الحكمة وعلي بابها .. الخ أو قال أنا دار الحكمة... الخ فقد رواه الترمذي في صحيحه ج2 /299 وفي تاريخ بغداد ج 11 / 204 بسنده عن ابن عباس، وفي كنز العمال ج6 / 401 قال: قال الترمذي وابن جرير معا الخ وقال: أخرجه أبو نعيم في الحلية، ثم قال المتقي: وقال ابن جرير: هذا خبر عندنا صحيح بسنده وذكره المناوي في فيض القدير في المتن وقال: أخرجه الترمذي، ثم قال في الشرح: وفي رواية أنا مدينة الحكمة وعلي بابها.. الخ وقال أيضا في شرح (علي بابها): أي علي بن أبي طالب (ع) هو الباب الذي يدخل منه إلى الحكمة، فناهيك بهذه المرتبة ما أسناها، وهذه المنقبة ما أعلاها، ومن زعم أن المراد بقوله (ص): وعلي بابها أنه مرتفع من العلو وهو الارتفاع فقد تنحل لغرضه الفاسد بما لايجزيه، ولا يسمنه ولا يغنيه.
" انتهى كلام المناوي ".
((المترجم))
(70) اذكر القارئ الكريم مزيدا من مصادر العامة في اتخاذ النبي (ص) عليا وصيا لنفسه، وذلك لأهمية الموضوع:
1ـ مستدرك الصحيحين: ج3/ 172.
2ـ مجمع الزوائد: ج9/113 و146 و165.
3ـ ذخائر العقبى: 135 و138.
4ـ الرياض النضرة: ج2 /178.
5ـ تهذيب التهذيب: ج3 /106.
6ـ كنز العمال: ج6/ 153 و154 و392 و397 وج 8/ 215.
7ـ كنوز الحقائق: 42 و121.
8ـ حلية الأولياء: ج1/63.
9ـ تاريخ بغداد: ج11 /112 وج12 /305.
10 ـ كفاية الطالب: الباب الرابع والخمسون.
ثم اعلم إن المصادر الموثوقة تحتوي على روايات كثيرة وردت بمعنى الوصاية، أعرضنا عنها خشية الإطالة.
((المترجم))
(71) من المناسب ذكر اائشة في هذا المجال وهو معارض لما رواه الشيخ عبد السلام من الصحيحين:
روى العلامة محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 هجرية، في كتابه كفاية الطالب / الباب الثاني والستون قال في اواسطه: أخبرنا ابو محمد عبد العزيز بن محمد بن الحسن الصالحي، أخبرنا الحافظ ابو القاسم الدمشقي ، أخبرنا أبو غالب بن البنا، أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون، اخبرنا غمام أهل الحديث ابو الحسن الدار قطني، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر البجلي، حدثنا علي بن الحسين بن عبيد بن كعب، حدثنا اسماعيل بن ريان، حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي عن أبيه، عن ابراهيم، عن علقمة والأسود عن عائشة قالت: قال رسول الله ص ـ وهو في بيتها لما حضره الموت ـ ادعوا لي حبيبي! فقلت ادعوا له أبابكر فنظر إليه ثم وضع راسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي! فقلت ادعوا له عمر فلما نظر إليه وضع رأسه، ثم قال ادعوا لي حبيبي! فقلت: ويلكم ادعوا له عليا فو الله ما يريد غيره! فلما رآه أخرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل محتضنه حتى قبض و يده عليه. قال العلامة الكنجي:
هكذا رواه محدث الشام في كتابه كما أخرجناه ثم قال: والذي يدل على أن عليا كان أقرب الناس عهدا برسول الله (ص) عند وفاته، ما ذكره أبو يعلى الموصلي في مسنده والامام أحمد في مسنده، فنقل الخبر بسنده أيضا عن أم سلمة قالت: والذي أحلف به كان علي أقرب الناس عهدا برسول الله (ص)... إلى آخر الخبر فراجع.
((المترجم))
(72) أيها القارئ الرشيد! انظر الى بعض ما نقله ابن أبي الحديد من الشعر والقول السديد في وصاية الامام علي (ع) و مما رويناه من الشعر المقول في صدر الإسلام المتضمن كونه ع وصي رسول الله قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
و منا عــــلي ذاك صاحــــب خيــبر | وصاحب بــــدر يــوم سالت كتائبه |
وصي النبي المصطفى و ابن عمه | فمــــن ذا يدانيــه و من ذا يقاربـه |
و قال عبد الرحمن بن جعيل:
لعمري لقد بايعتم ذا حفيظة على | الدين معروف الـعـفــاف مـوفــقــا |
عـليا وصي المصطفى و ابن عمه | وأول من صلى أخا الدين والتقى |
و قال رجل من الأزد يوم الجمل:
هذا علي و هو الوصي | آخاه يوم النجوة النبي |
و قال هذا بعدي الولي | وعاه واع و نسي الشقي |
و خرج يوم الجمل غلام من بني ضبة من عسكر عائشة و هو يقول:
نحن بني ضبة أعداء علي | ذاك الذي يعرف قدما بالوصي |
و فارس الخيل على عهد النبي | ما أنا عن فضل علي بالعمي |
و قال حجر بن عدي الكندي في ذلك اليوم أيضا:
يا ربنا سلم لنا عليا | سلم لــــنا المبارك المــــضيا |
المؤمن الموحد التقيا | لا خطل الرأي و لا غــــويا |
بل هاديا موفقا مهديا | و احفظه ربي و احفظ النبيا |
فيه فقــــد كان له وليــــا | ثم ارتـــضاه بعده وصيا |
و قال خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين في يوم الجمل أيضا:
ليس بين الأنصار في جحمة الحر | ب و بين العداة إلا الطعان |
فادعها تستجب فليس من الخز | رج و الأوس يا علي جبان |
يا وصي النبي قد أجلت الحر | ب الأعادي و سارت الأظعان |
و قال زحر بن قيس الجعفي يوم الجمل أيضا:
أضربكم حتى تقروا لعلي | خير قــــريش كلها بعـــــد النبي |
من زانه الله و سماه الوصي | إن الولي حافظ ظهر الولي |
و روي عن نصر بن مزاحم: ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث:
أتانا الرسول رسول الوصي | علي المهذب من هاشم |
وزير النبي و ذو صهره | و خير البــــرية و العــــالــم |
و قول جرير بن عبد الله البجلي يصف الامام علي عليه السلام:..
وصي رسول الله من دون أهله | و فارسه الحامي به يضرب المثل |
و قال النعمان بن عجلان الأنصاري:
كيف التفرق و الوصي إمامنا | لا كيف إلا حــــيرة و تخاذلا |
و ذروا معاوية الغوي و تابعوا | دين الوصي لتحمدوه آجلا |
و قال المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب:
يا عصبة الموت صبرا لا يهولكم | جيش ابن هند فإن الحق قد ظهرا |
و أيقنوا أن من أضحى يخالفكم | أضحى شقيا و أمسى نفسه خسرا |
فيكم وصي رسول الله قائدكم | وصهــــره وكتــــاب الله قــــد نـــشرا |
وقال ابن أبي الحديد في نهاية ما نقله من الأشعار والأراجيز:
و الأشعار التي تتضمن هذه اللفظة ـ أي كلمة الوصي ـ كثيرة جدا و لكنا ذكرنا منها هاهنا بعض ما قيل في هذين الحزبين فأما ما عداهما فإنه يجل عن الحصر و يعظم عن الإحصاء و العد و لو لا خوف الملالة و الإضجار لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقا كثيرة. انتهى كلام ابن ابي الحديد.
((المترجم))
(73) سورة البقرة، الآية 180.
(74) سورة الحشر، الآية 7.
(75) سورة النساء، الآية 59.
(76) سورة النجم، الآية 28.
(77) سورة النجم، الآية 1 ـ 4.
(78) أظن أن أتباع عمر بن الخطاب ومحبيه أرادوا أن يصلحوا عبارته فزادوا قبل كلمة " هجر " الهمزة الاستفهامية!
ولكن... هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟!
فإن أكثر الروايات صريحة في أن عمر نسب الهجر إلى النبي (ص)!
ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.... فقالوا: هجر رسول الله (ص) / صحيح البخاري: ج2 / 178 بحاشية السندي وج6 / 9 / باب مرض النبي (ص).
ورواه مسلم بنفس الللفظ في صحيحه: ج11 / 89 ـ 93 بشرح النووي، وفي ج3 / 1256 تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.... فقالوا: إن رسول الله (ص) يهجر!!
وأخرجه ابن سعد في الطبقات ج2 /2/ 37 عن سعيد عن ابن عباس... فقالوا: إنما يهجر رسول (ص)!، وفي صفحة 36 روى عن ابن عباس... فقال بعض من كان عنده: إن نبي الله ليهجر!
وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده ج1 / 222 عن سعيد عن ابن عباس... فقالوا: ما شأنه يهجر!! قال سفيان يعني: هذى!!
وأخرج أيضا في المسند ج3 / 346: إن النبي (ص) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده قال: فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها!!
وأخرجه ابن سعد أيضا في الطبقات ج2 / 36.
((المترجم))
(79) سورة الحجرات، الآية 2.
(80) سورة الكهف، الآية 110.
(81) سورة النجم، الآية 1 ـ 4.
(82) سورة الحشر، الآية 7.
(83) سورة النساء، الآية 59.
(84) سورة الأحزاب، الآية 36.
(85) نقل الحافظ سليمان القندوزي في ينابيع المودة / الباب الخامس والستون / عن كتاب فصل الخطاب للعلامة محمد خواجه البخاري عن ابن عباس قال :وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها إلا و له ظهر و بطن و إن علي بن أبي طالب علم الظاهر و الباطن.
ورواه العلامة الكنجي القرشي الشافعي في كتابه كفاية الطالب في الباب الرابع والسبعون عن ابن مسعود، وقال رواه أبو نعيم في حلية الأولياء.
وروى الخواجه البخاري بعده عن ابن عباس أيضا قال: أتي عمر بن الخطاب بامرأة مجنونة حبلى قد زنت، فأراد عمر بن الخطاب،أن يرجمها فقال له علي: أ ما سمعت ما قال رسول الله (ص): رفع القلم عن ثلاثة عن
المجنون حتى يبرأ و عن الغلام حتى يدرك، و عن النائم حتى يستيقظ. فخلى عنها، ثم قال العلامة محمد خواجه البخاري: وفي عدة من المسائل رجع ـ أي عمر ـ إلى قول علي رضي الله عنه.
فقال عمر: عجزت النساء أن يلدن مثل علي، لو لا علي لهلك عمر، ويقول أيضا: أعوذ بالله من معضلة ليس فيها علي! انتهى كلام البخاري.
وروى العلامة مير علي الهمداني الشافعي في كتابه مودة القربى / المودة السابعة عن أبي ذر عن رسول الله (ص) أنه قال: علي باب علمي و مبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان و بغضه نفاق و النظر إليه رأفة عبادة. قال رواه أبو نعيم الحافظ باسناده.
ونقل الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة تحت عنوان " هذه المناقب السبعون في فضائل أهل البيت " الحديث التاسع والعشرون عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): علي باب علمي و مبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان و بغضه نفاق و النظر إليه رأفة، ومودته عبادة. رواه صاحب الفردوس.
أقول: لا يخفى أن جملة " ما أرسلت به " تشمل القرآن والسنة الشريفة وجميع أحكام الإسلام.
((المترجم))
(86) سورة آل عمران، الآية 7.
(87) سورة الحشر، الآية 7.
(88) سورة النساء، الآية 83.
(89) " نقلت لكم مصادره في البحوث الماضية ".
(90) سورة النحل، الآية 43.
(91) سورة آل عمران، الآية 7.
(92) سورة النساء، الآية 83.
(93) سورة العنكبوت، الآية 49.
(94) سورة المائدة، الآية 3.
(95) شرح النهج لابن أبي الحديد ج16/ 221 / ط دار احياء التراث العربي /: المشهور أنه لم يرو حديث انتفاء الإرث إلا أبو بكر وحده.
وقال في صفحة 227: أكثر الروايات أنه لم يرو هذا الخبر إلا أبو بكر وحده ذكر ذلك أعظم المحدثين حتى إن الفق