____________
(1) سورة النور، الآية 26.
(2) سورة النور، الآية 26.
(3) سورة النور، الآية 3.
(4) سورة الأحزاب، الآية 57.
(5) أقول: أخرجه مسلم في صحيحه ج7/135 من حديثها ورواه البغوي في المصابيح ج2 / 35.
(6) سورة الحجرات، الآية 2.
(7) سورة النور، الآية 63.
(8) سورة الأحزاب، الآية 33.
(9) سورة الأحزاب، الآية 32.
(10) أنقل للقارئ الكريم بعض ما نقله ابن قتيبة وهو من أعلام القرن الثالث الهجري، ومتوفي سنة 276 هجرية، قال في كتابه الإمامة والسياسة 6 ـ 63 / ط. مطبعة الأمة بمصر سنة 1328 هجرية:
قال: وذكروا أنه لما نزل طلحة والزبير وعائشة البصرة اصطف لها الناس في الطريق يقولون: يا أم المؤمنين ما الذي أخرجك من بيتك؟!
فلما أكثروا عليها، تكلمت بلسان طلق وكانت من أبلغ الناس: فحمدت الله وأثن فحمدت الله وأثنت عليه، ثم قالت: أيها الناس! والله ما بلغ من ذنب عثمان أن يستحل دمه، ولقد قتل مظلوما!!
غضبنا لكم من السوط والعصا، ولا تغضب لعثمان من القتل؟ وإن من الرأي أن تنظروا إلى قتلة عثمان فيقتلوا به، ثم يرد هذا الأمر شورى على ما جعله عمر بن الخطاب.
فمن قائل يقول: صدقت، وآخر يقول: كذبت، فلم يبرح الناس يقولون ذلك حتى ضرب بعضهم وجوه بعض، فبينما هم كذلك، أتاهم رجل من أشراف البصرة بكتاب كان كتبه طلحة في التأليب على قتل عثمان، فقال الرجل لطلحة: هل تعرف هذا الكتاب؟ قال نعم، قال: فما ردك على ما كنت عليه؟! وكنت أمس تكتب إلينا تؤلبنا على قتل عثمان، وأنت اليوم تدعونا إلى الطلب بدمه!!
وقد زعمتما ـ أي: طلحة والزبير ـ أن عليا دعاكما إلى أن تكون البيعة لكما قبله إذ كنتما أسن منه، فابيتما إلا أن تقدماه لقرابته وسابقته، فبايعتماه فكيف تنكثون بيعتكما بعد الذي عرض عليكما؟!
قال طلحة دعانا إلى البيعة بعد أن اغتصبها وبايعه الناس، فعلمنا حين عرض علينا أنه غير فاعل، ولو فعل أبى ذلك المهاجرون والأنصار، فخفنا أن نرد بيعته فنقتل، فبايعناه كارهين، قال فما بدا لكما من عثمان؟ قال: ذكرنا ما كان من طعننا عليه وخذلاننا إياه، فلم نجد من ذلك مخرجا إلا الطلب بدمه!!
قال: ما تأمراني به؟ قال: بايعنا على قتال علي ونقض بيعته!
قال: أريتما أن أتانا بعدكما من يدعونا إلى ما تدعون إليه ما نصنع؟
قالا: لا تبايعه! قال: ما أنصفتما، أتأمراني أن أقاتل عليا وأنقض بيعته وهي في أعناقكما، وتنهياني عن بيعة له عليكما؟ أما إننا فقد بايعنا عليا، فإن شئتما بايعناكما بيسار أيدينا!
قال ثم تفرق الناس فصارت فرقة مع عثمان بن حنيف ـ وهو عامل علي على البصر ـ وفرقة مع طلحة والزبير.
ثم جاء جارية بن قدامة فقال: يا أم المؤمنين... لقتل عثمان كان أهون علينا من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون، انه كانت لك من الله تعالى حرمة وستر، فهتكت سترك، وأبحت حرمتك!! إنه من رأى قتالك فقد رأى قتلك، فإن كنت يا أم المؤمنين أتيتينا طائعة، فارجعي إلى منزلك، وان كنت أتيتينا مستكرهة فاستعتبي.
قال: وذكروا أنه لما اختلف القوم اصطلحوا على أن لعثمان بن حنيف دار الإمارة ومسجدها وبيت المال، وأن ينزل أصحابه حيث شاؤا من البصرة.
وأن ينزل طلحة والزبير وأصحابهما حيث شاؤا، حتى يقدم علي، فإن اجتمعوا دخلوا فيما دخل فيه الناس، وإن يتفرقوا، يلحق كل قوم بأهوائهم، عليهم بذلك عهد الله وميثاقه وذمه نبيه (ص).
وأشهدوا شهودا من الفريقين جميعا.
فانصرف عثمان فدخل دار الامارة وأمر أصحابه أن يلحقوا بمنازلهم ويضعوا سلاحهم، وافترق الناس وكتموا ما في أنفسهم غير بني عبد القيس فإنهم أظهروا نصرة علي، وكان حكيم بن جبل رئيسهم، فاجتمعوا إليه فقال لهم: يا معشر عبد القيس ! إن عثمان بن حنيف دمه مضمون، وأمانته مؤداة، وأيم والله لو لم يكن [ بن حنيف ] عليّ أمير لمنعناه لمكانته من رسول الله (ص) فكيف له الولاية والجوار؟ فأشخصوا بأنصاركم وجاهدوا العدو، فإما أن تموتوا كراما، وإما أن تعيشوا أحرار.
فمكث عثمان بن حنيف في الدار أياما، ثم إن طلحة والزبير ومروان بن الحكم أتوه نصف الليل في جماعة معهم، في ليلة سوداء مطيرة، وعثمان نائم فقتلوا أربعين رجلا من الحرس، فخرج عثمان بن حنيف فشد عليه مروان فأسره وقتل أصحابه، فأخذه مروان ونتف لحيته ورأسه وحاجبيه، فنظر عثمان بن حنيف إلى مروان فقال: أما أنك إن فُتّني بها في الدنيا فلم تفتني بها في الآخرة.
أقول: بعدما قرأتم هذا الخبر المعتبر الذي جاء به أحد كبار علمائكم العامة، أسألكم بالله... أنصفوا! ما كان توجيه عمل طلحة والزبير أن نقضا العهد والميثاق!!
وهل الذين يزعمون أنهما من العشرة المبشرة، يعذرانهما بأن اجتهدا؟ أيكون الاجتهاد عذرا وجيها للذي يخالف نص كلام الله العزيز الحكيم؟! إذ يقول سبحانه وتعالى: (وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَ لا تَنْقُضُوا الأَْيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ * وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) / النحل 91 و 92.
ويقول سبحانه عز وجل في آية أخرى:
(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآْخِرَةِ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) آل عمران: 77، ويقول سبحانه وتعالى:
(وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَ أَنَّ هذا صراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام: 152 ـ 153.
يا ترى هل الزبير وطلحة وعائشة وفوا بالعهد؟ أم هل اتبعوا الصراط المستقيم بخروجهم على أمير المؤمنين (ع)؟!
أما شقوا عصي المسلمين، وفرقوا بينهم، وألقوا العداء والبغضاء بينهم وأحدثوا في الإسلام، وشبوا، نائرة الحرب في المسلمين، وسببوا الجدال والقتال، وسفكوا الدماء المحرمة، وأزهقوا النفوس المؤمنة؟ وكأنهم ما قرأوا كلام الله العزيز الحكيم إذ يقول: (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً) النساء 93.
فإذا كان هذا جزاء من قتل مؤمنا متعمدا، فكيف بمن قتل المؤمنين متعمدا أو أمر بقتل آلاف من المؤمنين؟!
فكروا... وأنصفوا مالكم كيف تحكمون؟!
((المترجم))
(11) قال ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة: 65 و 66:
وذكروا أن الزبير دخل على عائشة فقال: يا أماه ما شهدت موطنا قط في الشرك ولا في السلام إلا ولي فيه رأي وبصيرة، غير هذا الموطن فإنه لا رأي لي فيه ولا بصيرة، وإني لعلى باطل! قالت عائشة: يا أبا عبدالله! خفت سيوف بني عبد المطلب؟! فقال: أما والله أن سيوف بني عبد المطلب طوال حداد، يحملها فتية أنجاد . ثم قال لابنه عبد الله: عليك بحربك، أما أنا فراجع لبيتي. فقال له ابنه عبد الله: الآن حين التقت حلقتا البطان واجتمعت الفئتان! والله لا نغسل رؤوسنا منها!
فقال الزبير لابنه: لا تعد هذا مني جبنا! فوالله ما فارقت أحدا في جاهلية ولا إسلام. قال: فما بردك؟
قال: بردني ما أن علمته كسرك. أقول: ألا تعجب من الزبير مع اعترافه أنه على باطل، يقول لابنه: عليك بحربك ولا ينهاه!!
وفي الصواعق المحرقة / 71، ط. الميمنية بمصر / قال ابن حجر: وقد أخبر (ص) بوقعة الجمل وصفين وقتال عائشة (رض) والزبير وعليا، كما أخرجه الحاكم وصححه البيهقي عن أم سلمة قال: ذكر رسول (ص) خروج إحدى أمهات المؤمنين.
فضحكت عائشة (رض) فقال (ص): أنظري يا حميراء أن لا تكون أنت!
أقول: نعم نهاها رسول الله (ص) ولكنها خالفت وخرجت وقاتلت، ولا غرو... فإنها خالفت ربها وخالقها في ذلك إذ يقول سبحانه، وتعالى: (وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُْولى) سورة الأحزاب، الآية 33. وقال عز وجل: (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) سورة الحشر، الآية 7.
والعجب من الذين يعظمونها، ويروون عنها، ويبنون الأحكام على روايتها، ويقولون: إنا كانت أربعين ألف حديث. وقي في رد هذا الكلام:
حفظ أربعين ألف حديث ومن الذكر آية تنساها!!
وقال ابن حجر: وأخرج الحاكم وصححه البيهقي عن ابي الأسود قال: شهدت الزبير خرج يريد عليا، فقال له علي: أنشدك الله هل سمعت رسول الله (ص) يقول : تقاتله وأنت ظالم له! فمضى الزبير منصرفا.
وفي رواية ابي يعلى والبيهقي، فقال الزبير: بلى ولكن نسيت!!
أقول: هكذا نسوا الحق ونصروا الباطل، فهل هذا عذر مقبول؟!
((المترجم))
(12) هذا حديث نبوي شريف صدر من سيد البشر، واشتهر وانتشر في كتب كثير من علماء السنة وأعلام العامة، ولم يصدر مثله في حق أي واحد من الصحابة، وإنما خص النبي (ص) عليا (ع) بهذا المعنى وكرره فيه بتعابير أخرى مثل قوله كما نقله المحب الطبري في الرياض النضرة: ج2 ص 214 وفي ذخائر العقبي ص 61 عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (ص): ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي يهدي صاحبه إلى الهدى، ويرده عن الردى الطبراني.
ورواه القندوزي في الينابيع / 203، ط. اسلامبول والعلامة الأمر تسري في أرجح المطالب / 98 ط لاهور.
وفي مناقب الموفق بن أحمد الخوارزمي قال رسول الله (ص) لرهط من أصحابه: إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة.
وقد صرح جمع من أعلام العامة: أنه لم يذكر لأحد من الصحابة الكرام ما ذكر لأمير المؤمنين علي (ع)، منهم إمام الحنابلة أحمد بن حنبل، نقل عنه ابن عبدالبر في الاستيعاب: ج2 / 479، طبع حيدر آباد سنة 1319 هجرية.
قال: قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن اسحاق القاضي: لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن ابي طالبب (ع) وقال ابن حجر في الصواعق / 72، ط الميمنية بمصر:
(الفصل الثاني: في فضائله " رضي الله عنه وكرم وجهه ") وهي كثيرة عظيمة شهيرة حتى قال أحمد: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي.
وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر ما جاء في علي ـ سلام الله عليه ـ.
ونقله الثعلبي في تفسيره عن أحمد بن حنبل آخر الآية الكريمة: ( وإنما وليكم الله ورسوله...)، وأخرجه الموفق بن أحمد الحنفي الخوارزمي في متابه المناقب: ص20، وأخرجه الذهبي في تلخيص المستدرك المطبوع في ذليل المستدرك: ج3/107.
وأخرج الحاكم في المستدرك: ج3 / 107، بسنده عن محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (ص) من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب (رضي الله عنه). وروى عنه أيضا الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه ينابيع المودة / الباب الأربعون وخرجه العلامة الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658، وهو الشهير بفقيه ومفتي العرقين، محدث الشام وصدر الحفاظ، قال في كتابه كفاية الطالب في مناقب مولانا علي بن ابي طالب / الباب الثاني والستون / صفحة 124، طبع الغري: ويدلك على ذلك ـ أي كثرة فضائله (ع) ـ ما رويناه عن إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل وهو أعرف أصحاب أهل الحديث في علم الحديث: قريع قران أقرانه، وإمام زمانه، والمقتدى به في هذا الفن في إبانه، والفارس الذي نكب فرسان الحفاظ في ميدانه، وروايته مقبولة وعلى كاهل التصديق محمولة، ولا يتهم في دينه، فجاءت روايته فيه كعمود الصبح ولا يمكن ستره بالراح، وهو ما أخبرنا العلامة مفتي الشام أبو نصر محمد... ذكر إسناده إلى محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت الإمام أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (ص) ما جاء لعلي بن ابي طالب.
ثم قال الكنجي: وقال الحافظ البيهقي: وهو ـ أي علي (ع) ـ أهل كل فضيلة ومنقبة ومستحق لكل سابقة ومرتبة ولم يكن أحد في وقته أحق بالخلافة منه.
قال الكنجي: هكذا أخرجه الحافظ الدمشقي في ترجمته (ع) من التاريخ.
وقال سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص:23، ط مؤسسة أهل البيت بيروت: الباب الثاني في ذكر فضائله (ع): وهي أشهر من الشمس والقمر، وأكثر من الحصى والمدر، وقد اخترت منها ما ثبت واشتهر.. ثم يستدل على كثرة فضائله (ع) برواية ابن عباس (رض): لو أن الشجر أقلام والبحور مداد و الإنس كتاب و الجن حساب ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين علي (ع).
واعلم أن هذا الحديث الشريف خرجه جمع من أعلام العامة في كتبهم منهم: الموفق بن أحمد الخوارزمي وهو من أعلام القرن السادس الهحري ومتوفي سنة 568 هجرية، خرج الحديث عن مجاهد عن ابن عباس في المناقب /18 و229، ط تبريز قال: قال رسول الله (ص) لو أن الغياض أقلام و البحر مداد و الجن حساب و الإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن ابي طالب.
وخرجه الإسلام الحمويني أيضا في كتابه فرائد السمطين وخرجه الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان: ج5/ 62 ط حيدر آباد، وخرجه العلامة جمال الدين عطاء الله الهروي في الاربعين حديثا.
أقول: وقال القندوزي في ينابيع المودة / أواخر الباب الأربعين:
وفي المناقب ـ أي مناقب احمد بن حنبل ـ عن ابي الطفيل قال: قال بعض الصحابة: لقد كان لعلي من السوابق ما لو قسمت سابقة منها بين الناس لوسعتهم خيرا. واستمع إلى بن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج9 /116، ط دار احياء التراث العربي بيروت / لما يريد أن يذكر بعض فضائله (ع) يقول: واعلم أن أمير المؤمنين ع لو فخر بنفسه و بالغ في تعديد مناقبه و فضائله بفصاحته التي آتاه الله تعالى إياها و اختصه بها و ساعده على ذلك فصحاء العرب كافة لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرسول الصادق صلوات الله عليه في أمره.. وبعدما ينتهي من نقل الأخبار والأحاديث الناطقة بفضائله ومناقبه يقول:
و اعلم أنا إنما ذكرنا هذه الأخبار هاهنا لأن كثيرا من المنحرفين عنه ع إذا مروا على كلامه في نهج البلاغة و غيره المتضمن التحدث بنعمة الله عليه من اختصاص الرسول له ص و تميزه إياه عن غيره ينسبونه إلى التيه و الزهو و الفخر و لقد سبقهم بذلك قوم من الصحابة قيل لعمر ول عليا أمر الجيش و الحرب فقال هو أتيه من ذلك و قال زيد بن ثابت ما رأينا أزهى من علي و أسامة. فأردنا بإيراد هذه الأخبار هاهنا عند تفسير قوله " نحن الشعار و الأصحاب و نحن الخزنة و الأبواب " أن ننبه على عظم منزلته عند الرسول ص و أن من قيل في حقه ما قيل لو رقي إلى السماء و عرج في الهواء و فخر على الملائكة و الأنبياء تعظما و تبجحا لم يكن ملوما بل كان بذلك جديرا فكيف و هو ع لم يسلك قط مسلك التعظم و التكبر في شيء من أقواله و لا من أفعاله و كان ألطف البشر خلقا و أكرمهم طبعا و أشدهم تواضعا و أكثرهم احتمالا و أحسنهم بشرا و أطلقهم وجها حتى نسبه من نسبه إلى الدعابة و المزاح و هما خلقان ينافيان التكبر و الاستطالة و إنما كان يذكر أحيانا ما يذكره من هذا النوع نفثة مصدور و شكوى مكروب و تنفس مهموم و لا يقصد به إذا ذكره إلا شكر النعمة و تنبيه الغافل على ما خصه الله به من الفضيلة فإن ذلك من باب الأمر بالمعروف و الحض على اعتقاد الحق و الصواب في أمره و النهي عن المنكر الذي هو تقديم غيره عليه في الفضل فقد نهى الله سبحانه عن ذلك فقال (أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)، يونس:35، انتهى كلامه.
أقول: إذا كان تقديم غيره عليه (ع) منكرا بدليل الآية الكريمة، فكيف تقول في مقدمة شرح نهج البلاغة: الحمد لله الذي... دم المفضول على الافضل؟1 أي قدم أبا بكر على الإمام علي (ع) ـ وهل الباري عز وجل يعمل منكرا؟! حاشاه ثم حاشاه، أم هل ينقض قوله بفعله؟! كلا وألف كلا، فإن الله تبارك وتعالى ما قدم المفضول على الأفضل، بل أمر عباده بمتابعة الأفضل بحكم العقل وصرح بذلك في قوله الحكيم: (أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى) ثم عاتبهم على سوء اختيارهم وحكمهم قائلا: (فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)؟!
فأقول لابن ابي الحديد ولمن حذا حذوه وسلك مذهبه:
إن تقديم المفضول على الأفضل ما كان فعل الله عز وجل، بل هو من تسويلات نفوس المنافقين ومن عمل الشيطان الذي ضل وأضل نعوذ بالله رب العباد من التعصب والعناد ومن توجيه الضلالة والشقاوة والفساد.
فالبيان الفصيح، واعتراف وتصريح المآلف والمخالف بأن الإمام علي (ع) سبق الآخرين بفضائله ومناقبه، فلا يضاهيه أحد من المسلمين، ولا يلحقه احد من المؤمنين. وفي ختام التعليق أنقل ابيات من الشاعر الأديب العبقري، عبد الباقي العمري يخاطب أمير المؤمنين (ع) قائلا:
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا | ببطن مكة وسط البيت إذ وضعــا |
وأنت نقطة بــاء مـــع توحـــدها | بها جميع الذي في الذكر قد جمعا |
إلى أن يقول:
ما فوق الله شيئا في خليقته | من الفضائـل إلا عنـــدك اجتمعــا |
((المترجم))
(13) رواه العلامة الكنجي في كفاية الطالب / الباب السادس والخمسون بإسناده إلى أنس بن مالك أنه قال: بعثني النبي (ص) إلى ابي برزة فقال له وأنا أسمع... ثم ذكر الحديث بتمامه.
((المترجم))
(14) و أخرجه ابن ابي الحديد في شرح النهج ج9 / 169، قال: خرج النبي (ص) على الحجيج عشية عرفة فقال لهم: إن الله قد باهى بكم الملائكة عامة، و غفر لكم عامة، و باهى بعلي خاصة، و غفر له خاصة، إني قائل لكم قولا غير محاب فيه لقرابتي، إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته و بعد موته.
قال رواه أحمد بن حنبل في كتاب فضائل علي (ع)، وفي المسند أيضا.
((المترجم))
(15) لقد أعلن النبي (ص) كرارا ومرارا بأنه: كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغض عليا. قال بعبارات وألفاظ مختلفة والمعنى واحد، فقد روى ابن المغازلي في مناقبه بإسناد يرفعه إلى أنس بن مالك... قال النبي (ص) لعلي: كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني. وروى ابن حسنويه في در بحر المناقب عن أحمد بن مظفر بسنده عن أنس، بعين ما تقدم.
وروى شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين بسنده عن عبدالملك بن عمير عن أنس: يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك فهو كاذب. والعلامة الذهبي في ميزان الاعتدال: ج1 / 251، ط. القاهرة / روى عن عبد الملك بن عمير عن أنس: يا علي! كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك، وفي ج2 / 313 بنفس الاسناد: من زعم أنه يحبني وأبغض عليا فقد كذب.
وبن حجر الهيثمي في لسان الميزان: ج2 / 285، ط. حيدر آباد رواه كما في ميزان الاعتدال سندا ومتنا. وروى العلامة الكنجي في كفاية الطالب / الباب الثامن والثمانون / بإسناده إلى أم سلمة قالت: دخل علي بن ابي طالب على النبي (ص) فقال النبي (ص): كذب من زعم أنه يحبني و يبغض هذا، قال هذا حديث حسن عال رواه التكريتي في " مناقب الأشراف " وابن كثير في البداية والنهاية: ج7 / 354 ، ط. مصر عن أم سلمة: أن رسول الله (ص) قال لعلي: كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك، ورواه أيضا بنفس اللفظ عن ابي سعيد عن النبي (ص).
والخطيب موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب: 45، ط. تبريز / روى بسنده المتصل إلى عبد الله بن مسعود أنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن. ورواه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: ج7 / 354، عن طريق آخر عن ابن مسعود، ورواه أيضا العلامة الامرتسري في أرجح المطالب / 519، ط. لاهور / عن ابن مسعود.
وأخرج ابن كثير أيضا في البداية والنهاية: ج7 / 354، ط. مصر / عن جابر أن رسول الله (ص) قال لعلي: كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك. وابن المغازلي في المناقب / حديث رقم /233 بسنده عن سلمان قال: قال رسول الله (ص) لعلي: يا علي محبك محبي ومبغضك مبغضي.
وفي حديث رقم 309 روى بسنده عن نافع مولى ابن عمر عنه عن رسول (ص) قال لعلي (ع):....وأنت وارثي ووصيي، تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنتي، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني، وفي حديث رقم 277 روى ابن المغازلي بسنده عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله (ص): أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي بن ابي طالب فمن تولاه فقد تولاني، و من تولاني فقد تولى الله، و من أحبه فقد أحبني و من أحبني فقد أحب الله، و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض الله عز و جل.
وأخرجه المتقي حسام الدين في كنز العمال: ج6/154، وقال رواه الطبراني المعجم الكبير، وذكره في منتخبه أيضا: ج5/ 32، وقال رواه وابن عساكر، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9/108.
وفي فرائد السمطين أخرج الحمويني حديثا مسندا إلى ابن عباس وفيه : كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، والخطاب إلى علي (ع) من النبي (ص).
وفي أرجح المطالب 446 /، ط لاهور، أخرج حديثا عن طريق الحسن بن بدر، والحاكم، وابن النجار، والمتقي في كنز العمال، وابن السمان في الموافقة ، والمحب الطبري، عن ابن عباس وفيه: وكذب علي من زعم أنه يحبني ويبغضك.
وفي لسان الميزان: ج4/ 399، ط. حيدر آباد / أخرج العسقلاني عن الإمام علي (ع) عن رسول الله (ص) قال: من زعم أنه يحبني وأبغض عليا فقد كذب.
وفي أرجح المطالب 518 / ط. لاهور / عن العباس بن عبد المطلب قال: سمعت عمر بن الخطاب، وقد سمع رجلا يسب عليا،... فقال: كفوا عن ذكر علي إلا بخير ، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول:في علي ثلاث خصال... كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغضك، يا علي! من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله تعالى ومن أحبه الله تعالى أدخله الجنة و من أبغضك فقد أبغضني، و من أبغضني فقد أبغضه الله تعالى، و من أبغضه الله تعالى أدخله النار. أخرجه الخوارزمي.
واعلم أيها القارئ الكريم! أن الروايات الواردة بهذا المعنى أكثر مما ذكرنا بحيث يحصل منها علم اليقين لمن يطلب الحق ويكون من المنصفين.
((المترجم))
(16) لقد ذكر المؤلف الخبر: أن معاوية استعمل أساليب عدوانية للمنع من رواية فضائل الإمام علي (ع) ونها.. وهذا أمر مشتهر لا ينكر ولكي يطمئن القارئ النبيل ويتلقى الخبر مع شاهد ودليل، أروي لكم ما نقله ابن ابي الحديد في شرح النهج: ج11/44ـ46، ط دار إحياء التراث العربي / قال: و روى أبو الحسن علي بن محمد بن ابي سيف المدائني في كتاب الأحداث قال كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل ابي تراب و أهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة و على كل منبر يلعنون عليا و يبرءون منه و يقعون فيه و في أهل بيته و كان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي ع فاستعمل عليهم زياد ابن سمية و ضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة و هو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي ع فقتلهم تحت كل حجر و مدر و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل و سمل العيون و صلبهم على جذوع النخل و طرفهم و شردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم و كتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي و أهل بيته شهادة و كتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبيه و أهل ولايته و الذين يروون فضائله و مناقبه فادنوا مجالسهم و قربوهم و أكرموهم و اكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم و اسمه و اسم ابيه و عشيرته.
ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان و مناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات و الكساء و الحباء و القطائع و يفيضه في العرب منهم و الموالي فكثر ذلك في كل مصر و تنافسوا في المنازل و الدنيا فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه و قربه و شفعه فلبثوا بذلك حينا.
ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر و فشا في كل مصر و في كل وجه و ناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة و الخلفاء الأولين و لا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في ابي تراب إلا و تأتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلى و أقر لعيني و أدحض لحجة ابي تراب و شيعته و أشد عليهم من مناقب عثمان و فضله. فقرئت كتبه على الناس فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر و ألقي إلى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم و غلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه و تعلموه كما يتعلمون القرآن و حتى علموه بناتهم و نساءهم و خدمهم و حشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله.
ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته فامحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه و شفع ذلك بنسخة أخرى من اتهمتموه بمولاه هؤلاء القوم فنكلوا به و أهدموا داره فلم يكن البلاء أشد و لا أكثر منه بالعراق و لا سيما بالكوفة حتى أن الرجل من شيعة علي ع ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره و يخاف من خادمه و مملوكه و لا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه.
فظهر حديث كثير موضوع و بهتان منتشر و مضى على ذلك الفقهاء و القضاة و الولاة و كان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراءون و المستضعفون الذين يظهرون الخشوع و النسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم و يقربوا مجالسهم و يصيبوا به الأموال و الضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار و الأحاديث إللى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب و البهتان فقبلوها و رووها و هم يظنون أنها حق و لو علموا أنها باطلة لما رووها و لا تدينوا بها.==
= قال ابن ابي الحديد: و قد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه و هو من أكابر المحدثين و أعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر و قال إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم.
وجاء في الصواعق المحرقة /76، ط الميمنية بمصر / قال: وأخرج ابن عساكر.. وقال عبد الله بن عباس بن ابي ربيعة: كان لعلي ما شئت من ضرس قاطع في العلم و كان له القدم في الإسلام و الصهر برسول الله (ص) و الفقه في السنة و النجدة في الحرب و الجود في المال قال ابن حجر: وأخرج الطبراني وابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: ما أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد (ص) في غير مكان وما ذكر عليا إلا بخير، قال: وأخرج ابن عساكر عنه ـ أي عن ابن عباس ـ قال: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي (ع) وأخرج عنه أيضا قال: نزل في علي ثلاثمائة آية: قال: واخرج الطبراني عنه ـ أي عن ابن عباس ـ قال: كانت لعلي ثمانية عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.
قال ابن حجر: ولما دخل الإمام علي (ع) الكوفة دخل عليه حكيم من العرب فقال و الله يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة و ما زينتك و رفعتها و ما رفعتك و هي كانت أحوج إليك منك إليها.
قال: وأخرج السلفي في الطيوريات عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت ابي عن علي ومعاوية؟ فقال: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه شيئا فلم يجدوه. فجاءوا الى رجل قد حاربه وقاتله ـ وهو معاوية ـ فأطروه كيدا منهم له!!
ونعم ما قال المرحوم العلامة الكبير والأديب النحرير والشاعر الشهير المرحوم السيد رضا الهندي في القصيدة الكوثرية:
قاسوك ـ أبا حسن ـ بسواك | وهل بالطود يقاس الذر |
أنى ساووك بمن ناووك | وهل ساووا نعلي قنبر!! |
نعم والله..
فأين الحصى من نجوم السماء | وأين معاوية من علي؟ |
أقول: ورأيت في بعض الكتب، أنه قيل للخليل النحوي: ما رأيك في علي بن ابي طالب (ع)؟
فقال: ما أقول في حق رجل أخفى الأحباء فضائله من خوف الأعداء، وسعى أعداؤه في إخفائها من الحسد والبغضاء، وظهر من فضائله مع ذلك كله ما ملأ المشرق والمغرب.
وفي أمالي الشيخ الطوسي (قدس سره):
قال:حدثني يونس بن حبيب النحوي، و كان عثمانيا، قال قلت للخليل بن أحمد أريد أن أسألك عن مسألة فتكتمها علي؟
قال (الخليل): إن قولك يدل على أن الجواب أغلظ من السؤال، فتكتمه أنت أيضا قال قلت نعم، أيام حياتك.
قال سل. قال قلت ما بال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و رحمهم كأنهم بنو أم واحدة و علي بن ابي طالب من بينهم كأنه ابن علة؟
قال: من أين لك هذا السؤال؟
قال: قلت قد وعدتني الجواب.
قال: و قد ضمنت الكتمان.
قال: قلت أيام حياتك.
فقال إن عليا (عليه السلام) تقدمهم إسلاما، و فاقهم علما، و بذهم شرفا، و رجحهم زهدا، و طالهم جهادا فحسدوه، و الناس إلى أشكالهم و أشباههم أميل منهم إلى من بان منهم، فافهم. ـ انتهى ـ
((المترجم))
(17) سورة البينة، الآية 7.
(18) لم ينفرد العلامة الكنجي الشافعي بهذا الإخراج والبيان، وانما أخرج جمع كثير من أعيان العلماء وأعلام المحدثين والمفسرين.
أما بالنسبة إلى الآية الكريمة وأن المقصود من (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة) البينة: 7، فقد قالوا: هم علي وشيعته ومحبوه، هكذا رواه سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص / 27 ط. مؤسسة أهل البيت بيروت، عن مجاهد. وروى آخرون بطرق شتى عن النبي (ص) أنه قال: علي وشيعته خير البرية، أو أنه (ص) خاطب عليا فقال: أنت وشيعتك خير البرية أو بعبارات أخرى رواها القوم منهم: موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب، والحاكم أبو اسحاق الحسكاني في شواهد التنزيل، والعلامة الطبري في تفسيره: ج3/146، ط. الميمنية بمصر، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة / 150، وجلال الدين السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور: ج6 / 379 ط مصر، والصواعق المحرقة / 96، ط. الميمنية بمصر / الآية الحادية عشر /، والكشفي الترمذي في الماقب المرتضوية / 47 ط. بمبئي، والعلامة الشوكاني في فتح القدير: ج5/ 464 ط. مصطفى الحلبي بمصر، والعلامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني: ج30 / 207 / ط. المنيرية بمصر، والعلامة الشبلنجي في نور ا لأبصار، والقندوزي في ينابيع المودة / 361 طبع المكتبة الحيدرية.
وأما الحديث الذي انتشر وصدر عن لسان محمد (ص) سيد البشر، واشتهر بين المحدثين وأصحاب الرواية والخبر: علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر، فقد أخرجه جمع من أعلام أهل السنة وعلماء العامة منهم: ابن مردويه في كتابه المناقب بسند يرفعه إلى حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله (ص): علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر، وأخرج الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج7 / 421، طبعة السعادة بمصر / بإسناده إلى جابر قال: قال رسول الله (ص): علي خير البشر، فمن امترى فقد كفر.وأخرجه أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: ج9 / 419 ط. حيدر آباد وروى الحمويني في فرائد السمطين باسناده إلى عبد الله بن علي بن ضغيم عن النبي (ص): من لم يقل علي خير البشر فقد كفر.
وأخرج الفخر الرازي في " نهاية العقول في دراية الأصول " عن ابن مسعود عن رسول الله (ص): علي خير البشر، من أبى فقد كفر.
وأخرج المتقي حسام الدين الهندي في كنز العمال: ج6 / 156 ط. حيدر آباد عن ابن عباس عن النبي (ص): علي خير البشر، وفيها أيضا: علي خير البشر ، من شك فيه كفر، وفي كنز العمال المطبوع بهامش المسند: ج5 / 35 ط. حيدر آباد علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر، قال رواه عن جابر، وروى عن الخطيب عن ابن عباس: من لم يقل علي خير الناس فقد كفر.
وفي كنوز الحقائق للمناوي / 98 ط. بولاق بمصر / عن النبي (ص): علي خير البشر، من شك فيه كفر، وفيها: علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر.
والهمداني الشافعي في مودة القربى / المودة الثالثة: عن جابر عن النبي (ص): علي خير البشر، من شك فيه فقد كفر، وعن حذيفة: علي خير البشر، ومن أبى فقد كفر.
واعلم أن عليا (ع) خير البشر بعد رسول الله (ص).
فقد روي عنه (ع): أنا عبد من عبيد محمد (ص).
وقد روي عن رسول الله (ص) معنى علي خير البشر بتعبير آخر:
ففي لسان الميزان: ج 6 / 78 ط. حيدر آباد / روى العسقلاني عن ابي بكر قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: علي خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي.
وفي رواية علي خير من يمشي على الأرض بعدي: وفي مناقب الموفق بن أحمد الخوارزمي / 67 ط. تبريز / بإسناده عن سلمان عن النبي (ص): أن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن ابي طالب (ع).
وفي نظم درر السمطين للعلامة الزرندي الحنفي / 98 ط. مطبعة القضاء / عن النبي (ص): علي يقضي ديني، وينجز موعدي، وخير من أخلف بعدي من أهلي. وفي كتاب المواقف: ج2 / 615 ط. الاستانة / تأليف القاضي عضد الدين: روى عن النبي (ص): أخي ووزيري وخير من أتركه بعدي علي بن ابي طالب. وفي المناقب المرتضوية / 117، ط. بمبئي للكشفي الترمذي / روى عن النبي (ص): أن أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي علي بن ابي طالب، رواه عن أنس بن مالك، وروى في صفحة 96 رواية بالمعنى آخرها : وخير من أخلفت بعدي علي بن ابي طالب، وقال: إنه روي عن سلمان وأنس في كتاب هداية السعداء وقال: ورواه أبو بكر بن مرودويه في المناقب.
وفي مناقب الخوارزمي / 66، ط. تبريز، وفي لسان الميزان: ج1 / 175، ط. حيدر آباد، وفي فتح البيان للعلامة حسن خان الحنفي: ج10 / 323، ط.مصر، بإسنادهم إلى ابي سعيد الخدري عن النبي (ص): علي خير البرية، وبحكم الله وبحكم العقل: خير البرية لا يولى أحد عليه، وخير البشر هو ولي البشر وإمامهم ما دام حيا.
((المترجم))
(19) ورد هذا المعنى: حب علي إيمان وبغضه نفاق، بعبارات شتى وعن طرق كثيرة أخرجها المحدثون الكرام والعلماء الأعلام من أهل السنة في مسانيدهم وكتبهم منهم: الإمام أحمد بن حنبل في المسند: ج6 / 192 ط. الميمنية بمصر، عن أم سلمة سلام الله عليها، والعلامة البيهقي في كتاب المحاسن والمساي / 41، ط بيروت / عن أم سلمة أيضا، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / 35، ط. مؤسسة أهل البيت بيروت / قال: وأخرج الترمذي عن أم سلمة عن النبي (ص) قال: لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. حديث حسن صحيح.
والمحب الطبري في الرياض النضرة: ج2 / 214، ط. مكتبة الخانجي بمصر وفي ذخائر العقبي / 91، ط. مكتبة القدسي بمصر / رواه عن أم سلمة، والحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: ج2 / 53، ط. القاهرة / عن أم سلمة والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح / 564، ط. دهلي / عن أم سلمة والحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: ج7 / 57، ط. البهية بمصر / وفي تهذيب التهذيب: ج8 / 456، ط. حيدر آباد / رواه عن أم سلمة، وروى عنها أيضا، الشيخ عبد القادر الخيراني في سعد الشموس والأقمار / 210، ط. التقدم بالقاهرة، والعلامة النبهاني في الفتح الكبير: ج3 / 355، والعلوي الحضرمي في القول الفصل: ج1 / 63، ط. جاوة، والعلامة الامرتسري في أرجح المطالب / 512 و 523، ط. لاهور وروى ابن ابي الحديد في شرح النهج: ج9 / 172 ، ط. دار إحياء التراث العربي قال: خطب النبي (ص) يوم الجمعة فقال:... أيها الناس! أوصيكم بحب ذي قرباها، أخي و ابن عمي علي بن ابي طالب، لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني، و من أبغضني عذبه الله بالنار.
قال رواه أحمد (رضي الله عنه) في كتاب فضائل علي (ع)، وهو أخرجه باسناده عن عبدالله بن حنطب عن ابيه ورواه العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة / 35، ط.مؤسسة أهل البيت / بيروت، والعلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبي 91 /، ط. مكتبة القدسي، وفي الرياض النضرة: ج2 / 214 ط. مصر، والحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / 252، ط المطبعة الحيدرية، والعلامة الامرتسري في أرجح المطالب / 41 و 513 428 ط. لاهور.
وفي رواية عن الإمام علي (ع) قال: عهد إلى النبي (ص) أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، رواه أحمد بن حنبل في المسند: 1/84، ط. مصر، وفي صحيح مسلم: ج1 / 60، ط محمد علي صبيح بمصر / باسناده إلى الإمام علي (ع) قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي (ص) إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، ورواه الحافظ ابن ماجه في سنن المصطفى: ج1 / 55، ط. المطبعة التازيه بمصر ، والحافظ الترمذي في صحيحه: ج13 / 177، ط. الصاوي بمصر، والنسائي في الخصائص 27 / ط التقدم بمصر، والحافظ عبد الرحمن ابي حاتم في علل الحديث: ج2 / 400 ط. السلفية بمصر، والحاكم في معرفة الحديث / 180 ط. القاهرة والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: ج4 / 185، ط. السعادة بمصر، رواه باسناده عن الإمام علي (ع) وقال: هذا حديث صحيح متفق عليه، وروى عنه (ع)، الحافظ البيهقي في السنن: ج2 / 271 ط. الميمنية بمصر والخطيب البغدادي في تاريخه: ج2 / 255، ط. السعادة بمصر، ورواه عن طريق آخر أيضا (ع) في ج8 / 418، وعن طريق ثالث في ج 14 / 426 ورواه عن طريق رابع عنه (ع) في كتابه موضح الجمع والتفريق / 468 ط. حيدر آباد، ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب: ج2 / 461 ط. حيدر آباد، والقاضي محمد بن ابي يعلى في طبقات الحنابلة : ج1 / 320 ط.القاهرة، والعلامة البغوي في مصابيح السنة: ج 1 / 201 ط. الخيرية بمصر، والخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب: ج 228، ط. تبريز / روى باسناده إلى الإمام علي (ع) قال: قال لي رسول الله (ص): لا يحبك إلا مؤمن تقي ولا يبغضك إلا فاجر ردي، والحافظ ابن الجوزي في صفة الصفوة: ج1 / 121 ط. حيدر آباد، وابن الأثير الجزري في جامع الأصول ج9 / 473 ط. السنة المحمدية بمصر، وفي أسد الغابة: ج4 / 26 ط. مصر، والعلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة / 35، ط. مؤسسة أهل البيت بيروت، والشيخ محي الدين الدمشقي في الأذكار / 355 ط. القاهرة، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبي / 91، ط. القدسي بمصر، وفي الرياض النضرة: ج2 / 214، ط. مصر، والعلامة محمد بن مكرم الافريقي في لسان العرب: ج3 / مادة عهد / وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين، وابن تيمية الحراني في منهاج السنة: ج3 / 17 ، ط. القاهرة، وعلاء الدين الخازن في تفسيره: ج2 / 180، ط. مصر، والعلامة الذهبي في دول الإسلام: ج2 / 20، ط. حيدر آباد، وفي ميزان الاعتدال: ج1 / 334، ط. القاهرة وهو أيضا في تاريخ الإسلام: ج2 / 189 ط. مصر، والعلامة الزرندي في نظم الدرر ط. مصر، والحافظ أبو زرعة في طرح التثريب في شرح التقريب: ج1 / 86، ط. جمعية النشر بمصر، والعلامة الشيخ تقي الحلبي في نزهة الناظرين / 39 ط. الميمنية بمصر، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري: ج7 / 57، وفي لسان الميزان: ج2 / 446 ، ط. حيدر آباد، وفي الدرر الكامنة ج4 ص 308، ط. حيدر آباد، رواه بطرق شتى عن الإمام علي (ع). وجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء / 66، ط. الميمنية بمصر، والمتقي الهندي في كنز العمل المطبوع بهامش المسند: ج5 / 3 وابن حجر المكي في الصواعق / 73 / ط. الميمنية بمصر، والشيخ أحمد بن يوسف الدمشقي في أخبار الدول وآثار الأول / 102 ط. بغداد والعلامة المناوي في كنوز الحقائق / 46، ط. بولاق بمصر ، وفي صفحة 192 و 203 من نفس الطبعة، والعلامة عبد الغني النابلسي في ذخائر المواريث: ج3 / 15، والشيخ محمد الصبان في اسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / 173، ورواه آخرون مثل النبهاني في الشرف الموبد لآل محمد، والشيخ أحمد البناء في بدايع المنن، والشيخ محمد العربي في إتحاف ذوي النجابة، ورواه كثير من ذكرنا، وروى العلامة العدوى الحمزاوي في مشارق الأنوار / 122، طبع مصر عن عبد الله بن عباس عن النبي (ص): حب علي إيمان وبغضه كفر.
وروى الطحاوي في مشكل الآثار: ج1 / 48، ط. حيدر آباد، حديثا مسندا إلى عمران بن حصين عن النبي (ص) قال في علي: لا يبغضه إلا منافق.
وروى الحافظ الهيثمي في مجمع الزائد: ج9 / 133 ط. مكتبة القدسي بالقاهرة: قال النبي (ص) لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وقال رواه الطبراني في الأوسط، والقاضي ابن عياض رواه أيضا في كتابه الشفاء بتعريف حقوق المصطفى: ج2 / 41 ومثله في تذكرة الحفاظ: ج1 / 10، ط. حيدر آباد، ومثله في " نقد عين الميزان " للعلامة بهجت الدمشقي / 14، ط. مطبعة القيمرية، والعلامة التونسي الكافي في السيف اليماني المسلول / 49.
وروى جماعة باسنادهم عن النبي (ص) من مات وفي قلبه بغض لعلي ( رضي الله عنه)، فليمت يهوديا أو نصرانيا، رواه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال :ج 3 / 263، ط. حيدر آباد، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: ج4 / 251 و ج3 / 90 ط. حيدر آباد والعلامة الامر تسري في أرجح المطالب / 119، ط. لاهور أو رووا بمعناه. وأخرج القندوزي في ينابيع المودة / 252 ط. المطبعة الحيدرية: عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا، قال: أخرجه أحمد وأخرج الترمذي عن ابي سعيد الخدري ما هو معناه أيضا.
وفي صحيح الترمذي: ج13 / 168 ط. الصاوي بمصر، عن ابي سعيد الخدري قال: إنا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم علي بن ابي طالب، ورواه عن ابي سعيد جماعة منهم: أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء: ج6 / 294 طبع مصر، والخطيب البغدادي في تاريخه: ج13 / 153 ط. السعادة بمصر، والحافظ رزين بن معاوية العبدري في الجمع بين الصحاح نقلا من سنن ابي دود بإسناده إلى ابي سعيد الخدري. والعلامة ابن الأثير الجزري في جامع الأصول: ج9 / 473 ط. المحمدية بمصر، وفي أسد الغابة: ج4 / 29 طبع مصر، والعلامة النووي في تهذيب الأسماء واللغات / 248، ط. الميمنية بمصر، والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين / 102، ط. مطبعة القضاء، والعلامة الذهبي في تاريخ الإسلام: ج2 / 198 طبع مصر، والعلامة السيوطي في تاريخ الخلفاء، / 170 ط. السعادة بمصر، وابن حجر المكي في الصواعق / 73، ط. الميمنية بمصر، والمتقي الهندي في كنز العمال: ج6 / 152، والشيخ محمد الصبان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / 174، ط. مصر، والشيخ عبد القادر الخيراني في سعد الشموس والأقمار / 210 ط. التقدم بالقاهرة، والعلوي الحضرمي في القول الفصل / 448 ط. جاوا، والامرتسري في أرجح المطالب / 513 طبع لاهور، والشيخ محمد العربي في إتحاف ذوي النجابة / 154، طبع مصطفى الحلبي بمصر، كلهم أخرجوا رواية ابي سعيد الخدري، وروى جمع من أعلام المحدثين باسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال أيضا مثل قول ابي سعيد وهذا نصه:
ما كنا نعرف منافقينا ـ معشر الأنصار ـ إلا ببغضهم عليا.
رواه الإمام احمد في المناقب /171، والخطيب البغدادي في كتابه موضح أوهام الجمع والتفريق: ج1 / 41، ط حيدر آباد والحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب: الجمع والتفريق: ج1 /41، ط حيدر آباد، والخطيب موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب / 231، طبع تبريز، والمحب الطبري في ذخائر العقبى / 91، ط القدسي بمصر، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 / 132 ط القدسي بمصر، وقال: رواه الطبراني في الاوسط والبزار مع تغيير في العبارة ورواه العلامة السيوطي في تاريخ الخلفاء /66، ط الميمنية بمصر، والعلوي الحضرمي في القول الفصل: ج1/448، ط جاوة، وفي أرجح المطالب / 513، طبع لاهور، والعلامة الآلوسي في تفسير روح المعاني: ج2/17، ط المنيرية بمصر، جاء فيه: ذكروا من علامات النفاق بغض علي كرم الله وجهه فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلا يبغضهم علي بن ابي طالب.
أقول: كل ذي إيمان وذي وجدان وإنصاف إذا نظر إلى هذه الروايات والعبارات وكثرتها في كتب أهل العلم والحديث من أهل السنة وممن لا يشك في عدم انحيازهم إلى علي بن ابي طالب بل يميلون إلى الجهة الأخرى، يتيقن بصدور هذا المعنى كرارا من فم النبي المصطفى (ص)، وفيما نقلنا في الباب تمام الحجة وفصل الخطاب لمن أراد الحق والصواب، والسلام على من اتبع الهدى وسلك سبيل الواحد الوهاب.
((المترجم))
(20) لكي يسمع القارئ الكريم شكوى إمامه أمير المؤمنين (ع) ويعرف حقيقة واقعة الجمل، اختطفت بعض النكات والجملات من نهج البلاغة وأنقلها في هذا المجال: قال في الخطبة المرقمة /22 ـ حين بلغه خبر الناكثين طلحة والزبير وأصحابهما، ومطالبتهم بدم عثمان: ـ ألا و إن الشيطان قد ذمر حزبه و استجلب جلبه ليعود الجور إلى أوطانه و يرجع الباطل في نصابه و الله ما أنكروا علي منكرا و لا جعلوا بيني و بينهم نصفا و إنهم ليطلبون دما هم سفكوه!! الخ. وقال (ع) في كلام له في الخطبة رقم 148 من نهج البلاغة ـ يصف طلحة والزبير ـ: كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْجُو الْأَمْرَ لَهُ وَ يَعْطِفُهُ عَلَيْهِ دُونَ صَاحِبِهِ لَا يَمُتَّانِ إِلَى اللَّهِ بِحَبْلٍ وَلا يَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَبٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ وَ عَمَّا قَلِيلٍ يَكْشِفُ قِنَاعَهُ بِهِ!
وَ اللَّهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ لَيَنْتَزِعَنَّ هَذَا نَفْسَ هَذَا!
وَ لَيَأْتِيَنَّ هَذَا عَلَى هَذَا! قَدْ قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ فَأَيْنَ الْمُحْتَسِبُون؟
وقال (ع) في خطبة له من نهج البلاغة رقمها 172، في ذكر أصحاب الجمل: فخَرَجُوا يَجُرُّونَ حُرْمَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص كَمَا تُجَرُّ الْأَمَةُ عِنْدَ شِرَائِهَا مُتَوَجِّهِينَ بِهَا إِلَى الْبَصْرَةِ فَحَبَسَا نِسَاءَهُمَا فِي بُيُوتِهِمَا وَ أَبْرَزَا حَبِيسَ رَسُولِ اللَّهِ ص لَهُمَا وَ لِغَيْرِهِمَا فِي جَيْشٍ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلا وَ قَدْ أَعْطَانِيَ الطَّاعَةَ وَ سَمَحَ لِي بِالْبَيْعَةِ طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فَقَدِمُوا عَلَى عَامِلِي بِهَا ـ بالبصرة ـ وَ خُزَّانِ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وَ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِهَا فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبْراً وَ طَائِفَةً غَدْراً فَوَاللَّهِ إِنْ لَوْ لَمْ يُصِيبُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا رَجُلًا وَاحِداً مُعْتَمِدِينَ لِقَتْلِهِ بِلا جُرْمٍ جَرَّهُ لَحَلَّ لِي قَتْلُ ذَلِكَ الْجَيْشِ كُلِّهِ إِذْ حَضَرُوهُ فَلَمْ يُنْكِرُوا وَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ بِلِسَانٍ وَ لا بِيَدٍ دَعْ مَا إِنَّهُمْ قَدْ قَتَلُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ الْعِدَّةِ الَّتِي دَخَلُوا بِهَا عَلَيْهِمْ!
وقال (ع) في كلام له خاطب به أهل البصرة / نهج البلاغة رقم 156 / قال (ع): وأما فلانة ـ عائشة ـ فأدركها رأي النساء و ضغن غلا في صدرها كمرجل القين و لو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل و لها بعد حرمتها الأولى و الحساب على الله تعالى.
والآن لكي يطمئن قلب القارئ الكريم إلى واقع الأمر ويعرف عائشة ونفسيتها أكثر من ذي قبل، فأترك القلم بيد ابن قتيبة وهو من أعلام أهل السنة والمتوفى سنة 270 هجرية، فإنه كتب في كتابه الإمامة والسياسة /48، ط مطبعة الأمة بمصر / تحت عنوان: خلافة عائشة (رض) على علي قال: وذكروا أن عائشة لما أتاها انه بويع لعلي، وكانت خارجة عن المدينة فقيل لها قتل عثمان وبايع الناس عليا فقال: ما كنت أبالي أن تقع السماء على الأرض، فقتل والله مظلوما! وأنا طالبة بدمه!!
فقال لها عبيد أول من طمع الناس فيه أنت فقلت اقتلوا نعثلا فقد فجر!!
قالت: قد والله قلت و قاله الناس، وآخر قولي خير من أوله!
فقال عبيد: عذر والله ضعيف يا أم المؤمنين! ثم قال:
منك البداء و منك الغير | ومنك الرياح ومنك المطر |
و أنت أمرت بقتل الإما | م وقلت لنا إنه قد فجر ((كفر)) |
و نحن أطعناك في قتله | وقاتله عندنا من أمــــر |
قال: فلما أتى عائشة خبر أهل الشام أنهم ردوا بيعة علي وأبو أن يبايعوه، أمرت فعمل لها هودج من حديد وجعل فيه موضع عينيها، ثم خرجت ومعها الزبير وطلحة وعبدالله ومحمد بن طلحة.
أقول: وذكر ابن قتيبة في صفحة 52 تحت عنوان كتاب أم سلمة إلى عائشة.
قال: وذكروا أنه تحدث الناس بالمدينة بمسير عائشة مع طلحة والزبير ونصبهم الحرب لعلي وتأليبهم الناس كتبت أم سلمة إلى عائشة: أما بعد فإنك سدة بين رسول الله و بين أمته و حجابه المضروب على حرمته و قد جمع القرآن ذيلك فلا تبذليه و سكن عقيرتك فلا تضيعيه الله من وراء هذه الأمة قد علم رسول الله مكانك لو أراد أن يعهد إليك وقد علمت أن عمود الدين لا يثيب بالنساء ان مال، ولا يرأب بهن ان انصدع، خمرات النساء غض الأبصار وضم الذيول، ما كنت قائلة لرسول الله لو عارضك بأطراف الجبال والفلوات على قعود من الابل من منهل الى منهل. ان بعين الله مهواك وعلى رسول الله تردين وقد هتكت حجابه الذي ضرب الله عليك عهيداه ولو أتيت الذي تريدين ثم قيل لي ادخلي الجنة لاستحييت أن ألقى رسول الله هاتكة حجابا قد ضربه علي فاجعلي حجابك الذي ضرب عليك حصنك، فابغيه منزلا لك حتى تلقيه فان أطوع ما تكونين اذا ما لزمته و أنصح ما تكونين اذا ما قعدت فيه لو ذكرتك كلاما قاله رسول الله (ص) لنهشتني نهش الحيه والسلام.
فكتبت إليها عائشة: ما أقبلني لوعظك و أعلمني بنصحك و ليس مسيري على ما تظنين و لنعم المطلع مطلع فرقت فيه بين فئتين متناجزتين، فإن أقدر ففي غير حرج و إن أحرج فلا غنى بي عن الازدياد منه والسلام!!
أقول وذكر ابن قتيبة في كتابه صفحة 57 قال: ولما نزل طلحة والزبير وعائشة بأوطاس من أرض خيبر، أقبل عليهم سعيد بن العاص على نجيب له، فأشرف على الناس ومعه المغيرة بن شعبة فنزل وتوكأ على قوس له سوداء، فأتى عائشة فقال لها : أين تريدين يا أم المؤمنين؟ قالت: أريد البصرة قال: وما تصنعين بالبصرة؟ قالت : أطلب بدم عثمان! فقال: هؤلاء قتلة عثمان معك!!
ثم أقبل على مروان فقال له: واين تريد أيضا؟ قال: البصرة.
قال: وما تصنع بها؟ قال: أطلب قتلة عثمان قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك إن هذين الرجلين ـ طلحة والزبير ـ قتلا عثمان وهما يريدان الأمر لأنفسهما ، فلما غلبا عليه قالا: نغسل الدم بالدم والحوبة بالتوبة!!
ثم قال المغيرة بن شعبة: أيها الناس ان كنتم إنما خرجتم مع أمكم فارجعوا بها خيرا لكم وان كنتم غضبتم لعثمان فرؤساؤكم قتلوا عثمان!! وان كنتم نقمتم على علي شيئا فبينوا ما نقمتم عليه.
أنشدكم الله فتنتين في عام واحد!! فأبوا إلا أن يمضوا بالناس، فلما انتهوا إلى ماء الحوأب في بعض الطريق ومعهم عائشة نبحها كلاب الحوأب فقالت: لمحمد ابن طلحة: أي ماء هذا؟ قال: هذا ماء الحوأب، فقالت: ما أراني إلا راجعة! قال: ولم؟ قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول لنسائه: كأني بإحداكن قد نبحها كلاب الحوأب، وإياك أن تكوني أنت يا حميراء!!
فقال لها محمد بن طلحة: تقدمي رحمك الله ودعي هذا القول!
وأتى عبد الله بن الزبير فحلف لها بالله لقد خلفتيه أول الليل!!
أتاها ببينة زور من الأعراب فشهدوا بذلك!!فزعموا أنها أول شهادة زور شهد بها في الإسلام!!
أقول هكذا عارضوا الحق بالباطل، هؤلاء الضّلال الذين ضلوا وأضلوا، فخالفوا كتاب الله عز وجل اذ يقول:
(ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم) البقرة 224.
فكيف اذ جعلوا الله سبحانه عرضة لأيمانهم ليشعلوا الفتنة ويشبوا القتال بين المسلمين، لينالوا أمانيهم الفاسدة؟!
أقول: وذكر ابن قتيبة في صفحة 63 و64 تحت عنوان تعبئة الفئتين :.. ثم كتب علي الى طلحة والزبير: أما بعد فقد علمتما أني لم أرد الناس حتى أرادوني و لم أبايعهم حتى يبايعوني.. وزعمتم أني آويت قتلة عثمان، فهؤلاء بنو عثمان فليدخلوا في طاعتي ثم يخاصموا إلي قتلة ابيهم.
وما أنتما وعثمان، إن كان قتل ظالما أو مظلوما!!
ولقد بايعتماني، وأنتما بين خصلتين قبيحتين، نكث بيعتكما وإخراجكما أمكما.
و كتب إلى عائشة: أما بعد فإنك خرجت من بيتك عاصية لله تعالى و لرسوله تطلبين أمرا كان عنك موضوعا ما بال النساء والحرب والإصلاح بين الناس؟! تطلبين بدم عثمان!! و لعمري لمن عرضك للبلاء و حملك على المعصية أعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان و ما غضبت حتى أغضبت و ما هجت حتى هيجت فاتقي الله وارجعي إلى بيتك.
فأجابه طلحة والزبير: إنك سرت مسيرا له ما بعده مسير ولست راجعا وفي نفسك منه حاجة فامض لأمرك، أما أنت فلست راضيا دون دخولنا في طاعتك، ولسنا بداخلين فيها أبدا، فاقض ما أنت قاض. وكتبت عائشة: جل الأمر عن العتاب والسلام.
فانصف أيها القارئ... هل تعذر بالنسيان بعد هذا التذكير والتحذير؟! وهل لطلحة والزبير عذر في عصيانهما وخروجهم؟!
((المترجم))
(21) سورة الأنعام، الآية 153.
(22) سورة يوسف، الآية 108.
(23) سورة النساء، 17.
(24) سورة الأحزاب، الآية 33.
(25) ذكر كثير من المؤرخين منع عائشة لدفن الإمام الحسن (ع) بجوار جده رسول الله (ص) منهم أبو الفرج الاصبهاني في كتابه [ مقاتل الطالبين ] 74 قال: فأما يحيى بن الحسن صاحب كتاب " النسب " فإنه روى أن عائشة ركبت ذلك اليوم بغلا. واستنفرت بنو أمية مروان بن الحكم ومن كان هناك منهم ومن حشمهم وهو قول القائل فيوما على بغل ويوما على جمل.
ومنهم ابي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: ج16 / 14، ط. دار إحياء التراث العربي نقل عن المدائني عن ابي هريرة... فلما رأت عائشة السلاح والرجال خافت أن يعظم الشر بينهم وتسفك الدماء ـ هذا كله توجيه منه ـ قالت: البيت بيتي ولا آذن لأحد أن يدفن فيه!
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / 193، طبع بيروت وهذا نصه: وقال ابن سعد عن الواقدي: لما احتضر الحسن قال: ادفنوني عند ابي يعني رسول الله فأراد الحسين أن يدفنه في حجرة رسول الله (ص)، فقامت بنو أمية ومروان وسعيد بن العاص وكان واليا على المدينة فمنعوه!! قال ابن سعد: ومنهم أيضا عائشة وقالت: لا يدفن مع رسول الله (ص) أحد!!
ومنهم أبو الفداء في " المختصر في أخبار البشر " ج1 / 183 طبع مصر قال: وكان الحسن قد أوصى أن يدفن عند جده رسول الله (ص)، فقالت عائشة: البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه.
ومنهم اليعقوبي في تاريخه وهو من أعلام القرن الثالث الهجري قال : وقيل: إن عائشة ركبن بغلة شهباء وقالت: بيتي لا آذن فيه لأحد! فأتاها القاسم بن محمد بن ابي بكر فقال لها: يا عمة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟! فرجعت.
ومنهم النيسابوري في روضة الواعظين / 143، ذكر أن ابن عباس خاطبها قائلا: وا سوأتاه... يوما على بغل ويوما على جمل! أتريدين أن تطفئي نور الله، وتقابلين أولياءه؟!
ولنا أن نتساءل: من أين جاء لها البيت الذي دفن فيه نبي الرحمة محمد (ص)؟ أما روى أبوها أن رسول الله (ص) قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة، ولا دارا ولا عقارا، وبناء عليها منع سيدة النساء فاطمة إرثها وحقها من ابيها رسول الله (ص)، ولو فرضنا أن عائشة ردت رواية ابيها وكذبته... فكم حصتها من الإرث؟ فقد قيل لها:
لك التسع من الثمن | و في الكل تصرفت |
لأن رسول الله (ص) مات عن تسع زوجات وحصة الزوجة من الإرث ثمن ما ترك الزوج من العمارات والأموال المنقولة... فأما الأرض فلا ترث، وعائشة تصرفت في الأرض خلافا لحكم الله فدفنت أباها في بيت رسول الله (ص) وسكتت عن دفن عمر أيضا.
ونص بعض المؤرخين كما في كتاب " الدرر الثمينة في تاريخ المدينة ": / 404 أن عائشة سمحت بدفن عبدالرحمن بن عوف في حجرة النبي (ص).
فلنا أن نتساءل: هل أن عبدالرحمن أولى برسول الله (ص) من سبطه الأكبر الإمام الحسن الذي كان يقبله في الملأ العام ويشمه ويضمه إلى صدره ويقول: الحسن والحسين ريحانتي من الدنيا، ويقول (ص): اللهم إني أحبه وأحب من يحبه؟؟ فلا أدري لأي سبب تسمح عائشة لابن عوف أن يدفن عند النبي (ص) وتبعد ريحانته وفلذة كبده عنه (ص)؟! أكان ذلك استجابة منها لرغبة الأمويين!! أم للحقد الدفين؟
((المترجم))
(26) نقل ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج9 / 198، ط. دار إحياء التراث العربي عن الشيخ ابي يعقوب وقال فيه: أنه لم يكن يتشيع. قال: قال ثم ماتت فاطمة، فجاء نساء رسول الله (ص) كلهن إلى بني هاشم في العزاء إلا عائشة فإنها لم تأت، و أظهرت مرضا، و نقل إلى علي (ع) عنها كلام يدل على السرور!!
((المترجم))
(27) سورة الزلزلة، الآية 7 و 8.
(28) ذكر ابن ابي الحديد قصة الشورى في شرح نهج البلاغة ج1/188 ط إحياء التراث العربي، قال: وصورة هذه الواقعة أن عمر لما طعنه أبو لؤلؤة، وعلم أنه ميت.. قال: إن رسول الله مات و هو راض عن هذه الستة من قريش: علي و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و عبد الرحمن بن عوف و قد رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختاروا لأنفسهم...
ثم قال ادعوا إلي أبا طلحة الأنصاري فدعوه له فقال انظر يا أبا طلحة إذا عدتم من حفرتي فكن في خمسين رجلا من الأنصار حاملي سيوفكم فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر و تعجيله و اجمعهم في بيت و قف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا و يختاروا واحدا منهم فإن اتفق خمسة و أبى واحد فاضرب عنقه و إن اتفق أربعة و أبى اثنان فاضرب عنقيهما و إن اتفق ثلاثة و خالف ثلاثة فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن فارجع إلى ما قد اتفقت عليه فإن أصرت الثلاثة الأخرى على خلافها فاضرب أعناقهم و إن مضت ثلاثة أيام و لم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق الستة و دع المسلمين يختاروا لأنفسهم.
أقول: إذا لم نسمي هذا الأمر القاطع والحكم الصادر من الخليفة في شأن أصحاب الشورى بالهمجية والدكتاتورية، فماذا يسمى؟!
((المترجم))
(29) أيها القارئ الكريم لقد ورد هذا الحديث في كتب المحدثين ومسانيدهم المعتبرة وأذكر لك بعضها من العامة وأعلام السنة حتى تسكن بها نفسك ويطمئن قلبك، منها:
الاصابة لابن حجر: ج7/ القسم الاول ص167 قال: وأخرج أبو أحمد وابن مندة وغيرهما من طريق اسحاق بن بشر الاسدي عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن ابي ليلى الغفارية قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن ابي طالب، فإنه أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة و هو الصديق الأكبر و هو فاروق هذه الأمة و هو يعسوب المؤمنين و المال يعسوب المنافقين.
وذكره ابن عبد البر أيضا في الاستيعاب:ج2/657، وابن الأثير أيضا في أسد الغابة: ج5/ 287.
وفي مجمع الزوائد: ج9 /102 قال: وعن ابي ذر وسلمان قالا: اخذ النبي (ص) بيد علي (ع) فقال: ان هذا أول من آمن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة و هذا الصديق الأكبر و هذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، و هذا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين.
ورواه الطبري والبزار عن ابي ذر وحده، وذكره المناوي أيضا في القدير في الشرح: ج4/358، والمتقي في كنز العمال: ج6/156، وقال: رواه الطبراني عن سلمان وابي ذر معا والبيهقي وابن عدي عن حذيفة. وفي الرياض النضرة للمحب الطبري : ج2/155 قال: وعن ابي ذر قال: سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي (ع): أنت الصديق الأكبر و أنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل. (قال): وفي رواية وأنت يعسوب الدين. قال: خرجهما الحاكم.
وهناك مصادر اخرى كثيرة ذكرت بعضها في تعليقاتنا السابقة، وأكتفي بما ذكرت فإن فيها الكفاية لمن أراد الحق والهداية.
((المترجم))
(30) روى الحافظ الشيخ سليمان القندوزي والحنفي في كتابه " ينابيع المودة " الباب الثاني في شرف آباء النبي (ص)، ونقل روايات كثيرة في الموضوع وكلها من كتب العامة منها، قال: وفي الشفاء عن عائشة عنه (ص) قال: أتاني جبرئيل فقال: قلبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أر رجلا أفضل من محمد، ولم أر ابن أب أفضل من بني هاشم، أخرجه في المناقب والمخلص المذهبي والمحاملي وغيرهم.
أقول: وقال الإمام (ع) في نهج البلاغة خطبة 94:... حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ ص فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً وَ أَعَزِّ الْأَرُومَاتِ مَغْرِساً مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ وَ انْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ وَ أُسْرَتُهُ خَيْرُ الْأُسَرِ وَ شَجَرَتُهُ خَيْرُ الشَّجَرِ نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ وَ بَسَقَتْ فِي كَرَمٍ لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ وَ ثَمَرٌ لا يُنَالُ... الخ.
وقال الشيخ صالح التميمي (رحمه الله):
غاية المدح في عــلاك ابتـــداء | ليت شعري ما تصنع الشعراء |
يا أخا المصطفى وخير ابن عم | وأميـــــر إن عـــدت الأمــراء |
معدن الناس كلها الأرض لكـن | أنت من جوهـــر وهم حصباء |
وقال آخر:
خير البرية بعد أحمد حيــــدر | الناس أرض والوصي سمــاء |
ويقول آخر:
حاشاك أن تسمـــو إليــك سمـــــاء | أنت الفضاء وما سواك هباء |
ومتى يحلق نحوك العظمـــــــاء؟ | والسر أنت وغيرك الأسماء |
أولست ساقي الحوض أنت وقاسم | الجنات والنيران كيف تشاء |
هذا غيض من فيض قريحة الشعراء وشعورهم في حقه (ع)، ولكن ما لنا والقول والشعراء والبلغاء بعد أن نطق الخالق العزيز بمدحه وتفضيله وجعله نفس رسول الله (ص) في آية المباهلة، وأطلق النبي (ص) عليه ذلك كرات ومرات وقال: علي كنفسي . ولا شك أن خير الكلام كلام الله، وخير الحديث حديث أشرف الخلق محمد (ص).
((المترجم))
(31) فقد خطب هذه الخطبة بعدما بويع بالخلافة.
(32) أي: إذ قال يعقوب.
(33) الشعراء، الآية 219.
(34) التوبة، الآية 28.
(35) من المناسب نقل بعض الابيات من قصيدة بليغة في الموضوع للمرحوم الشيخ علي الشفهيني الحلي من أعلام القرن السادس الهجري:
خلقا وما خلق الوجود، كلاهما | نوران من نور العلي تفـــــضلا |
في علمه المخزون مجتمعان لن | يتــــفرقا أبــــدا ولـــن يتـــحولا |
وتقلبا في الساجدين وأودعــــــا | في أطهــــر الأرحام ثـــــم تنقلا |
حتى استقر النور نورا واحـــدا | في شيبة الحمد بن هاشـــم يجتلى |
قسما لحكم ارتضاه فكــــــان ذا | نعم الوصي وذاك اشرف مرسلا |
فعلي نفـــــس محــــمد ووصيه | وأميـــــنه وسواه مـامـــــون فلا |
((المترجم))
(36) لقد نقل هذا الخبر ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج12/227 ط دار احياء التراث الكتب العربية، قال: (الطعن السادس في عمر) أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة لما شهد عليه بالزنا و لقن الشاهد الرابع الامتناع عن الشهادة اتباعا لهواه فلما فعل ذلك عاد إلى الشهود فحدهم و ضربهم.
فبعد نقله الاقوال، قال في صفحة 231: أما المغيرة فلا شك عندي أنه زنى بالمرأة و لكني لست أخطئ عمر في درء الحد عنه و إنما أذكر أولا قصته من كتابي ابي جعفر محمد بن جرير الطبري و ابي الفرج علي بن الحسن الأصفهاني ليعلم أن الرجل زنى بها لا محالة ثم أعتذر لعمر في درء الحد عنه. فروى ابن ابي الحديد القصة بالتفصيل ثم قال في صفحة 239: فهذه الأخبار كما تراها تدل متأملها على أن الرجل زنى بالمرأة لا محالة و كل كتب التواريخ و السير تشهد بذلك.
ثم نقل عن الأغاني خبرين آخرين، قال أبو الفرج بعدهما وحكاه عنه ابن ابي الحديد في صفحة 241: و إنما أوردنا هذين الخبرين ليعلم السامع أن الخبر بزناه كان شائعا مشهورا مستفيضا بين الناس.
أقول: هؤلاء الفسقة الفجرة، المغيرة وأصحابه وأشباهه كانوا يضعون الأخبار ويفترون على الإمام علي (ع) وكل من ينسب إليه إرضاء لرغبات معاوية، فيشترون مرضات المخلوق بسخط الخالق.
((المترجم))
(37) روى ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج14/67 ط دار احياء الكتب العربية روى حديثا سنده إلى أمير المؤمنين (ع) أنه قال: قال رسول الله (ص): قال لي جبرائيل: إن الله مشفعك في ستة: بطن حملتك آمنة بنت وهب، و صلب أنزلك: عبد الله بن عبد المطلب، و حجر كفلك: ابي طالب، و بيت آواك: عبد المطلب و أخ كان لك في الجاهلية قيل: يا رسول الله و ما كان فعله؟ قال: كان سخيا يطعم الطعام و يجود بالنوال. و ثدي أرضعتك: حليمة السعدية بنت ابي ذؤيب.
وروى في صفحة 68 عن الإمام محمد بن علي الباقر (ع) قال: لو وضع إيمان ابي طالب في كفة ميزان و إيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه ثم قال: أ لم تعلموا أن أمير المؤمنين عليا ع كان يأمر أن يحج عن عبد الله و ابيه ابي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم.
وقال في صفحة 69: وروي أن علي بن الحسين ع سئل عن هذاـ أي عن إيمان ابي طالب ـ فقال: وا عجبا! إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر و قد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام و لم تزل تحت ابي طالب حتى مات، أي إذا كان أبو طالب غير مؤمن لفرق رسول الله بينه وبين زوجته فاطمة بنت اسد حينما أسلمت.
وقال في صفحة 70: وقد روي عن ابي عبد الله جعفر بن محمد (ع) أن رسول الله (ص) قال: إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الكفر، فآتاهم الله أجرهم مرتين و إن أبا طالب أسر الإيمان و أظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين. قال: و في الحديث المشهور: أن جبرائيل (ع) قال للنبي(ص) ليلة مات أبو طالب: اخرج منها ـ أي مكة ـ فقد مات ناصرك.
أقول: والله لو كان واحد من هذه الاخبار يرد في اسلام أي رجل غير ابي طالب (ع) لتسلمه علماء العامة ومحدثوهم بالقبول، وتلقوا إسلامه وايمانه أمرا مسلما بلا شك ولا ريب، ولكنا ويا للأسف نجد هذه الشبهات تلقى حول ايمان ابي طالب واسلامه، من بعض علماء العامة ولعل السبب في ذلك لأنه والد الإمام علي (ع) ولأن عليا ابنه سلام الله عليه!!
((المترجم))
(38) القصيدة مطلعها كما في الديوان:
ألا من لهم آخر الليل معتم | طواني و أخرى النجم لم يتقحم |
((المترجم))
(39) قال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج14 / 70، ط. إحياء الكتب العربية:
و أما حديث الضحضاح من النار فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد و هو المغيرة بن شعبة و بغضه لبني هاشم و على الخصوص لعلي ع مشهور معلوم و قصته و فسقه أمر غير خاف.
((المترجم))
(40) سورة مريم، الآية 46.
(41) هذا مخالف للنص الصريح المروي عن رسول الله (ص) في كتبكم فأفضل نسائه (ص) وخيرهن خديجة (ع)، وبرواية عائشة نفسها تقول: " كان النبي يكثر ذكره " فربما قلت له: كأنما لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: كلا والله ، ما أبدلني الله خير منها... إنها كانت وكانت: آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء. (راجع تفصيل الخبر في رواياته عند البخاري في صحيحه ج 16 ص 227 ـ 282 بشرح العيني، وعند أحمد في المسند، وعند الطبراني من رواية ابي نجيح).
كما روى الإمام علي (ع) عن النبي (ص) أنه قال: خير نسائها مريم ، وخير نسائها خديجة.. يعني في الدنيا الأولى وفي دنيا الثانية. (راجع عمدة القاري شرح صحيح البخاري: ج16 في فضائل خديجة).
((المترجم))
(42) لقد ثبت أن معاوية كان السبب في قتل المام الحسن المجتبى (ع) فقد نقل سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص / تحت عنوان: سبب موته (ع): قال علماء السير... سمته زوجته جعدة بنت الأشعث، وقال السدي: دس إليها يزيد بن معاوية أن سمي الحسن وأتزوجك، فسمته... وقال الشعبي: إنما دس إليها معاوي فقال: سمي الحسن وأزوجك يزيد... وقال ابن سعد في الطبقات: سمه معاوية مرارا. " انتهى كلام سبط ابن الجوزي "
وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة / آخر الباب العاشر: وفي رواية ـ قال للحسين ـ: إني يا أخي سقيت السم ثلاث مرات، لم أسقه مثل هذه المرة، فقال: من سقاك:؟ قال ما سؤالك عن هذا؟ أتريد أن تقاتلهم؟ أكِل أمرهم إلى الله.
قال ابن حجر: وفي رواية لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة.
أقول ثبت أن الحسن السبط (ع) قتل مسموما، فلعنة الله على المسبب والمباشر والراضي بذلك إلى يوم الدين.
((المترجم))
(43) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج1/338،ط دار احياء التراث العربي:وكان ـ معاوية ـ أحد كتاب رسول الله ص و اختلف في كتابته له كيف كانت فالذي عليه المحققون من أهل السيرة أن الوحي كان يكتبه علي ع و زيد بن ثابت و زيد بن أرقم و إن حنظلة بن الربيع و معاوية بن أبي سفيان كانا يكتبان له إلى الملوك و إلى رؤساء القبائل.
((المترجم))
(44) سورة الأسراء، الآية 60.
(45) سورة محمد، الآية 22 و23.
(46) سورة الاحزاب، الآية 57.
(47) سورة غافر، الآية 52.
(48) سورة هود، الآية 18.
(49) سورة الأعراف، الآية 44.
(50) سورة النساء، الآية 93.
(51) ما كانت غارة بسر بن أرطاة الظالم السفاك هي الوحيدة من نوعها، بل يحدث التاريخ عن أمثالها، وقعت بأمر معاوية، قال ابن الحديد في شرح النهج ج2/85 ط دار احياء التراث العربي: (غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار)
روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب " الغارات " عن أبي الكنود قال حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال:دعاني معاوية فقال إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة و جلادة فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم و إلا فامض حتى تغير على الأنبار فإن لم تجد بها جندا فامض حتى توغل في المدائن ثم أقبل إلي و اتق أن تقرب الكوفة و اعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار و أهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم و تفرح كل من له فينا هوى منهم و تدعو إلينا كل من خاف الدوائر فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك و أخرب كل ما مررت به من القرى و احرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل و هو أوجع للقلب!
أقول: وامتثل سفيان عليه اللعنة أوامر معاوية وقتل ونهب ما نهب ، ورجع الى الشام فاستقبله معاوية بالفرح والسرور ورحب به وحباه أعظم حباء، فقد نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/87 قال:
فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم و لا أقر للعيون و لا أسر للنفوس منها و بلغني و الله أنها أرعبت الناس فلما عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه فقال كنت عند ظني بك لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه مثل ما يقضي فيه أميره و إن أحببت توليته وليتك و ليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني.
فانظر أيها القارئ الكريم الى الجملة الاخيرة كيف يسلط معاوية الطاغي هذا الظالم الباغي على خلق الله ويبسط يده ليفعل ما يشاء بلا مانع ولا رادع ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
غارة الضحاك بن قيس الفهري
وفي شرح نهج البلاغة ج2/116، ط دار احياء التراث العربي، قال إبراهيم بن هلال الثقفي: فعند ذلك دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري و قال له: سر حتى تمر بناحية الكوفة و ترتفع عنها ما استطعت فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه و إن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها و إذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى ...
فأقبل الضحاك فنهب الأموال و قتل من لقي من الأعراب حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي و هو ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله ص فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة و قتل معه ناسا من أصحابه.
أقول: هكذا سلب معاوية وأعوانه وعامله، الأمن والأمان من المؤمنين، فشهروا السلاح وقطعوا الطريق وحاربوا المسلمين فأراقوا دماءهم ونهبوا أموالهم، وسعوا في الأرض فسادا، فلعنة الله عليهم وعلى جميع الظالمين والمفسدين ولعن الله كل من رضي بأفعالهم، الى قيام يوم الدين.
((المترجم))
(52) سورة البقرة، الآية 42.
(53) رواه جماعة من الأعلام وعلماء العامة باسنادهم عن ابن عباس منهم العلامة الحافظ الفقيه ابن المغازلي في كتابه مناقب الامام علي حديث رقم /447 وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة:ج2/166، من طريق الملا في سيرته، وهكذا اخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب: ص81 والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين: 105.
((المترجم))
(54) سورة النساء، الآية 145.
(55) سورة النجم، الآية 2.
(56) سورة سبأ، الآية 46.
(57) سورة الكهف، الآية 34.
(58) سورة الأعراف، الآية 184.
(59) سورة الأنعام، الآية 71.
(60) سورة يوسف، الآية 39.
(61) سورة آل عمران، الآية 144.
(62) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج5 / 129، ط. دار إحياء التراث العربي تحت عنوان (أخبار متفرقة عن معاوية):
و قد طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية، و لم يقتصروا على تفسيقه، و قالوا عنه إنه كان ملحدا لا يعتقد النبوة، و نقلوا عنه في فلتات كلامه و سقطات ألفاظه ما يدل على ذلك. و روى الزبير بن بكار في الموفقيات و هو غير م