____________

(1) سورة النساء، الآية 20.

(2) سورة الزمر، الآية 30.

(3) سورة آل عمران، الآية144.

(4) سورة الزمر، الآية 30.

(5) سورة آل عمران، الآية144.

(6) وأخرج الكنجي في الباب قبل هذه القضية، قضية أخرى قال: روى أن عمر أمر برجم امرأة ولدت لستة اشهر، فرفع ذلك إلى علي (ع)، فنهاهم عن رجمها وقال: أقل مدة الحمل ستة أشهر. فأنكروا ذلك. فقال: هو في كتاب الله تعالى، قوله عز اسمه: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ثم بين مدة إرضاع الصغير بقوله: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين)، فتبين من مجموع الآيتين أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، فقال عمر: لولا علي لهلك عمر.

أقول: لقد اشتهر هذا القول من عمر في حق الإمام علي (ع) في كتب أعلام العامة حتى كاد أن يكون من المتواترات المسلم صدورها منه، حتى أن سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص فتح فصلا بعنوان: (فصل في قول عمر: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن، وما ورد في هذا المعنى) ثم نقل قضايا كثيرة حكم فيها الإمام علي(ع)، كان عمر يجهلها ولذا كرر قوله: لولا علي لهلك عمر أو ما بمعناه.

((المترجم))

(7) ذكر هذه القضية ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج12 /205، ط إحياء الكتب العربي ذكرها ضمن المطاعن الواردة على عمر، قال: الطعن الثالث، خبر المجنونة التي أمر برجمها. فنبهه أمير المؤمنين (ع) وقال: إن القلم مرفوع عن المجنون حتى يفيق. فقال عمر: لولا علي لهلك عمر. وذكر بحثا طويلا في الموضوع، فراجع.

((المترجم))

(8) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج1 / 181، دار إحياء الكتب العربية: وكان عمر يفتي كثيرا بالحكم ثم ينقضه. ويفتي بضده وخلافه.

وروى في ج12 قضايا تدل على عدم فهمه لدقائق القرآن. فقال في صفحة 15: مر عمر بشاب من الأنصار وهو ضمآن فاستسقاه، فخاض له عسلا، فرده ولم يشرب وقال: إني سمعت الله سبحانه يقول: (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها) الأحقاف: 20، فقال الفتى: إنها والله ليست لك، فاقرأ يا أمير المؤمنين ما قبلها: (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا..) الخ، أفنحن منهم! فشرب وقال: كل الناس أفقه من عمر!

وروى في صفحة 17 قال: وكان يعس ليلة فمر بدار سمع فيها صوتا، فارتاب وتسور، فرأى رجلا عند امرأة وزق خمر، فقال: يا عدو الله، أظننت أن الله يسترك وأنت على معصية! فقال:

لا تعجل يا أمير المؤمنين! إن كنت أخطأت في واحدة فقد أخطأت [أنت] في ثلاث: قال الله تعالى:

(ولا تجسسوا) الحجرات: 12،وقد تجسست.

وقال: (وأتوا البيت من أبوابها) البقرة: 189. وقد تسورت.

وقال: (فإذا دخلتم بيوتا ف دخلتم بيوتا فسلموا) النور: 61. وما سلمت. فقال : هل عندك من خير إن عفوت عنك؟ قال: نعم، والله لا أعود. فقال: إذهب فقد عفوت عنك.

وروى في صفحة 33 قال: خرج عمر يوما إلى المسجد وعليه قميص في ظهره أربع رقاع، فقرأ " سورة عبس " حتى انتهى إلى قوله: (وفاكهة وأبا) فقال ما الأب ؟ ثم قال: إن هذا لهو التكلف!

وما عليك يابن الخطاب ألا تدري ما الأب؟!

وقال في صفحة 69: أسلم غيلان بن سلمة الثقفي عن عشر نسوة، فقال له النبي (ص): اختر منهن أربعا وطلق ستا، فلما كان على عهد عمر طلق نساءه الأربع،وقسم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر فأحضره فقال له: إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع، سمع بموتك فقذفه في نفسك، ولعلك لا تمكث إلا قليلا! وأيم الله لتراجعن نساءك، ولترجعن في مالك، أو لأورثنهن منك، ولآمرن بقبرك فيرجم، كما رجم قبر أبي رغال.

أقول: لا أدري بأي دليل من القرآن والسنة أصدر هذا الحكم؟! ولا يخفى أن حكمه مخالف لحكم الله ورسوله (ص).

ونقل في صفحة 102 قال: وجاء رجل إلى عمر. فقال: إن ضبيعا التميمي لقينا فجعل يسألنا عن تفسير حروف من القرآن. فقال: اللهم أمكني منه، فبينا عمر يوما جالس يغدي الناس إذ جاءه الضبيع وعليه ثياب وعمامة، فتقدم فأكل، حتى إذا فرغ، قال: يا أمير المؤمنين ما معنى قوله تعالى: (والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا)؟ سورة الذاريات: 1و2.

قال: ويحك أنت هو فقام إليه فحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فإذا له ضفيرتان، فقال: والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك، ثم أمر به فجعل في بيت [أي حبسه] ثم كان يخرجه كل يوم فيضربه مائة، فإذا أبرأ أخرجه فضربه مائة أخرى، ثم حمله على قتب وسيره إلى البصرة، وكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحرم على الناس مجالسته، وأن يقوم في الناس خطيبا، ثم يقول: إن ضبيعا قد ابتغى العلم فأخطأه، فلم يزل وضيعا في قومه وعند الناس حتى هلك، وقد كان من قبل سيد قومه.

أقول: ليت شعري بأي حق عامل الرجل بهذه القسوة!! وبأي مستند شرعي أو عرفي حكم على الضبيع بالنفي من بلده وقومه؟! وذلله بعد أن كان سيدا عزيزا ، أكان يحق لعمر ذلك؟ أكان الضبيع يستحق ذلك الضرب والهتك والتبعيد و...؟!!

((المترجم))

(9) هذا الخبر ذكره جمع كثير من علماء العامة وأعلامهم منهم:

الحاكم النيسابوري في المستدرك رواه عن سعيد بن المسيب ورواه عنه أيضا ابن عبد البر في الإستيعاب: ج2/ 484، ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى / 82، فإنه بعد ما ذكر مراجعة عمر بن الخطاب إلى الإمام علي (ع) في حكم المرأة التي ولدت لستة أشهر، قال وعن سعيد بن المسيب أنه قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن. قال الطبري: أخرجه أحمد بن حنبل وأبو عمر.

وروى العلامة سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص مسائل وقضايا شتى راجع فيها عمر عليا (ع)

واخذ منه حكمها، وذكرها في فصل بعنوان: (فصل في قول عمر ابن الخطاب: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن، وما ورد في هذا المعنى) فنقل في أوله مقال سعيد بن المسيب عن

كتاب " الفضائل " لأحمد بن حنبل، ثم نقل قضايا، قال عمر في إحداها: لولا علي لهلك عمر.

وقال في أخرى: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب.

وقال في أخرى: لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب.

ونقل المتقي في كنز العمال: ج3 / 53، عن عمر أنه قال: اللهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي.

وروى الطبري أيضا في ذخائر العقبى / 82، مراجعة عمر في قضاياه المعضلة وأموره المشكلة،

ثم قوله: اللهم لا تنزلن بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي، وذكر أن عمر كان يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه: لا أبقاني الله بعدك يا علي.

وقال الطبري: وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع عمر يقول لعلي ــ وقد سأله عن معضل فأجابه ــ:

أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن.

والعبارات في هذا المعنى كثيرة جدا.

((المترجم))

(10) سورة المائدة، الآية 6.

(11) لا يشك المحقق البصير والمدقق الخبير، بأن أحدا من أصحاب النبي (ص) لا يقاس بالإمام علي

(ع) في العلم والمعرفة، فهو أعلمهم قاطبة وكلهم كانوا يحتاجون إليه في علم الدين وكانوا

يراجعونه في المسائل والأحكام وكان غنيا عنهم، روى العلامة القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع

المودة / الباب الرابع عشر في غزارة علمه (ع)، روايات كثيرة في هذا المعنى وكلها من الكتب

المعتبرة لدى العامة.

فقال: وعن الكلبي، قال ابن عباس: علم النبي (ص) من علم الله سبحانه وعلم علي من علم النبي

(ص)، وعلمي من علم علي. وما علمي وعلم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.

وفي أواخر الباب روى عن المناقب، عن عمار بن ياسر (رض) قال: كنت مع أمير المؤمنين (ع)

سائرا فمررنا بواد مملوءة نملا. فقلت: يا أمير المؤمنين ترى أحدا من خلق الله تعالى يعلم عدد هذا

النمل؟

قال: نعم يا عمار، أنا أعرف رجلا يعلم عدده، ويعلم كم فيه ذكر وكم فيه أنثى.

فقلت من ذلك الرجل؟

فقال: يا عمار ما قرأت في سورة يس، الآية 12: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)!

فقلت: بلى يا مولاي، قال: أنا ذاك الإمام المبين.

وروى أيضا عن أبي ذر (رض) قال: كنت سائرا مع علي (ع)، إذ مررنا بواد نملة كالسيل، فقلت: الله أكبر جل محيصه فقال (ع): لا تقل ذلك، ولكن قل جل بارؤه. فوالذي صورني وصورك، إني أحصي عددهم، وأعلم الذكر منهم والأنثى بإذن الله عز وجل.

أيها القاريء الكريم: الروايات في باب إحاطة علم الإمام علي (ع) بالأشياء كثيرة في كتب الفريقين

وقد ذكرت نموذجا منها.

((المترجم))

(12) وذكر ابن أبي الحديد في مقدمة شرح نهج البلاغة: 24 و25، طبع دار إحياء الكتب العربية: ولما قال محفن بن أبي محفن لمعاوية: جئتك من عند أعيا الناس ـ وقصد عليا (ع) ـ قال له: ويحك! كيف يكون أعيا الناس! فوالله ما سن الفصاحة لقريش غيره.

((المترجم))

(13) سورة الأنفال، الآية 28.

(14) سورة يونس، الآية 35.

(15) سورة الزمر، الآية 9.

(16) سورة الزخرف، الآية 23.

(17) سورة الذاريات، الآية 55.

(18) سورة الصافات، الآية 24.

(19) رواه جمع كثير من كبار علماء العامة وأعلامهم، منهم ابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة في

الفصل الأول من الباب الحادي عشر، يذكر فيه الآيات النازلة في فضل أهل البيت (ع)، فقال:

الآية الرابعة، قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسئولون) أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي

(ص) قال: وقفوهم إنهم مسئولون، عن ولاية علي [انتهى كلام ابن حجر].

وأخرجه العلامة الألوسي في تفسيره المسمى بروح المعاني، في تفسير الآية، ورواه العلامة الكشفي الترمذي في (مناقب مرتضوي) نقل عن ابن مردوية في مناقبه وعن أحمد بن حنبل في مسنده، عن أبي سعيد الخدري أنه: يسئل في القيامة عن ولاية علي بن أبي طالب.ونقل عن

فردوس الأخبار عن ابن عباس وأبي سعيد قالا عن النبي (ص) قال: يسئلون عن الإقرار بولاية

علي بن ابي طالب. وأخرجه الشيخ أبو بكر بن مؤمن في كتاب رسالة الإعتقاد: وأخرج العلامة

الكنجي في كتابه كفاية الطالب / الباب الثامن والستون / صفحة 120، طبع مطبعة الغري.

قال: وروى ابن جرير الطبري، وتابعه الحافظ أبو العلاء الهمداني. وذلك ذكره الخوارزمي عن

أبي إسحاق عن ابن عباس في قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسئولون) يعني: عن ولاية علي(ع).

ورواه العلامة أبو نعيم الحافظ في كتابه ما نزل من القرآن في علي.

وأخرج سبط بن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص / الباب الثاني / قال: ومنها في الصافات قوله

تعالى: (وقفوهم إنهم مسئولون). قال: قال مجاهد: عن حب علي (ع).

أقول: هذا التفسير يأتي بالمعنى الأعم، وأما بالمعنى الأخص فلا.

لأن ما يوجب التوقف عند الصراط ويقتضي السؤال عنه. فهو الولاية بمعنى الإمامة، فإن حب

الإمام علي (ع) لم يجعل بانفراده أصلا اعتقاديا يسئل عنه كما يسئل عن الرب وعن الكتاب وعن

النبي، فالسؤال عن الولاية أي الخلافة التالية للنبوة، فهذا التفسير هو الذي يقتضيه الحال والمقال.

((المترجم))

(20) سورة آل عمران، الآية 103

(21) الصواعق المحرقة/الباب الحادي عشر/الفصل الأول/الآية5

(22) نقل ابن حجر في الصواعق المحرقة/ الباب الحادي عشر/ الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم/ الآية الرابعة/ نقل في ذيلها حديث الثقلين بطرق كثيرة، وقال في نهاية كلامه وفي رواية صحيحة: إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان تبعتموهما وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي. وزاد الطبراني: إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.

ثم قال: إعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ومر له طرق مبسوطة.. وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفي أخرى أنه قال لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر، ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.

وفي رواية عند الطبراني عن ابن عمر: آخر ما تكلم به النبي(ص) أخلفوني في أهل بيتي... وبعد نقل روايات وكلمات قال تنبيه: سمى رسول الله (ص) القرآن وعترته ـ وهي بالمثناة الفوقية: الأهل والنسل والرهط الأدنون ـ ثقلين لأن الثقل كل نفيس خطير مصون، وهذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار والحكم العلية، والأحكام الشرعية، ولذا حث (ص) على الإقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم، وقال (ص): الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت. وقيل سميا ثقلين: لثقل وجوب رعاية حقوقهما.

ثم الذين وقع الحث عليهم منهم إنما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب، ويؤيده الخبر السابق: [ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم] وتميزوا بذلك عن بقية العلماء لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة، وقد مر بعضها وسيأتي...

قال: وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض ـ كما يأتي ـ ويشهد لذلك الخبر السابق: " في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ". قال ابن حجر: ثم أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته. ومن ثم قال أبو بكر: علي عترة رسول الله (ص)، أي الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلنا. قال: وكذلك خصه (ص) بما مر يوم غدير خم، والمراد بالعيبة والكرش في الخبر السابق آنفا، أنهم موضع سره، وأمانته، ومعادن نفائس معارفه وحضرته، إذ كل من العيبة والكرش مستودع لما يخفى فيه مما به القوام والصلاح، لأن الأول: لما يحرز فيه نفائس الأمتعة والثاني: مستقر الغذاء الذي به النمو وقوام البنية. وقيل: هما مثلان لاختصاصهم بأموره الظاهرة والباطنة، إذ مظروف الكرش باطن، والعيبة ظاهر، وعلى كل فهذا غاية في التعطف عليهم والوصية بهم.

أقول: إنما نقلت هذا الكلام ليهتدي من يهتدي عن بينة، ويضل من ضل عن بينة، (والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله).

((المترجم))

(23) وكتاب النص والإجتهاد للإمام شرف الدين عليه رحمة رب العالمين يذكر فيه فتاوي القوم والنصوص المعارضة لها من الكتاب والسنة فراجع.

((المترجم))

(24) سورة المائدة، الآية 6.

(25) سورة النساء، الآية 43.

(26) سورة يونس، الآية 36.

(27) سورة المائدة، الآية 6

(28) سورة التوبة، الآية 100.

(29) سورة الأعراف، الآية 155.

(30) روى ابن حجر الهيثمي في كتاب الصواعق المحرقة / ص115، ط الميمنة بمصر قال: " الحديث الثامن والعشرون ": أخرج ابن سعد والطبراني عن عائشة أن النبي (ص) قال: اخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بارض الطف، وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه.

الحديث التاسع والعشرون: أخرج أبو داود والحاكم عن أم الفضل بنت الحرث أن النبي (ص) قال: أتاني جبريل فأخبرني أن أمتي ستقتل إبني هذا ـ يعني الحسين ـ وأتاني بتربة حمراء.

(وأخرج) أحمد: لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي: إن ابنك هذا حسينا مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء.

الحديث الثلاثون: أخرج البغوي في معجمه من حديث أنس أن النبي (ص) قال: استأذن ملك القطر ربه أنه يزورني، فأذن له، وكان في يوم أم سلمة فقال رسول الله(ص): ياأم سلمة! إحفظي علينا الباب لا يدخل أحد، فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين فاقتحم فوثب على رسول الله (ص) فجعل رسول الله (ص) يلثمه ويقبله.فقال له الملك: أتحبه؟ قال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريك المكان الذي يقتل به. فأراه، فجاء بسهلة أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها.

قال ثابت: كنا نقول إنها كربلاء، وأخرجه أيضا أبو حاتم في صحيحه، وروى أحمد نحوه، وروى عبد بن حميد وابن أحمد نحوه أيضا، لكن فيه أن الملك جبرئيل، فإن صح فهما واقعتان،وزاد الثاني أيضا: أنه صلى الله عليه وسلم شمها وقال: ريح كرب وبلاء. ـ والسهلة بكسر أوله رمل خشن ليس بالدقاق الناعم ـ وفي رواية الملا وابن أحمد في زيادة المسند قالت ـ أي أم سلمةـ: ثم ناولني كفا من تراب أحمر وقال: إن هذا من تربة الأرض التي يقتل بها، فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل . قالت أم سلمة: فوضعته في قارورة عندي وكنت أقول: إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم. وفي رواية عنها: فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما.

وفي أخرى ـ أي رواية أخرى ـ ثم قال يعني جبرئيل: ألا أريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات فجعلهن رسول الله (ص) في قارورة، قالت أم سلمة: فلما كانت ليلة قتل الحسين، سمعت قائلا يقول:


أيـها القاتـلون جهلا حسـينا أبشروا بالعذاب والتذليل
لقد لعنتم على لسان بن داود وموسى وحامل الإنجيل

قالت: فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دما.

وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال: مر علي (رضي الله عنه) بكربلا عند مسيره إلى صفين وحاذى نينوى ـ قرية على الفرات، فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض؟ فقيل: كربلاء، فبكى حتى بل الأرض من دموعه. ثم قال دخلت على رسول الله (ص) وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال (ص)كان عندي جبرئيل آنفا وأخبرني، أن ولدي الحسين يقتل بشاطيء الفرات بموضع يقال له:

كربلاء، ثم قبض من تراب شمني إياه، فلم أملك عيني أن فاضتا. ورواه أحمد مختصرا عن علي.

وأخرج أيضا ـ أي ابن سعدـ أنه (ص) كان له مشربة، درجتها في حجرة عائشة يرقى إليها إذا أراد لقى جبريل. فرقى إليها وأمر عائشة أن لا يطلع إليها أحد. فرقى حسين ولم تعلم به. فقال جبريل: من هذا؟ قال (ص): إبني،فأخذه رسول الله (ص) فجعله على فخذه. فقال جبريل: ستقتله أمتك.

فقال (ص): إبني؟! قال: نعم.. وإن شئت أخبرتك الأرض التي يقتل فيها، فأشار جبريل بيده إلى الطف بالعراق فأخذ منها تربة حمراء، فأراه إياها وقال: هذه من تربة مصرعه.

هذا ما أردنا نقله من كتاب الصواعق المحرقة. ولا يخفى أن حديث التربة ورد بأسانيد وبطرق شتى رواه كبار علماء العامة وأعلامهم، منهم: العلامة ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد: ج2/219، طبع الشرقية بمصر، والعلامة المحب الطبري في ذخائر العقبى صفحة 147، طبع القدسي بالقاهرة، والحافظ الذهبي الدمشقي في ميزان الإعتدال: ج1/ 8، طبع القاهرة، والعلامة المتقي في كنز العمال: ج3/ 111، طبع حيدر آباد، والعلامة السيوطي في الخصائص الكبرى: ج2/ 125، طبع حيدر آباد، والعلامة الحراني القشيري في تاريخ الرقة 75 / طبع القاهرة، والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 154/ طبع الغري، والعلامة الشبلنجي في نور الأبصار116، ط مطبعة المليجية بمصر، والعلامة عبدالغفار الهاشمي في كتابه أئمة الهدى 96، طبع القاهرة، والعلامة الخوارزمي في مقتل الحسين: ج2 / 94، والعلامة الطبراني في المعجم الكبير، كما نقل عنه الصواعق، والعلامة العسقلاني = = في تهذيب التهذيب: ج2 / 346، طبع حيدر آباد، والعلامة أبو زرعة في طرح التثريب: ج1/ 41، طبع مصر، والعلامة الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9/ 189، طبع القدسي بالقاهرة، والعلامة الشيخ صفي الدين الخزرجي في خلاصة تذهيب الكمال 71، طبع مصر، والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب 279، طبع الغري، والعلامة الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين 215، ط مطبعة القضاء بمصر. والعلامة عبدالقادر الحنبلي في الغنية لطالبي طريق الحق: ج2 صفحة 56، طبع مصر، والعلامة ابن الأثير الجزري في النهاية: ج2 صفحة 212، طبع الخيرية بمصر، والعلامة جمال الدين محمد بن مكرم في لسان العرب: ج11/ 349، طبع دار الصادر بيروت، والعلامة الصديقي الفتني في مجمع بحار الأنوار: ج2/ 161، طبع لكنهو، والعلامة ابن عساكر في تاريخه الكبير/ في ترجمة الحسين (ع): ج4 صفحة 337 و 338، والعلامة باكثير الحضرمي في وسيلة المال صفحة 182، نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق، وابن الأثير الجزري أيضا في تاريخه الكامل : ج3/303، طبع المنيرية بمصر.

هؤلاء كلهم رووا بأسانيد عديدة وطرق متعددة حديث التربة بألفاظ شتى عن أم سلمة سلام الله عليها.

ورواه جمع من علماء أهل السنة عن ابن عباس رضي الله عنهم، منهم : الحافظ أبو الفداء في البداية والنهاية: ج6/ 230، طبع السعادة بمصر نقله عن مسند أبي بكر البزار، ومنهم: الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في مجمع الزوائد: ج9/ 191، طبع القدسي بالقاهرة، رواه عن البزار أيضا وقال: رجاله ثقاة.

وروى حديث التربة جماعة من أعلام أهل السنة عن الإمام علي (ع)، منهم: أحمد بن حنبل في المسند: ج1/ 85، طبع الميمنة بمصر، والعلامة الذهبي في تاريخ الإسلام: ج3/ 9، طبع مصر، وفي سير أعلام النبلاء:ج3/ 193، طبع مصر ومنهم : العلامة المتقي الهندي في كنز العمال: ج13/ 112، طبع حيدر آباد، ومنهم: العلامة الطبراني في المعجم الكبير ومنهم: الخوارزمي في مقتل الحسين: ج1/ 170 طبع الغرى، والعلامة المحب الطبري في ذخائر العقبى 147 طبع القدسي بمصر، والعلامة العسقلاني في تهذيب التهذيب: ج2/ 346، ط حيدر آباد، والعلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ص225، طبع مؤسسة أهل البيت/ بيروت. والعلامة السيوطي في الخصائص الكبرى: ج2/ 126، طبع حيدر آباد. والعلامة محمد بن حوت البيروتي في أسنى المطالب 22، ط مصطفى الحلبي. والعلامة المناوي في الكواكب الدرية: ج1/ 56، ط الأزهرية بمصر والعلامة القندوزي في ينابيع المودة / 319، طبع إسلامبول. وروى حديث التربة معاذ بن جبل في حديث مفصل، أخرجه العلامة الطبراني في المعجم الكبير وأخرجه عن طريق الطبراني الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9/ 189، طبع القدسي بالقاهرة واخرجه العلامة الخوارزمي في مقتل الحسين: ج1/ 160، ط الغري والمتقي الهندي في كنز العمال: ج13/ 113، طبع حيدر آباد الدكن، أخرجه عن طريق الديلمي. والعلامة البدخشي في (مفتاح النجا) أيضا عن طريق الديلمي.

وروى جماعة من أعلام أهل السنة حديث التربة عن عائشة منهم: الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9/ 187، طبع القدسي بالقاهرة، أخرجه عن المعجم الكبير للطبراني، والخوارزمي في (مقتل الحسين) والمتقي الهندي في كنز العمال: ج13/ 111، ط حيدر آباد، وابن حجر في الصواعق كما مر آنفا، والمناوي في الكواكب الدرية: ج1/ 45، طبع الأزهرية بمصر، والعلامة القندوزي في الينابيع/ 318، ط اسلامبول والعلامة النبهاني في الفتح الكبير: ج1/ 55، طبع مصر، والعلامة البدخشي في مفتاح النجا: 134، والعلامة القلندر الهندي في الروض الأزهر:

104، طبع حيدرآباد، وأكثرهم رووا الحديث عن عائشة عن طريق ابن سعد والطبراني. وروى حديث التربة جماعة من أعلام العامة عن أبي أمامة منهم العلامة الهيثمي في مجمع الزوائد:ج9 / 189، ط القدسي بالقاهرة، وقال في آخره: رواه الطبراني ورجاله موثوقون. ومنهم العلامة الذهبي في تاريخ الإسلام: ج3 / 10، طبع مصر، وفي كتابه الآخر(سيرأعلام النبلاء) ج3/ 194 طبع مصر. وروى حديث التربة جمع من أعلام أهل السنة عن زينب بنت جحش، منهم الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 / 188، طبع القدسي بالقاهرة، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ومنهم العلامة المتقي الهندي في(كنز العمال) ج13 / 112، طبع حيدر آباد الدكن، والعلامة البدخشي في مفتاح النجا : ص 135، رواه من طريق الطبراني وأبي يعلي. ومنهم العلامة العسقلاني في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية صفحة 9 / طبع الكويت، أخرجه عن طريق أبي يعلي. وروى حديث التربة جماعة من أعلام العامة عن أم الفضل بنت الحارث، منهم الحاكم في المستدرك: ج3 / 176، طبع حيدر آباد، وقال: حديث صحيح، والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة صفحة 154، ط الغري، وابن حجر في الصواعق كما مر آنفا، أخرجه عن أبي داود والحاكم، والعلامة المتقي الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند:ج5/111 ط الميمنة بمصر، والعلامة ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: ج6 / 230، طبع القاهرة، رواه عن طريق البيهقي، والعلامة الذهبي في (تلخيص المستدرك) المطبوع في ذيل المستدرك: ج3 / 176، حيدر آباد، والعلامة السيوطي في الخصائص الكبرى: ج2 / 125، ط حيدر آباد، رواه عن طريق الحاكم والبيهقي، والعلامة الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح: 572، ط دهلي، والعلامة احمد بن يوسف الدمشقي في أخبار الدول وآثار الأول: 107، ط بغداد، والعلامة البدخشي في مفتاح النجا 134 رواه عن البيهقي من دلائل النبوة، والعلامة القندوزي في الينابيع/ 318، ط اسلامبول نقلا عن المشكاة، وفي صفحة 319 رواه عن أبي داود والحاكم، والعلامة الشبلنجي في(نور الأبصار) 116 طبع مصر، والعلامة الخوارزمي في(مقتل الحسين) ج1/ 158طبع الغري، والعلامة النبهاني في (الفتح الكبير) ج1/ 22 طبع مصر. ورواه جماعة من أعلام العامة عن أنس بن مالك، منهم: أبو نعيم الحافظ في دلائل النبوة 485 طبع حيدر آباد، وأحمد في المسند: ج4 / 242، طبع الميمنة بمصر، والعلامة المحب الطبري في ذخائر العقبى 146، طبع القدسي بمصر، قال: خرجه البغوي في معجمه، وخرجه أبو حاتم في صحيحه، والعلامة الخوارزمي في مقتل الحسين: ج1 صفحة 160 طبع الغري، والعلامة الذهبي في تاريخ الإسلام: ج3 صفحة 10 طبع مصر، وفي سير أعلام النبلاء: ج3 / 194،طبع مصر، والحافظ ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية : ج6 / 229، ط القاهرة، والعلامة الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 / 187، طبع القدسي بمصر، وابن حجر في الصواعق كما ذكرنا عنه آنفا، وجلال الدين السيوطي في الخصائص: ج2 / 125، طبع حيدر آباد / قال: واخرج البيهقي وأبو نعيم، عن أنس الخ ، وفي كتابه الآخر الحبائك في أخبار الملائك 44 طبع دار التقريب بالقاهرة،والعلامة الشعراني في(مختصر تذكرة الشيخ أبي عبدالله القرطبي)119 ط مصر، والعلامة النبهاني في الأنوار المحمدية 486 ط الأدبية بيروت، والعلامة البرزنجي في(الأشاعة في أشراط الساعة) 24 / ط مصر، والعلامة القندوزي في (ينابيع المودة) الباب الستون / قال: وأخرج البغوي في معجمه وأبو حاتم في صحيحه وأحمد بن حنبل وابن أحمد وعبد بن حميد وابنه أحمد، عن انس الخوالعلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار: 114 طبع الشرقية بمصر .

ورواه بعض أعلام العامة عن ابي الطفيل، منهم الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 / 190 طبع القدسي في القاهرة، وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.

ورواه بعض أعلام العامة عن سعيد بن جمهان، منهم الحافظ محمد بن قايماز الدمشقي المشهور بالذهبي في (تاريخ الإسلام) ج3 / 11 طبع مصر، وفي كتابه الآخر (سير أعلام النبلاء)ج3/195 طبع مصر.

أقول: وأما في خصوص تقبيل النبي (ص) وتقديسه تربة كربلاء فقد وردت روايات في كتب أعلام أهل السنة منهم: الحاكم محمد بن عبدالله النيسابوري في (المستدرك) ج4 / 398 طبع حيدر آباد، قال ـ وذكر السند إلى عبدالله بن وهب بن زمعة ـ قال: أخبرتني أم سلمة (رض): أن رسول الله (ص) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر، ثم اضطجع فرقد، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى، ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها.

فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟! قال: أخبرني جبريل عليه الصلاة والسلام: أن هذا يقتل بأرض العراق ـ الحسين ـ فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها قال: هذا حديث صحيح.

ورواه العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) ص 145 مخطوط، بإسناده إلى أم سلمة عن طريق آخر، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن المستدرك لكنه أسقط قولها: ثم اضطجع، إلى قولها: فاستيقظ. وذكر بدل قوله حائر: خائر النفس.

ورواه المحب الطبري في (ذخائر العقبى) 147 طبع القدس بالقاهرة عن طريق ثالث بالإسناد إلى أم سلمة بعين ما تقدم عن (المستدرك) من قوله: استيقظ وهو حائر دون ما رأيت الخ لكنه ذكر بدل كلمة حائر: خائر.

فإذا كان رسول الله (ص) يقبل تربة كربلاء باعتبار أنها تكون مضجع ولده الحسين في المستقبل، كيف لا يجوز لنا أن نقبل تلك التربة ونقدسها بعد أن أريقت عليها دماء الحسين وأصحابه وآله الأبرار الطيبين الأخيار، وصارت لهم مرقدا إلى يوم الحساب؟ فصلوات الله وسلامه عليهم وعلى أبدانهم وأرواحهم، ولقد طابوا وطابت الأرض التي دفنوا فيها.

((المترجم))

(31) توجد هذه الفتاوي وغيرها في كتاب الفقه على المذاهب الخمسة وهو كتاب علمي تحقيقي تأليف حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله تعالى.

((المترجم))

(32) أقول: لا شك ولا ريب أن بيعة أبي بكر كانت فلتة من فلتات الجاهلية، وقد صرح بذلك عمر بن الخطاب، راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج2 /22 وما بعدها / ط دار إحياء الكتب العربية بيروت.

فاين الفلتة من الإجماع؟!

ولو نظرنا إلى الحوادث والوقائع التي كانت عقيب السقيفة والمعارضات التي بدت من المهاجرين والأنصار لخلافة أبي بكر، عرفنا أن الإجماع ما تم أبدا، وإنما بايع بعض وعارض آخرون، ثم خضعوا خوفا من القتل. كما روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج1 / 219، ط دار إحياء الكتب العربية بيروت، وقال البراء بن عازب:... وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محجوزون بالأزر الصنعانية، لا يمرون باحد إلا خبطوه، وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبى؛ فأنكرت عقلي.....

قال: ورأيت في الليل، المقداد وسلمان، وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأباالهيثم بن التيهان وحذيفة وعمارا، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين.

ونقل أيضا ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج6 / 19، عن الزبير بن بكار أنه قال: فلما بويع أبو بكر، أقبلت الجماعة التي بايعته تزفه زفا إلى مسجد رسول الله (ص)، فلما كان آخر النهار افترقوا إلى منازلهم، فاجتمع قوم من الأنصار وقوم من المهاجرين، فتعاتبوا فيما بينهم، فقال عبدالرحمن بن عوف: با معشر الأنصار، إنكم وإن كنتم أولي فضل ونصر وسابقة؛ ولكن ليس فيكم مثل أبي بكر ولا عمر ولا علي ولا أبي عبيدة.

فقال زيد بن أرقم: إنا لا ننكر فضل من ذكرت يا عبدالرحمن. وإن منا لسيد الأنصار: سعد بن عبادة، ومن أمر الله رسوله أن يقرئه السلام، وأن يؤخذ عنه القرآن: أبي بن كعب، ومن يجيء يوم القيامة أمام العلماء: معاذ بن جبل، ومن أمضى رسول الله (ص) شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت؛ وإنا لنعلم أن ممن سميت من قريش من لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد:

علي بن أبي طالب. ونقل ابن أبي الحديد في ص 21 قال: وروى الزبير بن بكار، قال: روى محمد بن إسحاق أن أبا بكرلما بويع افتخرت تيم بن مرة.

قال: وكان عامة المهاجرين وجل الأنصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله(ص) وأما الذين عارضو لخلافة أبي بكر ولم يبايعوه، منهم: سعد بن عبادة سيد الخزرج وزعيمهم، قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج6 / 10: فكان لايصلي بصلاتهم، ولا يجتمع بجماعتهم، ولا يقضي بقضائهم، ولو وجد أعوانا لضاربهم، فلم يزل كذلك حتى مات أبو بكر.. فلم يلبث سعد بعد ذلك إلا قليلا حتى خرج إلى الشام، فمات بحوران ولم يبايع لأحد، لا لأبي بكر ولا لعمر ولا لغيرهما.

ومنهم خالد بن سعيد بن العاص، كما في شرح نهج البلاغة: ج6 / 41، قال ابن أبي الحديد نقلا عن أبي بكر الجوهري وهو بإسناده إلى مكحول قال: إن رسول الله(ص) استعمل خالد بن سعيد بن العاص على عمل، فقدم بعدما قبض رسول الله(ص) وقد بايع الناس أبا بكر، فدعاه إلى البيعة، فأبى، فقال عمر: دعني وإياه، فمنعه أبو بكر، حتى مضت عليه سنة.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج1/ 218، ط دار إحياء الكتب العربية،تحت عنوان:

اختلاف الرأي في الخلافة بعد وفاة رسول الله (ص): لما قبض رسول الله (ص) واشتغل علي (ع) بغسله ودفنه، وبويع أبو بكر؛ خلا الزبير وأبوسفيان وجماعة من المهاجرين بعباس وعلي(ع) لإجالة الرأي.. الخ، وقد استعرض في هذا الفصل بعض الخلافات التي شبت عقيب بيعة أبي بكر، إلى أن قال: بأن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة والمغيرة، دخلوا على العباس وذلك في الليلة الثانية من وفاة رسول الله (ص)، فبدأ أبو بكر بالكلام إلى أن قال للعباس: فقد جئناك، ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا، ولمن بعدك من عقبك، إذ كنت عم رسول الله (ص) وإن كان المسلمون قد رأوا مكانك من رسول الله (ص) ومكان أهلك، ثم عدلوا بهذا الأمر عنكم، وعلى رسلكم بني هاشم؛ فإن رسول الله (ص) منا ومنكم. فاعترض كلامه عمر، وخرج إلى مذهبه في الخشونة والوعيد وإتيان الأمر من أصعب جهاته، فقال: إي والله. واخرى: إنا لم نأتكم حاجة إليكم، ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم، فيتفاقم الخطب بكم وبهم، فانظروا لأنفسكم ولعامتهم. ثم سكت. فتكلم العباس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : إن الله ابتعث محمدا (ص) نبيا كما وصفت ووليا للمؤمنين.. إلى أن قال لأبي بكر: فإن كنت برسول الله (ص) طلبت ـ الخلافة ـ فحقنا أخذت، وإن كنت بالمؤمنين فنحن منهم ؛ ما تقدمنا في أمركم فرطا ولا حللنا وسطا. ولا نزحنا شحطا؛فإن كان هذا الأمر يجب لك بالمؤمنين، فما وجب إذ كنا نحن كارهين. وما أبعد قولك: إنهم طعنوا من قولك إنهم مالوا إليك! وأما ما بذلت لنا، فإن يكن حقك اعطيتناه فامسكه عليك، وإن يكن حق المؤمنين فليس لك أن تحكم فيه، وإن يكن حقنا لم نرض لك ببعضه دون بعض. وما أقول هذا أروم صرفك عما دخلت فيه، ولكن للحجة نصيبها من البيان. وأما قولك: إن رسول الله (ص) منا ومنكم. فإن رسول الله (ص) من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها. وأما قولك يا عمر: إنك تخاف الناس علينا. فهذا الذي قدمتموه أول ذلك، وبالله المستعان.

وروى ابن أبي الحديد أيضا في شرح نهج البلاغة: ج6 / 11، ط دار إحياء التراث العربي قال: وذهب عمر ومعه عصابة إلى بيت فاطمة، منهم أسيد بن خضير وسلمه اسلم، فقال لهم: انطلقوا فبايعوا، فأبوا عليه؛ وخرج إليهم الزبير بسيفه، فقال عمر: عليكم الكلب، فوثب عليه سلمة بن أسلم، فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار، ثم انطلقوا به وبعلي ومعهما بنو هاشم، وعلي يقول: أنا عبدالله وأخو رسول الله(ص)، حتى انتهوا به إلى أبي بكر، فقيل له: بايع، فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله(ص)، فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الإمارة، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار. فأنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم، وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون. فقال عمر: إنك لست متروكا حتى تبايع. فقال له علي: أحلب ياعمر حلبا لك شطره! أشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا! ألا والله لا أقبل قولك ولا أبايعه. فقال له أبو بكر: فإن لم تبايعني لم أكرهك،..... فقال علي: يا معشر المهاجرين، الله الله! لا تخرجوا سلطان محمد(ص) عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن ـ أهل البيت ـ أحق بهذا الأمر منكم، ما كان منا القارىء لكتاب الله، الفقيه في دين الله،العالم بالسنة، المضطلع بأمر الرعية! والله إنه لفينا، فلا تتبعوا الهوى، فتزدادوا من الحق بعدا.

بالله عليكم أيها الإخوان! أنصفوا! أين هذا الكلام من الإجماع؟!

((المترجم))

(33) أيها القارئ الكريم هذا الحديث مشهور عند المحدثين والعلماء ولذا لم يذكر المؤلف مصدرا له وأرسله إرسال المسلمات، ولكني أذكر بعض مصادره ليطمئن قلبك، فأقول: رواه العلامة القندوزي في الينابيع صفحة 279، طبع المكتبة الحيدرية، أخرجه في ضمن المناقب السبعين في فضائل أهل البيت فقال: الحديث التاسع والعشرون، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص) علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة ومودته عبادة، قال: رواه صاحب الفردوس.. وهو الديلمي في فردوس الأخبار واخرجه العلامة الهمداني الشافعي في كتابه مودة القربى في أواخر المودة السابعة قال: أبو ذر رفعة: علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة وعبادة، قال: رواه أبو نعيم الحافظ بإسناده ونقله المتقي الهندي في كنز العمال: ج6 / 156 وقال: أخرجه الديلمي عن أبي ذر.

أقول: واعلم أن علماء المسلمين اتفقوا بأن عليا (ع) كان أعلم الناس بعد رسول الله (ص) وذلك لما روى عنه (ص) عن طريق سلمان (رض) قال: أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب: أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال: ج6 / 156 وقال أخرجه الديلمي، والمناوي أيضا أخرجه في كنوز الحقائق: ص 18، ونقله القندوزي أيضا في الينابيع / الباب الرابع عشر في غزارة علمه، نقله عن الموفق بن أحمد بسنده عن سلمان رضي الله عنه. وذكره ضمن المناقب السبعين في فضائل أهل البيت... " الحديث السادس والعشرون " عن سلمان. وذكره أيضا العلامة الهمداني في كتابه مودة القربى / في المودة الخامسة، والسابعة عن سلمان أيضا.

وروى المتقي في كنز العمال: ج6/ 156 عن النبي (ص) أنه قال: علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله والناس، قال: أخرجه أبو نعيم الحافظ.

ونقل العلامة القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع عشر في غزارة علمه: عن محمد بن علي الحكيم الترمذي في شرح الرسالة الموسومة بالفتح المبين قال ابن عباس(رض) وهو إمام المفسرين: العلم عشرة أجزاء لعلي تسعة أجزاء وللناس العشر الباقي وهو أعلمهم به... الخ ثم قال الترمذي ولهذا كانت الصحابة (رض) يرجعون إليه في أحكام الكتاب ويأخذون عنه الفتاوي كما قال عمر بن الخطاب في عدة مواطن: لولا علي لهلك عمر. وقال (ص): أعلم أمتي علي بن أبي طالب.

وقال القندوزي في الباب: أخرج ابن المغازلي بسنده عن أبي الصباح عن ابن عباس (رض) قال: قال رسول الله (ص): لما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني، فما علمت شيئا إلا علمته عليا فهو باب علمي. ونقله في الباب أيضا عن الموفق بن أحمد الخوارزمي بنفس الإسناد بتفصيل أكثر.

وروى القندوزي في الباب أيضا فقال: وعن الكلبي قال ابن عباس: علم النبي (ص) من علم الله وعلم علي من علم النبي (ص) وعلمي من علم علي، وما علمي وعلم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر، ـ أقول: ومما يزيد في أهمية الكلام أن قائله ملقب بحر الأمة ـ ونقل القندوزي في الباب أيضا فقال: إن ابن المغازلي وموفق الخوارزمي أخرجا بسنديهما عن علقمة عن ابن مسعود(رض) قال: كنت عند النبي (ص) فسئل عن علم علي . فقال: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا وهو أعلم به منه.

ـ أقول: ولا يخفى أن خبر تقسيم العلم والحكمة إلى عشرة أجزاء..الخ مشهور عند ابن عباس أيضا وقد نقل القندوزي بعض مصادره في الباب المذكور ـ.

وروى العلامة الهمداني في كتابه مودة القربى / المودة الثالثة عشر عن عكرمة عن ابن عباس (رض) قال: قال رسول الله (ص) لعبدالرحمن بن عوف: يا عبدالرحمن إنكم أصحابي، وعلي بن أبي طالب أخي ومني وأنا من علي فهو باب علمي ووصيي.

وروى أيضا في / المودة الثالثة: عن هاشم بن البريد قال ابن مسعود: قرأت سبعين سورة على رسول الله (ص) وقرأت البقية على أعلم هذه الأمة بعد نبينا (ص) علي بن أبي طالب.

وأخرج الإمام أحمد في المسند: ج5 / 26، في حديث طويل قال النبي (ص) لفاطمة: أ وما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما. وذكره المتقي في كنزالعمال: ج6/135وقال: أخرجه أحمد بن حنبل والطبراني، وذكره أيضا الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 /101 و 114، وقال: رواه أحمد والطبراني برجال وثقوا.

وجاء في رواية أسد الغابة: ج5 / 520 والمتقي في الكنز: ج6/ 396 أن النبي (ص) قال: يا فاطمة فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما. قال المتقي: أخرجه أبن جرير وصححه، والدولابي في الذرية الطاهرة.

وفي الكنز أيضا: ج6/ 153، قال (ص): أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما... الخ قال: أخرجه الحاكم عن أبي هريرة، وأخرجه الطبراني والخطيب عن ابن عباس.

وفي الكنز أيضا: ج6 / 153، قال (ص): زوجتك خير أهلي، أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما، قال أخرجه الخطيب ـ البغدادي ـ في المتفق والمفترق عن بريدة. وفي الكنز أيضا، عن أبي إسحاق قال: إن عليا (ع) لما تزوج فاطمة قال لها النبي (ص): لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما، قال : أخرجه الطبراني، ورواه الحافظ الهيثمي أيضا في مجمعه: ج9 / 101 وفي مجمع الزوائد أيضا: ج9 / 113، روى عن سلمان (رض) قال: قلت: يا رسول الله إن لكل نبي وصيا، فمن وصيك؟

فسكت عني. فلما كان بعد رآني فقال (ص): يا سلمان، فأسرعت إليه، قلت: لبيك. قال: تعلم من وصي موسى؟

قال: نعم يوشع بن نون. قال (ص): لم؟ قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ.

قال (ص): فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني، علي بن أبي طالب. قال: رواه الطبراني. (أقول) لا يخفى أن جواب النبي (ص) لسلمان: فإن وصيي وموضع سري...الخ. تفريع على تعليل سلمان وصاية يوشع بن نون لموسى بن عمران بأنه كان أعلمهم يومئذ، فالتفريع معناه أن عليا (ع) أيضا وصيي لأنه أعلمهم.

وروى ابن الأثير في أسد الغابة: ج6 / 22، عن يحي بن معين بسنده عن عبد الملك ابن سليمان قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد (ص) أعلم من علي (ع)؟

قال: لا والله لا أعلم.

وذكره ابن عبد البر في الإستيعاب: ج2 / 462 والمناوي في فيض القدير: ج3 / 46 في الشرح، والمحب الطبري في الرياض النضرة: ج2 / 194 وقال: أخرجه القلعي، وفي الصواعق المحرقة: الفصل الثالث في ثناء الصحابة والسلف عليه ـ عليه السلام ـ قال: وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب قال: لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلا علي، وقد اشتهر عنه(ع): سلوني قبل أن تفقدوني.

أقول: فانصفوا (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)؟

((المترجم))

(34) لقد روى هذا الخبر جمع من أعلام العامة منهم: أحمد في المسند: ج1 / 83، ط الميمنة بمصر، والعلامة ابن سعد في الطبقات: ج2 / 337 طبع دار الصارف بمصر، والعلامة أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء: ج4 ص 381 ط السعادة بمصر، وقال: رواه أبو معاوية، وجرير، وابن نمير، ويحي بن سعيد عن الأعمش. وأخرجه القاضي أبو بكر بن وكيع في أخبار القضاء: ج1 / 84 ط مصر، والعلامة البيهقي في السنن الكبرى: ج10 / 86، ط حيدر آباد الدكن، والعلامة أبو اليقظان في شرف النبي، والمحب الطبري في الرياض النضرة: ج2 ص 198 ط محمد أمين الخانجي بمصر، وفي كتابه الآخر ذخائر العقبى: 83 ط مكتبة القدسي بمصر، والراغب الإصفهاني في محاضرات الأدباء: ج4 ص 477 ط مكتبة الحياة بيروت، والعلامة الأمرتسري في أرجح المطالب: ص 39 و 480 ط لاهور وأخرجه في ص 119 وقال: أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة والبزار وأبو يعلي وابن حبان والحاكم، باختلاف يسير. وأخرجه الحافظ الطيالسي في مسنده ص 19 ط حيدر آباد الدكن، والعلامة ابن كثير في البداية والنهاية: ج5 / 107 ط السعادة بمصر، والعلامة أبو الحسن النباهي المالكي في قضاة الأندلس ص 23 ط دار الكاتب بالقاهرة، والعلامة عبد الغني الدمشقي في ذخائر المواريث: ج3 / 14، والعلامة الشيباني في تيسير الوصول: ج2 / 216، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين، والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين: ص 127 ط مطبعة القضاء والعلامة محمد بن طولون الدمشقي في الشذورات الذهبية: ص 119 ط بيروت، والعلامة المتقي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند: ج5 / 36 ط الميمنة والعلامة الشيخ عمر بن علي الجندي في طبقات الفقهاء: ص16 ط مصر، والعلامة ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج2 / 236 طبع القاهرة والعلامة البستوي الحنفي في محاضرة الأوائل: ص 62 ط الاستانة، والعلامة الكنجي في كتاب كفاية الطالب، خص الباب الخامس عشر بهذا الخبر ورواه بسنده ثم قال: هذا حديث حسن المتن والسند.

أقول: هذا ما توصلت إليه من المصادر المعتبرة والكتب المنتشرة ، وربما توجد مصادر أخرى ولكن فيما ذكرت كفاية لإثبات الحق والواقع.

((المترجم))

(35) سورة الرعد، الآية 8.

(36) أقول: روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج1 / 293 إلى 303، ط الأعلمي بيروت، روى من تسع عشرة طريقا ـ أي من رقم ـ 398 إلى 416 ـ بأن المنذر في الآية الكريمة: إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) هو سيد المرسلين محمد (ص)، والهادي هو علي بن أبي طالب (ع).

وروى غير من ذكرهم المؤلف الكريم من أعلام العامة جمع منهم: شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين في الباب 28 / تحت الرقم 123 والعسقلاني في لسان الميزان: ج2 / 199، والسيوطي في الدر المنثور في تفسير ذيل الآية الكريمة وقال: أخرجه ابن مردوية وأبو نعيم في المعرفة، والديلمي وابن عساكر، وابن النجار، وأخرجه المتقي في كنز العمال: ج6 ص 157 عن الديلمي وعن ابن عباس، ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج7 / 41 وقال: رواه عبدالله بن أحمد والطبراني في الصغير والأوسط، ورجال المسند ثقات. ورواه الحاكم النسابوري في المستدرك: ج3 / 129 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.

واعلم أن هناك مصادر أخرى من العامة، ولكن فيما ذكرنا كفاية لمن أراد الهداية.

((المترجم))

(37) سورة المؤمنون، الآية 70

(38) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج11 / 10، ط دار إحياء الكتب العربية: وأراد طلحة أن يوليه البصرة، وأراد الزبير أن يوليه الكوفة فلما شاهدا صلابته في الدين وقوته في العزم وهجره الإدهان والمراقبة، ورفضه المدالسة والمواربة، وسلوكه في جميع مسالكه منهج الكتاب والسنة، وقد كانا يعلمان ذلك قديما من طبعه وسجيته، وكان عمر قال لهما ولغيرهما: إن الأجلح إن وليها ليحملنكم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم، وكان رسول الله (ص) من قبل قال: وأن تولوها عليا تجدوه هاديا مهديا. إلا أنه ليس الخبر كالعيان ولا القول كالفعل ولا الوعد كالإنجاز، وحالا عنه، وتنكرا له، ووقعا فيه،وعاباه وغمصاه، وتطلبا له العلل والتأويلات، وتنقما عليه

الإستبداد وترك المشاورة، وانتقلا من ذلك إلى الوقيعة فيه بمساواة الناس في قسمة المال، وأثنيا على عمر وحمدا سيرته وصوبا رأيه. وقالا إنه كان يفضل اهل السوابق، وضللا عليا (ع) فيما رآه وقالا: إنه أخطأ، وأنه خالف سيرة عمر... واستنجدا عليه بالرؤساء من المسلمين، كان عمر يفضلهم وينفلهم في القسم على غيرهم ـ والناس أبناء الدنيا ويحبون المال حبا جما ـ فتنكرت على أمير المؤمنين (ع) بتنكرها قلوب كثيرة الخ.

ثم قال ابن أبي الحديد في صفحة 15 ـ 16: ثم نرجع إلى الحديث الأول، فنقول: إن طلحة والزبير لما أيسا من جهة علي (ع) ومن حصول الدنيا من قبله ، قلبا له ظهر المجن. فكاشفاه وعاتباه قبل المفارقة عتابا لاذعا... وتأخرا عنه أياما، ثم جاءاه فاستأذناه في الخروج إلى مكة للعمرة، فأذن لهما بعد أن أحلفهما ألا ينقضا بيعته، ولا يغدرا به، ولا يشقا عصى المسلمين، ولا يوقعا الفرقة بينهم ، وأن يعودا بعد العمرة إلى بيوتهما بالمدينة، فحلفا على ذلك كله، ثم خرجا ففعلا ما فعلا.

قال: وروى شيخنا أبو عثمان، لما خرج طلحة والزبير إلى مكة، وأوهما الناس أنهما خرجا للعمرة قال علي (ع) لأصحابه: والله ما يريدان العمرة، وإنما يريدان الغدرة (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) الفتح: 10.

قال: وروى الطبراني في التاريخ: لما بويع طلحة والزبير عليا (ع) سألاه أن يؤمرهما على الكوفة والبصرة، فقال: بل تكونان عندي أتجمل بكما، فإنني استوحش لفراقكما.

أقول: وما كان معاوية بأحسن منهما وهو أيضا ما قاتل عليا (ع) إلا من أجل الملك والدنيا ولقد نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج15 / 123، ط دار إحياء الكتب العربية كتاب معاوية إلى علي(ع) جاء فيه: وقد كنت سألتك الشام على أن تلزمني لك بيعة وطاعة، فأبيت ذلك عليّ.

ثم نقل جواب الإمام علي (ع) في ج16 / 154، من نفس الطبعة / جاء فيه: فأما سؤالك المتاركة والإقرار لك على الشام. فلو كنت فاعلا ذلك اليوم، لفعلته أمس. أقول: فالذين يأخذون على أمير المؤمنين سلام الله عليه سياسته وينتقدون إدارته وتدبيره، كأنهم يريدون منه أن تداهن هؤلاء الذين حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها، أتباع الهوى وطلاب الدنيا ومبتغي الملك والرآسة مهما كلف الثمن حتى إذا توقف ذلك على إراقة دماء عشرات الآلاف من المسلمين والمؤمنين، ولكن حاشا علي بن أبي طالب أن يخضع لهؤلاء ويطيعهم، كيف؟ وقد قال الله الحكيم: (فلا تطع المكذبين * ودوا لو تدهن فيدهنون) سورة القلم، الآية 8 و 9.

ثم اعلم أن كل دم سفك بأمر الله ورسوله بسيف علي أو غيره، فإن العرب بعد النبي (ص) عصبت تلك الدماء، بعلي بن أبي طالب (ع) وحده، لأنه لم يكن في رهطه من يستحق في عادتهم وسنتهم الجاهلية أن يعصب به تلك الدماء إلا بعلي وحده، وهذه عادة العرب إذا قتل منها قتلى طالبت بتلك الدماء القاتل، فإن مات أو تعذرت عليها مطالبته طالبت بها أمثل الناس من أهله، وحيث كان علي(ع) نفس رسول الله وأقرب الناس إليه وأحب أهله له حتى قال (ص) فيه: علي مني وأنا من علي. وقال (ص): حربه حربي وسلمه سلمي. وقال (ص): من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني وأمثال هذه الأحاديث الشريفة،التي تكشف عن الإتحاد والتآلف بين علي وبين النبي(ص).فالذين أحجموا عن أذى رسول الله (ص) في حياته خوفا من سيفه وسوطه إذ كان صاحب الجيش والعدة وأمره مطاع وقوله نافذ، فخافوا منه واتقوه وأمسكوا عن إظهار بغضه وعداوته، " فلما مضى المصطفى (ص) إلى دار المقامة والخلد، انتهزوا الفرصة وانتهكوا الحرمة وغادروه على فراش الوفاة وأسرعوا لنقض البيعة ومخالفة المواثيق المؤكدة فحشر سفلة الأعراب وبقايا الأحزاب، الفسقة الغواة والحسدة البغاة أهل النكث والغدر والخلاف والمكر، والقلوب المنتنة من قذر الشرك، والأجساد المشحنة من درن الكفر، الذين أضبوا على النفاق وأكبوا على علائق الشقاق، فهجموا على دار النبوة والرسالة ومهبط الوحي والملائكة ومستقر سلطان الولاية ومعدن الوصية والخلافة والإمامة حتى نقضوا عهد المصطفى في أخيه علم الهدى والمبين طريق النجاة من طرق الردى، وجرحوا كبد خير الورى في ظلم ابنته واضطهاد حبيبته واهتضام عزيزته بضعة لحمه وفلذة كبده وخذلوا بعلها وصغروا قدره واستحلوا محارمه وقطعوا رحمه وأنكروا أخوته وهجروا مودته ونقضوا طاعته وجحدوا ولايته وأطمعوا العبيد في خلافته، وقادوه إلى بيعتهم مصلتة سيوفها مقذعة أسنتها وهو ساخط القلب هائج الغضب شديد الصبر كاظم الغيظ يدعونه إلى بيعتهم التي عم شؤمها الإسلام وزرعت في قلوب أهلها الآثام وبدلت الأحكام وغيرت المقام، وأباحت الخمس للطلقاء وسلطت أولاد اللعناء على الفروج والدماء، وخلطت الحلال بالحرام واستخفت بالإيمان والإسلام وهدمت الكعبة وأغارت على دار الهجرة يوم الحرة وأبرزت بنات المهاجرين والأنصار للنكال والسوئة وألبستهن ثوب العار والفضيحة، ورخصت لأهل الشبهة في قتل العترة وأهل بيت الصفوة وإبادة نسله واستيصال شأفته وسبي حرمه وقتل أنصاره وكسر منبره وقلب مفخره وإخفاء دينه وقطع ذكره ". [هذه مقاطع وعبارات من زيارة أئمة المؤمنين (ع) ].

نعم هكذا عاملوا الإمام علي سلام الله عليه ومع ذلك ما انخمدت نائرة أضغانهم وما انطفأت جمرة أحقادهم، حتى أحدثوا فاجعة الطف الأليمة، ولما ناشدهم الحسين بن علي (ع) سبط رسول الله (ص) قائلا: ويلكم بما تقاتلوني بقتيل منكم قتلته، أو مال استملكته، أو دم سفكته، أو حكم من أحكام الله سبحانه بدلته؟!

قالوا: إنما نقاتلك بغضا لأبيك، لما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين!!

ولما وضعوا رأس الحسين (ع) أمام يزيد بن معاوية وحوله بنات رسول الله (ص) سبايا، وجعل يضرب الرأس الشريف بخيزرانة عنده ويترنم:

ليت أشياخي ببدر شهدوا... الخ نعم والله ما كربلاء لولا السقيفة!!

((المترجم))

(39) لقد ذكرنا في التعليقات السابقة بعض مصادر هذين الحديثين الشريفين ونذكر الآن بعض المصادر حتى يطمئن قلب القارىء الكريم.

أما حديث حربك حربي وسلمك سلمي فهو مشهور جدا حتى قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج4 / 221، طبع القاهرة: قد ثبت أن رسول الله (ص) قال لعلي (ع): حربك حربي وسلمك سلمي.

وقال في نفس المجلد والصفحة: قال رسول الله (ص) لعلي (ع) في ألف مقام: أنا حرب لمن حاربت وسلم لمن سالمت.

وأما الحديث الثاني فقد رواه جماعة من أعلام العامة، منهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة صفحة 247 طبع اسلامبول، ورواه العلامة الهمداني الشافعي في مودة القربى / المودة الثالثة، ورواه العلامة المولى محمد صالح الترمذي في المناقب المرتضوية / صفحة 117 طبع بمبي، كلهم عن عائشة قالت: قال رسول الله (ص): إن الله قد عهد إلي من خرج على علي فهو كافر في النار.

أما كان في هذا حاجز لها عن حرب الجمل وقتالها الإمام علي (ع)؟!

((المترجم))

(40) وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج3 / 397، ط دار إحياء الكتب العربية عن ابن ديزيل وهو بسنده عن أبي صادق قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا فبعثوها معي، فدخلت إليه فسلمت عليه، وقلت له: يا أبا أيوب، قد كرمك الله عز وجل بصحبة نبيه (ص) ونزوله عليك، فمالي أراك تستقبل الناس بسيفك تقاتلهم، هؤلاء مرة وهؤلاء مرة! قال: إن رسول الله (ص) عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين، فقد قاتلهم، وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين، فهذا وجهنا إليهم ـ يعني معاوية وأصحابه ـ وعهد إلينا أن نقاتل معه المارقين، ولم أرهم بعد. رواه أيضا عن أبي صادق بطريق آخر، صاحب كنز العمال: ج6 / 88، باختلاف يسير في الألفاظ. وقال: أخرجه ابن عساكر وروى ما معناه عن أبي أيوب أيضا العلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب السابع والثلاثون بسنده عن مخنف بن سليم عن أبي أيوب الأنصاري، ورواه أيضا عن طريق مخنف، أسد الغابة: ج4 / 33، وذكره المتقي أيضا في كنز العمال: ج6 / 88، وقال: أخرجه ابن جرير، وذكره الهيثمي في مجمعه ج9 / 235، عن طريق مخنف بن سليم أيضا، وقال: رواه الطبراني.

ونقل الحاكم في المستدرك: ج3 / 139، بسنده عن عقاب بن ثعلبة قال: حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب، قال: أمر رسول الله (ص) علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، وأخرجه في نفس الصفحة، بسنده عن الأصبغ بن بياتة عن أبي أيوب أيضا، ولكن بألفاظ أخرى.

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه: ج13 / 168، بسنده عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد (ص) وبمجيء ناقته تفضلا من الله وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله!

فقال: يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله، وإن رسول الله (ص) أمرنا بقتال ثلاثة مع علي(ع): بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فأما الناكثون فقد قاتلناهم أهل الجمل طلحة والزبير وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم ـ يعني معاوية وعمروا ـ وأما المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم؟ ولكن لابد من قتالهم إن شاء الله.

قال: وسمعت رسول الله (ص) يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار بن ياسر! إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره، فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردي ولن يخرجك من هدى، يا عمار! من تقلد سيفا أعان به عليا على عدوه، قلده الله يوم القيامة وشاحين من در، ومن تقلد سيفا أعان به عدوه علي عليه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار.

قلنا: يا هذا! حسبك رحمك الله حسبك رحمك الله!

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه أيضا: ج8 / 340 بسنده عن خليد العصري قال: سمعت أمير المؤمنين عليا(ع) يقول يوم النهروان: أمرني رسول الله(ص) بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين.

وروى ابن الأثير الجزري في أسد الغابة: ج4 / 32 بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: أمرنا رسول الله (ص) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا : يا رسول الله! أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ فقال (ص): مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر.

وروى الحافظ الهيثمي في مجمعه ج7 / 238 قال: وعن أبي سعيد قال: سمعت عمارا ونحن نريد صفين، يقول: أمرني رسول الله (ص) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، قال: رواه الطبراني وروى الهيثمي أيضا في نفس الصفحة قال: وعن علي (ع) قال: عهد إلي رسول الله (ص) في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين، قال: وفي رواية أخرى: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، قال: رواه البزار والطبراني في الأوسط. وروى الهيثمي أيضا في مجمعه ج9 ص 235، قال: وعن عبدالله ـ يعني ابن مسعود ـ قال ـ أمر رسول الله (ص) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، قال: رواه الطبراني. وروى المتقي في كنز العمال: ج6 ص 319 عن ابن مسعود أيضا قال: خرج رسول الله (ص) فأتى منزل أم سلمة (رض) فجاء علي (ع) فقال رسول الله (ص) يا أم سلمة! هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي قال: أخرجه الحاكم في الأربعين وابن عساكر. أقول: وذكره المحب الطبري أيضا في الرياض النضرة: ج2 / 240 وقال: أخرجه الحاكمي.

وروى الجزري في أسد الغابة أيضا: ج4 / 33 بسنده عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا (ع) على منبركم هذا يقول: عهد إلي رسول الله (ص) أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. ورواه المتقي في كنز العمال: ج6 ص 82 عن طريق علي بن ربيعة أيضا، وقال: أخرجه البزار وأبو يعلي.

وروى السيوطي في الدر المنثور عند تفسير قوله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) في سورة الزخرف، الآية 41 روى عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن النبي (ص) قال: نزلت في علي بن أبي طالب، إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي، قال الله عز وجل:(وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) الجن: 15 فبهذا النص الصريح يكون معاوية وأصحابه الذين قاتلوا عليا (ع)، حطب جهنم لا محالة.

أكتفي بهذا المقدار، وهناك روايات كثيرة أخرى بطرق شتى في كتب أعلام العامة.

((المترجم))

(41) أقول: هذا الحديث اشتهر وانتشر في الكتب المعتبرة ولقد رواه كبار علماء العامة ومحدثيهم منهم أحمد بن حنبل في المسند: ج3 / 33 عن أبي سعيد وفي ص 82 أيضا رواه عنه بطريقين والحاكم في مستدرك الصحيحين: ج3 / 122، رواه بطريقين عن أبي سعيد.

وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء: ج1 / 67 بسنده عن أبي سعيد الخدري أيضا.

وابن الأثير في أسد الغابة: ج4 / 32 رواه بسنده عن أبي سعيد، وفي أسد الغابة: ج3 / 282 قال: روى السري بن إسماعيل عن عامر الشعبي عن عبدالرحمن ابن بشير قال: كنا جلوسا عند النبي (ص) إذ قال: ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله. فقال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا قال عمر: أنا هو؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل، وكان علي (ع) يخصف نعل رسول الله (ص).

ونقله العلامة القندوزي في الينابيع / الباب الحادي عشر من كتاب الإصابة عن عبدالرحمن بن بشير الأنصاري أيضا وجاء في آخره: فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله(ص) في حجرة عائشة فبشرناه.

أقول: وجدته في الإصابة: ج4 / القسم الأول صفحة 152، قال: وأخرج الباوردي وابن مندة من من طريق سيف بن محمد عن السري بن يحيى عن الشعبي عن عبدالرحمن بن بشير.... الخ.

وروى ابن حجر في الإصابة أيضا: ج1 / القسم 1 /22 / بسنده عن الأخضر بن أبي الأخضر عن النبي (ص) قال: أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويله، وأخرجه المتقي أيضا في كنز العمال: ج6 / 155، وقال: أخرجه الدار قطني في الأفراد. وفي كنز العمال أيضا في نفس الصفحة روى عن النبي (ص) قال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، قيل: أبو بكر وعمر؟ قال: لا ولكنه خاصف النعل ـ يعني عليا ـ == == قال: أخرجه أحمد في مسنده، وأبو يعلي في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في المستدرك، وأبو نعيم في حليته، وسعيد بن منصور في سننه، كلهم عن أبي سعيد.

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمعه: ج5 / 186 عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (ص) يقول... الخ قال الهيثمي: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. أقول: ورواه المحب الطبري أيضا في الرياض النضرة: ج2 / 192، وقال: أخرجه أبو حاتم.

وروى المتقي في كنز العمال: ج6 / 390 عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله (ص) وهو ببقيع الفرقد فقال: والذي نفسي بيده إن فيكم رجلا يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله. وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنوا على ولي الله ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار. وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لله رضى وسخط ذلك موسى. قال: أخرجه الديلمي.

وروى ابن عبد البر في الإستيعاب: ج2 / 423 عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: شهدنا مع علي صفين فرأيت عمار بن ياسر لايأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد (ص) يتبعونه كأنه علم لهم، وسمعت عمارا يقول يومئذ لهاشم بن عتبة: يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة، اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه ، والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ثم قال:


نحن ضربناكم على تنزيله فاليوم نضربكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله أو يرجع الحق إلى سبيله

أقول: الروايات في هذا الباب كثيرة ونكتفي بهذا المقدار.

((المترجم))

(42) سورة الأنعام، الآية 59

(43) سورة الأعراف، الآية 188.

(44) سورة آل عمران، الآية 179.

(45) سورة الرحمن، الآية 3 و4.

(46) سورة البقرة، الآية 239.

(47) سورة الكهف، الآية 65.

(48) سورة البقرة، الآية 31.

(49) سورة الجن، الآية 26 ـ 28.

(50) سورة هود، الآية 49.

(51) سورة الشورى، الآية 52.

(52) سورة الأعراف، الآية 188.

(53) حديث كون الخلفاء إثني عشر، من الأحاديث المشهورة حتى عدوه من المتواترات، ولقد ذكره أصحاب الصحاح والمسانيد منهم: الترمذي في صحيحه: ج9 / 66، ط الصاوي بمصر، أخرج بسنده عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (ص) يكون من بعدي إثنا عشر أميرا. .. كلهم من قريش، ورواه عنه أيضا البخاري بسنده في الصحيح: ج9 ص 81، ط الأميرية بمصر، وأحمد في المسند: ج5 92، ط الميمنة بمصر كما في البخاري سندا ومتنا، والعلامة أبو غوانة في المسند: ج4 ص 396، ط حيدر آباد، ذكره من طرق شتى في صفحة 397 و 398 و 399، والحافظ أبو حجاج المزي في تحفة الأشراف لمعرفة الأطراف: ج2 / 159 ط دار القيامة بمباي، والعلامة ابن الأثير الجزري في جامع الأصول: ج4 / 440 ط مصر، والعلامة النابلسي في شرح ثلاثيات مسند أحمد: ج2 / 544 ط الإسلامي ببيروت، والعلامة ابن كثير الدمشقي في كتابه قصص الأنبياء: ج1 / 301 ط دار الكتب الحديثة، والحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج14 / 353، طبع السعادة بمصر، والعلامة الصنعاني في مشارق الأنوار، والعلامة ابن الملك في مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار: ج2 / 193 طبع الآستانة، وابن حجر في الصواعق المحرقة / 187، ط عبداللطيف بمصر، والعلامة المناوي في كنوز الحقائق / حرف الباء ، والعلامة الشيخ محمود أبو رية في أضواء على السنة المحمدية: ص 210 ط القاهرة. وروى جمع من الاعلام عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (ص) قال: " يكون بعدي إثنا عشر خليفة... كلهم من قريش ". منهم البخاري في التاريخ الكبير: ج1 / قسم 1/ ص 446، ط حيدر آباد وأحمد في المسند: ج5/92 ط الميمنية بمصر، وأبو عوانة في مسنده : ج4 / 396، ط حيدرآباد، والعلامة ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: ج6 / 248 ط السعادة بمصر، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء: ج4 / 333 ط السعادة بمصر ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير/ ص 94 نسخة جامعة طهران. والقاضي وكيع الأندلسي في أخبار القضاة / 17، ط الإستقامة بالقاهرة.

وروى جماعة من الأعلام وعلماء العامة عن عبدالله بن مسعود عن النبي(ص) أنه قال: " الخلفاء بعدي إثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل " منهم: العلامة الهمداني في مودة القربى / 94، ط لاهور، وابن كثير الدمشقي في تفسير القرآن / المطبوع بهامش فتح البيان ج3 / 309 طبع بولاق مصر، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج5 / 190، ط مكتبة القدسي بالقاهرة، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ص 7 ط السعادة بمصر، والعلامة ابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي في البيان والتعريف: ج1 / 239 ط حلب، رواه من طريق ابن عدي في الكامل، وابن عساكر في التاريخ عن ابن مسعود، والعلامة عبيدالله الحنفي في أرجح المطالب/ 448 ط لاهور، والحاكم في مستدرك الصحيحين: ج4 / 501، عن مسروق عن ابن مسعود، والعلامة العسقلاني في فتح الباري: ج 13 / 179، ط البهية بمصر، روى الحديث من طريق أحمد وأبي يعلي والبزار عن ابن مسعود، وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء / 61 ط السعادة بمصر: وأخرج أبو القاسم البغوي بسند حسن عن عبدالله بن عمر (رض) قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: يكون خلفي إثنا عشر خليفة.

أقول: وتوجد روايات أخرى كثيرة في هذا الباب بألفاظ قريبة مما ذكرنا، ولقد فتح العلامة القندوزي بابا في كتابه ينابيع المودة أسماه الباب السابع والسبعون في تحقيق حديث بعدي إثني عشر خليفة وأنقل بعض الروايات التي أخرجها والتحقيق الذي ذكره في آخر الباب، قال: وفي جمع الفوائد، جابر بن سمرة رفعه: لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة، وسمعت كلاما من النبي(ص) لم أفهمه، فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: كلهم من قريش، للشيخين ـ أي مسلم والبخاري ـ والترمذي وأبي داود بلفظه.

ذكر يحي بن الحسن في كتابه العمدة من عشرين طريقا في أن الخلفاء بعد النبي (ص) إثنا عشر خليفة كلهم من قريش

في البخاري من ثلاثة طرق، وفي مسلم من تسعة طرق، وفي أبي داود من ثلاثة طرق، وفي الترمذي من طريق واحد وفي الحميدي من ثلاثة طرق.

قال القندوزي: وفي المودة العاشرة من كتاب مودة الفربى للسيد علي الهمداني، عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي (ص) فسمعته يقول: بعدي اثنا عشر خليفة، ثم أخفى صوته.فقلت لأبي ما الذي أخفى صوته ؟ قال: قال رسول الله (ص): كلهم من بني هاشم، وعن سماك بن حرب مثل ذلك.

وعن الشعبي عن مسروق قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى: هل عهد إليكم نبيكم (ص) كم يكون من بعده خليفة؟ قال : إنك لحديث السن و إن هذا شي‏ء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبينا (ص) أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل.وقال القندوزي بعد نقله للروايات في هذا الباب: قال بعض المحققين: إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله (ص) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ولظلمهم الفاحش...، ولكونهم غير بني هاشم لأن النبي (ص) قال: كلهم من بني هاشم، في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاء صوته (ص) في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ولقلة رعايتهم الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وحديث الكساء، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (ص) لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله، وكان علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم (ص) وبالوراثة واللدنية كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق، ويؤيد هذا المعنى، أي أن مراد النبي (ص)الأئمة الاثني عشر من أهل بيته، ويشهد له ويرجحه حديث الثقلين والأحاديث المتكررة المذكورة في هذا الكتاب ـ الينابيع ـ وغيرها، وأما قوله (ص) كلهم تجتمع عليه الأمة، في رواية عن جابر بن سمرة فمراده (ص) أن الأمة تجتمع على الاقرار بإمامة كلهم وقت ظهور قائمهم المهدي (رضي الله عنهم) " انتهى كلام القندوزي ".

((المترجم))

(54) هو من علماء البلد وإمام مسجد لأهل السنة والجماعة.

(55) سورة النساء، الآية 113.

(56) سورة البقرة، الآية 189.

(57) سورة الجن، الآية 25 و 26.

(58) وترى في نهج البلاغة عبارات كثيرة في مواضع عديدة صرح فيها علي سلام الله عليه على ما اطلعه عليه رسول الله (ص) من علم الغيب الذي منحه الله عز وجل، فقال في الخطبة المرقمة 176 أولها: أيها الناس غير المغفول عنهم...إلى أن قال (ع): وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَخْرَجِهِ وَ مَوْلِجِهِ وَ جَمِيعِ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ وَ لَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا فِيَّ بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) أَلَا وَ إِنِّي مُفْضِيهِ إِلَى الْخَاصَّةِ مِمَّنْ يُؤْمَنُ ذَلِكَ مِنْهُ وَ الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ وَ اصْطَفَاهُ عَلَى الْخَلْقِ مَا أَنْطِقُ إِلا صَادِقاً وَ لَقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَ بِمَهْلِكِ مَنْ يَهْلِكُ وَ مَنْجَى مَنْ يَنْجُو وَ مَآلِ هَذَا الْأَمْرِ وَ مَا أَبْقَى شَيْئاً يَمُرُّ عَلَى رَأْسِي إِلا أَفْرَغَهُ فِي أُذُنِي وَ أَفْضَى بِهِ إِلَيَّ.

ولقد أثبت (ع) كلما ادعاه واختص به، وما ادعاه أحد غيره.

((المترجم))

(59) سورة الأحقاف، الآية 9.

(60) سورة الأنعام، الآية 57.

(61) وروى العلامة الشهير بابن الطقطقي البغدادي في كتابه " الفخري " ص161 طبع بغداد، إن الإمام الرضا (ع) كتب فيما كتب خلف كتاب العهد: إني قد اجبت امتثالا للأمر وإن كان الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك. وروى الحافظ عبد الكريم الرافعي في كتابه التدوين: ج4/51 ط طهران:... والجفر والجامعة يدلان على الضد من ذلك (وَ ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَ لا بِكُمْ) (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ) لكني امتثلت أمر أمير المؤمنين وآثرت رضاه والله يعصمني وغياه وهو حسبي وحسبه ونعم الوكيل، وكذلك أخرجه بنصه العلامة محمد مبين الهندي في كتابه وسيلة النجاة ص378 طبع لكنهو. ورواه آخرون باختلاف يسير في الألفاظ.

((المترجم))

(62) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج13 /196، ط دار احياء الكتب العربية في شرح كلام الإمام علي (ع): أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض. قال: أجمع الناس كلهم على أنه لم يقل أحد من الصحابة ولا أحد من العلماء: سلوني. غير علي بن أبي طالب (ع)، ذكر ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب والمراد بقوله: فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض ما اختص به من العلم بمستقبل الأمور ولا سيما في الملاحم والدول.

وقد صدق هذا القول عنه ما تواتر عنه من الاخبار بالغيوب المتكررة لا مرة ولا مائة مرة، حتى زال الشك والريب في أنه إخبار عن علم، وأنه ليس على طريق الاتفاق، قال: وقد ذكرنا كثيرا من ذلك فيما تقدم من هذا الكتاب. " انتهى كلام ابن أبي الحديد ".

((المترجم))

(63) سورة البينة، الآية 7.

(64) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج2 / 265، ط. دار إحياء الكتب العربية، تحت عنوان: أخبار الخوارج... و في الصحاح المتفق عليها أن رسول الله (ص) بينا هو يقسم قسما جاء رجل من بني تميم يدعى ذا الخويصرة، فقال: اعدل يا محمد فقال (ص): قد عدلت. فقال له ثانية: اعدل يا محمد فإنك لم تعدل! فقال (ص): ويلك! و من يعدل إذا لم أعدل!.... ثم خبر (ص) عنه وقال: فسيخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية... وبعدما وصفهم قال (ص): آيتهم رجل أسود مخدج اليد، إحدى يديه كـأنها ثدي امرأة.

وقال ابن أبي الحديد في صفحة 277 من نفس الجزء: و روى العوام بن حوشب عن أبيه، عن جده يزيد بن رويم قال: قال علي (ع): يقتل اليوم أربعة آلاف من الخوارج أحدهم ذو الثدية.

فلما طحن القوم و رام استخراج ذي الثدية فأتبعه، أمرني أن أقطع له أربعة آلاف قصبة و ركب بغلة رسول الله (ص) و قال: اطرح على كل قتيل منهم قصبة، فلم أزل كذلك و أنا بين يديه، و هو راكب خلفي و الناس يتبعونه حتى بقيت في يدي واحدة فنظرت إليه و إذا وجهه أربد، و إذا هو يقول: و الله ما كذبت و لا كذبت، فإذا خرير ماء عند موضع دالية، فقال: فتش هذا ففتشته، فإذا قتيل قد صار في الماء ، و إذا رجله في يدي فجذبتها، و قلت: هذه رجل إنسان، فنزل عن البغلة مسرعا، فجذب الرجل الأخرى و جررناه حتى صار على التراب فإذا هو المخدج " ذو الثدية ". فكبر علي (ع) بأعلى صوته ثم سجد فكبر الناس كلهم.

((المترجم))

(65) أقول وعقب ابن أبي الحديد كلامه في شرح العبارة قائلا: و الأخبار على قسمين: أحدهما الأخبار المجملة، و لا إعجاز فيها نحو أن يقول الرجل لأصحابه إنكم ستنصرون على هذه الفئة التي تلقونها غدا فإن نصر جعل ذلك حجة له عند أصحابه و سماها معجزة و إن لم ينصر قال لهم تغيرت نياتكم و شككتم في قولي فمنعكم الله نصره و نحو ذلك من القول و لأنه قد جرت العادة أن الملوك و الرؤساء يعدون أصحابهم بالظفر و النصر و يمنونهم الدول فلا يدل وقوع ما يقع من ذلك على إخبار عن غيب يتضمن إعجازا.

و القسم الثاني: في الأخبار المفصلة عن الغيوب، مثل هذا الخبر ، فإنه لا يحتمل التلبيس، لتقييده بالعدد المعين في أصحابه و في الخوارج، و وقوع الأمر بعد الحرب بموجبه من غير زيادة و لا نقصان، و ذلك أمر إلهي عرفه من جهة رسول الله (ص) و عرفه رسول الله (ص) من جهة الله سبحانه. و القوة البشرية تقصر عن إدراك مثل هذا، و لقد كان له من هذا الباب ما لم يكن لغيره...

وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج7/ 47، ط. دار احياء الكتب العربية: تحت عنوان فصل في ذكر أمور غيبية أخبر بها الإمام ثم تحققت قال: و اعلم أنه ع قد أقسم في هذا الفصل بالله الذي نفسه بيده أنهم لا يسألونه عن أمر يحدث بينهم و بين القيامة إلا أخبرهم به و أنه ما صح من طائفة من الناس يهتدي بها مائة و تضل بها مائة إلا و هو مخبر لهم إن سألوه برعاتها و قائدها و سائقها و مواضع نزول ركابها و خيولها و من يقتل منها قتلا و من يموت منها موتا و هذه الدعوى ليست منه عليه ع ادعاء الربوبية و لا ادعاء النبوة و لكنه كان يقول إن رسول الله ص أخبره بذلك و لقد امتحنا إخباره فوجدناه موافقا فاستدللنا بذلك على صدق الدعوى المذكورة كإخباره عن الضربة يضرب بها في رأسه فتخضب لحيته و إخباره عن قتل الحسين ابنه ع و ما قاله في كربلاء حيث مر بها و إخباره بملك معاوية الأمر من بعده و إخباره عن الحجاج و عن يوسف بن عمر و ما أخبر به من أمر الخوارج بالنهروان و ما قدمه إلى أصحابه من إخباره بقتل من يقتل منهم و صلب من يصلب و إخباره بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين و إخباره بعدة الجيش الوارد إليه من الكوفة لما شخص ع إلى البصرة لحرب أهلها و إخباره عن عبد الله بن الزبير و قوله فيه خب ضب يروم أمرا و لا يدركه ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا و هو بعد مصلوب قريش و كإخ