الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: 4/306.

ابن عبد البر في الاستيعاب.

الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 12/91.

محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 20.

ابن الأثير الجزري في: النهاية: مادة (زخ).

سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة: 323.

ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 8.

السمهودي في تاريخ المدينة.

السيد مؤمن الشبلنجي في نور الأبصار: 105.

الامام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب، في آية المودة.

السيوطي في الدر المنثور، في تفسير: (وإذا قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم)(35).

الثعلبي في تفسيره كشف البيان.

الطبراني في الأوسط.

الحاكم في المستدرك: 3/150 وج2/343.

سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع والسادس والخمسون.

الهمداني في مودة القربى / المودة الثانية والثانية عشرة.

ابن حجر في الصواعق المحرقة: 234.

الطبري في تفسيره وتاريخه.

الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، باب 100 (36).

وذكر غير هؤلاء من أعاظم علمائكم بأسانيدهم وطرقهم أن النبي (ص) قال: مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، أو: غرق ، أو: هوى، والعبارات شتى، ولعل النبي (ص) قاله كرارا وبعبارات شتى.

وقد أشار الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى صحة هذا الحديث الشريف في أبيات له نقلها العلامة العجيلي في (ذخيرة المآل):

ولمّا رأيت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل
إذا افترقت في الدين سبعون فرقة ونيفا على ما جاء في واضح النقل
ولم يك ناج منهم غير فرقة فقل لي بها يا ذا الرجاحة والعقل
أفي الفرقة الهلاك آل محمـــد أم الفرقة اللاتي نجت منهم قل لي
فإن قلت في الناجين فالقول واحد وإن قلت في الهلاك حفت عن العدل
إذا كان مولى القوم منهم فإنني رضيت بهم لا زال في ظلهم ظلي
رضيت عليا لي إماما ونسله وأنت من الباقين في أوسع الحل
فلا يخفى على من أمعن ونظر في هذه الأبيات لعرف تصريح الشافعي وهو إمام أهل السنة والجماعة، بأن آل محمد (ص) ومن تمسك بهم هم الفرقة الناجية وغيرهم هالكون، وفي وادي الضلالة تائهون!!

فحسب أمر النبي الكريم (ص) وهو كما قال الله الحكيم: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى)(37).

الشيعة يتمسكون بآل محمد الأطهار وعترته الأبرار، ويتوسلون بهم إلى الله سبحانه، هذا من جانب.

ومن جانب آخر فقد خطر الآن ببالي، بأن الناس إذا كانوا لا يحتاجون إلى وسيلة للتقرب إلى ربهم عز وجل والاستعانة به، وإنه من توسل بأحد إلى الله تعالى فقد أشرك.

فلماذا كان عمر بن الخطاب ـ وهو الفاروق عندكم ـ يتوسل ببعض الناس إلى الله سبحانه في حالات الشدة والاضطرار؟!

الحافظ: حاشا الفاروق عمر رضي الله عنه من هذا العمل، إنه غير ممكن!! وإني لأول مرة أسمع هذه الفرية على الخليفة! فلا بد أن تبينوا لنا مصدر هذا القول حتى نعرف صحته وسقمه.

قلت: كما ورد في كتبكم المعتبرة: أن الفاروق كان في الشدائد يتوسل إلى الله سبحانه بأهل بيت النبي وعترته الطاهرة، وقد تكرر منه هذا العمل في أيام خلافته عدة مرات، ولكني أشير إلى اثنين منها حسب اقتضاء المجلس:

1ـ نقل ابن حجر في كتابه الصواعق بعد الآية: 14، في المقصد الخامس، أواسط الصفحة: 106، قال:

وأخقال:

وأخرج البخاري أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس وقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد (ص) إذا قحطنا فتسقينا، وإنا كنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون.

قال ابن حجر: وفي تاريخ دمشق: إن الناس كرروا الاستسقاء عام الرمادة سنة سبع عشرة من الهجرة فلم يسقوا. فقال عمر: لأستسقينّ غدا بمن يسقيني الله به، فلما أصبح غدا للعباس فدق عليه الباب، فقال: من؟ قال: عمر قال: ما حاجتك؟ قال: أخرج حتى نستسقي الله بك. قال: اجلس.

فأرسل إلى بني هاشم أن تطهروا وألبسوا من صالح ثيابكم، فأتوه، فأخرج طيبا فطيبهم، ثم خرج وعلي عليه السلام أمامه بين يديه والحسن عن يمينه والحسين عن يساره وبنو هاشم خلف ظهره.

فقال: يا عمر! لا تخلط بنا غيرنا. ثم أتى المصلى فوقف، فحمد الله وأثنى عليه. وقال: اللهم إنك خلقتنا ولم تؤامرنا، وعملت ما نحن عاملون قبل أن تخلقنا، فلم يمنعك علمك فينا عن رزقنا، اللهم فكما تفضلت في أوله، تفضل علينا في آخره.

قال جابر: فما برحنا حتى سحت السماء علينا سحا، فما وصلنا إلى منازلنا إلا خوضا.

فقال العباس: أنا المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى. خمس مرات، أشار إلى أن أباه عبد المطلب استسقى خمس مرات فسُقي(38).

2ـ في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد(39) قال:

وروى عبد الله بن مسعود: إن عمر بن الخطاب خرج يستسقي بالعباس، فقال: اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وبقية آبائه وكبر رجاله، فإنك قلت وقولك الحق: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة.....)(40) فحفظتهما لصلاح أبيهما، فاحفظ اللهم نبيك في عمه، فقد دنونا به إليك مستشفعين ومستغفرين.

ثم أقبل على الناس فقال: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا)(41) إلى آخره.

انتهى نقل ابن أبي الحديد.

فهذا عمل الخليفة، يتوسل ويتقرب بعم النبي (ص) إلى الله سبحانه ، وما اعترض عليه أحد من الصحابة، ولا يعترض اليوم أحد منكم على عمله، بل تحسبون أعماله حجة فتقتدون به، ولكنكم تعارضون الشيعة لتوسلهم بآل محمد (ص) وعترته، وتنسبون عملهم إلى الكفر والشرك والعياذ بالله!!

فإذا كان التوسل بآل محمد (ص) والاستشفاع بعترته الهادية عند الله عز وجل شرك، فحسب رواياتكم فإن الخليفة الفاروق يكون مشركا كافرا، وإذا تدفعون عنه الشرك والكفر، ولا تقبلون نسبته إليه، بل تصححون عمله وتدعون المسلمين إلى الاقتداء به، فعمل الشيعة وتوسلهم بآل محمد (ص) أيضا ليس بشرك، بل حسن صحيح.

وعلى هذا يجب أن تستغفروا ربكم من هذه الافتراءات والاتهامات التي تنسبونها لشيعة آل محمد (ص) وتكفرونهم وتقولون إنهم مشركون.

ويجب عليكم أن تنبهوا جميع أتباعكم وعوامكم الجاهلين على أنكم مخطئين في اعتقادكم بالنسبة للشيعة، فهم ليسوا بمشركين، بل هم مؤمنون وموحدون حقا.

أيها الحاضرون الكرام والعلماء الأعلام! إذا كان عمر الفاروق مع شأنه ومقامه الذي تعتقدون به له عند الله سبحانه، وأهل المدينة، مع وجود الصحابة الكرام فيهم، دعاؤهم لا يستجاب إلا أن يتوسلوا بآل محمد (ص) ويجعلوهم الواسطة والوسيلة بينهم وبين الله عز وجل حتى يجيب دعوتهم ويسقيهم من رحمته، فكيف بنا؟! وهل يجيب الله سبحانه دعوتنا من غير واسطة وبلا وسيلة؟!

فآل محمد (ص) وعترته في كل زمان هم وسائل التقرب إلى الله تعالى ، وبهم ـ أي بسببهم وبشفاعتهم ودعائهم ـ يرحم الله عباده.

فهم ليسوا مستقلين في قضاء الحوائج وكفاية المهام، وإنما الله سبحانه هو القاضي للحاجات والكافي للمهمات، وآل محمد (ص) عباد صالحون وأئمة مقربون ، لهم جاه عظيم عند ربهم، وهم شفعاء وجهاء عند الله عز وجل، منحهم مقام الشفاعة بفضله وكرمه، فقد قال سبحانه: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)(42).

هذا هو اعتقادنا في النبي وعترته الهادية وآله المنتجبين الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولن تجدوا في كتبنا الاعتقادية والكتب الجامعة للزيارات والأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أكثر مما ذكرت لكم.

الحافظ: إن ما بينتموه عن اعتقادكم بأهل البيت، رضي الله عنهم ، مخالف لما سمعناه من الآخرين وقرأناه بخصوصكم في كتب علمائنا المحققين.

قلت: دعوا أو اتركوا ما سمعتموه أو قرأتموه عنا، واعتمدوا على ما تشاهدوه منا وتقرأوه في كتبنا. فهل طالعتم وتدبرتم في كتب علمائنا الأعلام الجامعة للزيارات والأدعية المروية عن أئمتنا، أئمة أهل البيت والعترة الهادية عليهم السلام؟!

الحافظ: ما وصلت يدي حتى الآن إلى كتبكم.

قلت: إن العقل يقضي أن تقرأ كتبنا أولا، فإذا وجدت فيها إشكالا مما كنت تسمعه عنا، فحينئذ أشكل علينا، وأنا الآن معي كتابين، أحدهما: كتاب (زاد المعاد) تأليف العلامة المجلسي (قدس سره)، والآخر:(هدية الزائرين) تأليف الفاضل المعاصر، والمحدث المتبحر، الحاج الشيخ عباس القمي دامت بركاته، فأقدم لكم هذين الكتابين الجليلين لتقرأوها وتتدبروا في عباراتها، لتعرفوا حقيقة الأمر.

فأخذوا يتصفحون الكتابين وينظرون في الكلمات والجمل بدقة، وإذا بالسيد عبد الحي قد وصل إلى دعاء التوسل، فكأنه وصل إلى بغيته ومقصده، فأشار إلى الحاضرين بالسكوت فسكتوا، ثم بدأ بقراءة دعاء التوسل كلمة كلمة، والحاضرين منصتون يستمعون، وكان بعضهم يعرف العربية ويدرك معاني الكلمات والجمل، فكانوا يهزون رؤوسهم ويبدون أسفهم لابتعادهم عن مذهب أهل البيت عليهم السلام، فيقول بعضهم لبعض : كيف قلبوا الأمور ونحن غافلون، والتبس علينا الحق ونحن جاهلون؟!

فلما انتهى السيد عبد الحي من قراءة الدعاء، قلت: أيها الأخوة ! بالله عليكم انصفوا!!!

في أي كلمة أو عبارة من هذا الدعاء شممتم رائحة الشرك أو الغلو ، أيها العلماء أجيبوني؟!

فإن لم يكن فيه شيء من الشرك والغلو، فلماذا تقذفون الشيعة المؤمنين بالشرك؟!

لماذا تزرعون بذر العداء والبغضاء بين المسلمين الذين جعل الله سبحانه بينهم المودة والإخاء؟!

لماذا (تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون)(43)؟!

لماذا تضلون أتباعكم الغافلين الجاهلين فتشحنون قلوبهم ضد الشيعة المؤمنين، فينظرون إليهم شزرا على أنهم مشركون؟!

وكم من جهالكم المتعصبين تأثروا بكلام علمائهم ـ أنتم وأمثالكم ـ فأباحوا دماء الشيعة وأموالهم، فقتلوهم ونهبوهم (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)(44)، ويظنون أن الجنة وجبت لهم بذلك العمل الشنيع!!

ولا شك أن وزر هذه الجنايات والفجائع هي في ذمتكم أيضا، وأنتم العلماء مسؤولون عنها وتحاسبون عليها أكثر من الجاهلين!

هل سمعتم إلى الآن، أن شيعيا التقى بأحد أهل السنة فقتله قربة إلى الله؟!

لا، ولن يقدم شيعي حتى العامي منهم على مثلها أبدا، لأن علماءنا ومبلغينا دائما يعلنون في أتباعهم، إن أهل السنة والجماعة هم إخواننا في الدين فلا يجوز أذاهم. فكيف بقتلهم ونهب أموالهم؟!

نعم نبين لأتباعنا، الاختلافات المذهبية بيننا وبينكم، ولكن نقول لهم أيضا: بأنها رغم خلافنا مع العامة في بعض المسائل، فهم إخواننا في الدين ، فلا يجوز لنا أن نعاديهم ونبغضهم.

أما علماء السنة مع كل الاختلافات النظرية والاجتهادية الموجودة بين أئمة المذاهب الأربعة في الأصول والفروع، يحسبون أتباع الأئمة الأربعة أصحاب دين واحد، وهم أحرار في اختيار أي مذهب شاؤا من المذاهب الأربعة.

ولكن كثيرا من أولئك العلماء ـ ومع الأسف ـ يحسبون شيعة المرتضى وأتباع العترة الهادية عليهم السلام مشركين وكفارا.. بحيث يحل سفك دمائهم ونهب أموالهم، فليس لهم حرية العقيدة واختيار المذهب في البلاد السنية، حتى انهم يضطرون لأن يعيشوا بينكم في خوف وتقية مخافة أن يقتلوا بيد جهالكم الغافلين أو عتاتكم المعاندين!!

فكم من عالم ورع وفقيه متقي قتل شهيدا بفتوى بعض علمائكم، كما أن كثيرا من علمائكم يصرحون بلعن الشيعة في كتبهم.

ولكن لا يوجد شيعي واحد، حتى من العوام الجاهلين، يحل سفك دم سني أو يجوز لعنه لأنه سني.

الحافظ: انك تريد إثارة العواطف والاحساسات بهذا الكلام، فأي عالم من الشيعة قتل بفتوى علمائنا؟!

وأي عالم منّا يلعن الشيعة؟!

قلت: لا أريد أن أبين هذا الموضوع بالتفصيل لأنه يحتاج إلى وقت طويل فيستغرق منا ساعات عديدة ومجالس مديدة، ولكن أنقل لكم قليلا من كثير مما سجله التاريخ، ليتضح لكم الأمر وتعرفوا ما جهلتموه!

فلو تصفحتم كتب بعض علمائكم الكبار الذين اشتهروا بالتعصب ضد الشيعة الأخيار لوجدتم تصريحاتهم بلعن الشيعة المؤمنين بالإصرار والتكرار!

منهم: الإمام الفخر الرازي في تفسيره المشهور، فكأنه كان مترصدا ليجد مجالا حتى يصب جام غضبه ولعنه على شيعة آل محمد (ص)، فنجده عند آية الولاية(45) وآية إكمال الدين(46) وغيرهما يكرر هذه الكلمات.. وأما الروافض لعنهم الله.. هؤلاء الروافض لعنهم الله.. أما قول الروافض لعنهم الله.. إلى آخره.

وأما إفتاء بعض علمائكم بقتل علمائنا الأعلام فكثير، منها:

قتل الشهيد الأول

من جملة الفجائع التي حدثت على مفاخر العلم وأهل التقوى وشيعة آل محمد (ص) بفتوى غريبة من قاضيين كبيرين من قضاة الشام، وهما: برهان الدين المالكي وعباد بن جماعة الشافعي.

وقد أصدرا حكم قتل أفقه علماء الإسلام في عصره وهو: العالم العامل، والتقي الفاضل، والزاهد الورع، أبو عبدالله محمد بن جمال الدين المكي العاملي (رضوان الله تعالى عليه)، ومن سعة اطلاعه في المسائل الفقهية أنه صنف وألف كتاب اللمعة الدمشقية في السجن في أسبوع واحد، وليس عنده أي كتاب فقهي سوى كتاب: (المختصر النافع).

وكتاب (اللمعة) يدرس في الحوزات العلمية حتى اليوم لاحتوائه على أكثر الفروع والمباني الفقهية. وكان الشيخ الشهيد (قدس سره) مرجعا لعلماء المذاهب الأربعة في حل المعضلات العلمية وكشف الأحكام الدينية، وكان يعيش في تقية ، أي يخفي مذهبه من الحكومة ومن عامة الناس، ومع ذلك عرفوا منه التشيع فشهد عليه نفر عند الحاكم، فحوله الحاكم إلى القاضي فزجه القاضي في السجن حقدا.

فبقي سنة كاملا سجينا في قلعة الشام يعاني من التجويع والتعذيب ، وبعدها حكم برهان الدين المالكي وابن جماعة الشافعي بإعدامه، فقتلوه أولا بالسيف ثم صلبوه، و لم يكتفوا بهذا المقدار من إظهار الحقد الدفين، فحركوا الهمج الرعاع العوام كالأنعام، فرجموا جسد ذلك العالم الفقيه بالحجارة، وأعلنوا أنهم فعلوا كل ما فعلوه بذلك الفقيه الفاضل والعالم العامل، لأنه رافضي مشرك!!

وعلى هذا الجرم الذي ليس مثله جرم في الإسلام!!

أمروا بحرق جسده الشريف، وذروا رماده في الفضاء.

وكان ذلك في التاسع أو التاسع عشر من جمادى الأولى عام 786 من الهجرة النبوية الشريفة، في عهد الملك برقوق وحاكمه يومذاك على الشام: بيد مرو.

قتل الشهيد الثاني

ومن جملة الفجائع الشنيعة ضد مذهب الشيعة، والتي حدثت بسبب فتوى بعض علمائكم، قتل العالم الفقيه، والتقي النبيه، العالم الرباني، المعروف بالشهيد الثاني، الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد العاملي (قدس الله نفسه الزكية).

وكان هو أشهر العلماء وأعظمهم في بلاد الشام، وكان يعيش في عزلة من الناس، دائبا على التأليف والتصنيف، يقضي أوقاته في تحقيق المسائل واستنباط الأحكام وتدوينها، وقد صنف أكثر من مائتي مؤلف في مختلف العلوم.

فحسده علماء عصره لتوجه الناس إليه وتعظيمهم له، فبعث قاضي صيدا واسمه معروف، كتاب إلى السلطان سليم العثماني جاء فيه قد وجد في بلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة.

فأمر السلطان بإرسال الشيخ زين الدين إلى اسلامبول ليحاكموه، وكان الشيخ آنذاك في الحج فلم ينتظروا رجوعه، بل أرسلوا له جماعة فقبضوا عليه في المسجد الحرام، وقد قال تعالى: (ومن دخله كان آمنا)(47) فسجنوه أربعين يوما في مكة ثم بعثوه عن طريق البحر إلى إسلامبول عاصمة الخلافة.

ولما وصل إليها ونزل الساحل، ضربوا عنقه وقطعوا رأسه قبل أن يحاكموه، ورموا بجثته في البحر وبعثوا برأسه إلى السلطان!!

فيا أيها الحاضرون! بالله عليكم أنصفوا!!

هل قرأتم أو سمعتم أن أحد علماء الشيعة عامل واحدا من علماء السنة أو عوامها بهذا الشكل، وقد كانوا متمكنين ومقتدرين في ظل ملوك الشيعة وحكوماتها التي حكمت على كثير من بلاد السنة؟!

بالله عليكم! هل إن عدم الانتماء إلى المذاهب الأربعة ذنب يستوجب القتل؟! ليت شعري ما هو دليلهم؟!

هل إن المذاهب الأربعة التي وجدت بعد رسول الله (ص) بعشرات السنين هي التي يجب الانتماء إليها والتمسك بها والعمل على طبقها؟! ولكن المذهب الذي كان على عهد النبي الكريم (ص) وكان مرضيّا عنده، لا يجوز التمسك به؟! وإن المتمسك به يجب قتله!!

وإذا كان كذلك، فبرأي من كان المسلمون يأخذون ويعملون في الفترة الواقعة بعد النبي (ص) وقبل ميلاد الأئمة الأربعة وانتشار آرائهم؟!

أم تقولون إن الأئمة الأربعة كانوا على عهد رسول الله (ص) وأخذوا منه بلا واسطة؟!

الحافظ: لم يدّع أحد بأن الأئمة الأربعة أو أحدهم أدرك النبي (ص) وتشرف بصحبته أو سمع حديثه.

قلت: وهل ينكر أحد صحبة الإمام علي عليه السلام لرسول الله (ص) واستماع حديثه الشريف، حتى أصبح باب علم الرسول (ص)؟!

الحافظ: لا ينكر أحد ذلك، بل كان علي (رضي الله عنه)، من كبار الصحابة، وفي بعض الجهات كان أفضلهم.

قلت: على هذه القاعدة لو اعتقدنا بأن متابعة الإمام علي عليه السلام والأخذ منه في المسائل الفقهية واجب لما قاله النبي (ص) في حقه: إن من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، وهو باب علمي، ومن أراد أن يأخذ من علمي فليأت الباب.

فهل هذا الاعتقاد كفر؟! أم الذي خالف النبي (ص) فقد كفر؟! لقوله سبحانه وتعالى: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(48)!

وإذا قلنا: إن من لم يعتقد بما قاله النبي (ص) في علي بن أبي طالب والأئمة من ولده الذين جعلهم عدل القرآن الحكيم في حديث الثقلين وألزم متابعتهم والتوسل بهم في حديث السفينة وهما حديثان مقبولان عندكم أيضا كما ذكرنا مصادركم فيهما.

فلو قلنا: بأن من خالف عترة النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين فقد تمرد على الله ورسوله وخرج من الدين، ما قلنا شططا، وما ذهبنا غلطا، بدليل الحديثين الشريفين، السفينة والثقلين، وأدلة عقلية ونقلية أخرى.

ولكن مع كل ذلك ما صدرت منا هكذا فتاوى خطيرة تشجع عوام الشيعة وملوكهم على ارتكاب جنايات فجيعة في حق أهل السنة والجماعة، بالنسبة إلى علمائهم أو جهالهم.

وإنما علماؤنا دائما يعلنون: أن أهل السنة والجماعة إخواننا في الدين، ويجب أن نتحد كلنا ضد غير المسلمين المعادين، غاية ما هنالك إننا نقول: إن الأمر اشتبه والحق التبس عليكم، ولكنكم تبعا لبعض علمائكم تقولون فينا خلاف ما نقوله فيكم، إنكم تقولون في حق الشيعة المؤمنين أتباع أهل بيت النبوة عليهم السلام : إنهم أهل البدع وغلاة ورفضة ويهود وكفرة ومشركون و و و.!!!

وتبيحون بل توجبون قتل من لم ينتمِ إلى أحد المذاهب الأربعة، وليس عندكم أي دليل شرعي وعقلي وعرفي في ذلك!

الحافظ: ما كنت أظن أنكم هكذا تفترون علينا، وتكذبون على علمائنا أمورا بعيدة عن الحقيقة، وإنما هي من أباطيل الشيعة وأكاذيبهم الشنيعة، وهم يقصدون بها إثارة وأحاسيس الناس واكتساب عطفهم وحنانهم.

قلت: كل ما نقلته لكم هو حق وصدق بشهادة التاريخ، وكيف تظن بأني أفتري عليكم وعلى مذهبكم أو علمائكم، في وجودك وحضور كثير من العلماء معك، وكذلك بحضور هذا الجمع الغفير من أتباعكم، أيعقل ذلك؟!

واعلم أني نقلت قضيتين من التاريخ كنموذج من معاملة علمائكم وقضاتكم مع فقهائنا وعلمائنا.

وإذا تصفحتم تاريخ خوارزم وحملاتهم على إيران، وقوم أزبك وحملاتهم على بلاد خراسان، وحملات الأفغان على إيران، وقتلهم عامة الناس بلا رحمة ، ونهب أموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم وبيعهم في الأسواق كما يعامل الكفار، لصدقتم كلامي وما كذبتم حديثي!

وفي زمن السلطان حسين الصفوي وصل الأفغان ـ وهم قومك وأبناء وطنك ـ إلى أصفهان، فلم يرحموا حتى المراضع والرضع، فقتلوا ونهبوا وسبوا، وهتكوا حرمات المسلمين في كل أرض وطؤوها من بلاد إيران، كل ذلك بفتاوى علمائهم من أهل السنة والجماعة، حتى أنهم أفتوا ببيع أسارى الشيعة كالعبيد، فباعوا ـ كما يحدثنا التاريخ ـ أكثر من مائة ألف رجل شيعي على أبناء السنة وغيرهم في أسواق تركستان!!

الحافظ: إن تلك المعارك كانت سياسية لا ترتبط بفتاوى علمائنا.

كلام خان خيوه

قلت: يذكر التاريخ أن في أوائل حكومة ناصر الدين شاه قاجار، وفي وزارة أمير كبير ميرزا تقي خان، حينما كانت الدولة منشغلة بإخماد الفتن التي آثارها رجل اسمه: " سالار " في خراسان، وكانت سلطة الدولة الضعيفة في تلك المقاطعة.

اغتنم الفرصة أمير خوارزم وهو: محمد أمين خان أزبك المعروف بخان خيوه، وهجم بجيش جرار على خراسان، وقتل ونهب ودمر وأسر جمعا كثيرا من الناس ، فساقه إلى بلاده سبايا.

وبعدما أخمدت فتنة سالار، بعثت الدولة القاجارية سفيرا إلى خان خيوه ليفاوضه في شأن السبايا واستخلاصهم، وكان السفير هو رضا قلي خان، الملقب بهدايت، وهو من كبار الدولة ورجال البلاط الملكي.

فلما وصل إلى خوارزم والتقى بخان خيوه، دار بينهم كلام طويل سجله التاريخ جملة جملة، وكلمة كلمة، والشاهد هنا هو هذه العبارة: إن المغفور له هدايت قال لخان خيوه:

إن الدول الكافرة تعامل الإيرانيين معاملة حسنة، وهم في أمن وأمان من جيوش روسية والإفرنج، ولكنكم مع الأسف تعاملون الإيرانيين معاملة الكفار والمشركين، وهم معكم على دين واحد، لا فرق في قبلتنا وقرآننا ونبينا، نحن وأنتم نعتقد ونشهد: أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله (ص)، فلماذا تهجم بجيوشك على بلادنا، وتدمر ديارنا، وتقتل وتنهب، وتأسر المسلمين وتبيعهم في الأسواق كأسرى الكفار والمشركين؟!

فأجاب خان خيوه: إن علماءنا وقضاتنا في بخارى وخوارزم: يفتون بأن الشيعة كفار وأهل بدع وضلال، وجزاؤهم القتل ونهب الأموال، وهم يوجبون علينا هذه المعاملة مع الإيرانيين، فيبيحون لنا دماءهم ونساءهم وأموالهم!!

وللاطلاع التام فليراجع: تاريخ روضة الصفا الناصري، وكذلك مذكرات سفر خوارزم، تأليف رضا قلي خان هدايت.

هجوم الأزبك

كما إن أحد أمراء الأزبك المسمى عبدالله خان حاصر بجيوشه منطقة خراسان، فكتب علماء خراسان إليه كتابا جاء فيه: نحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (ص)، فلماذا تغير علينا بجيشك وتقاتلنا وتهتك حريمنا ونحن أتباع القرآن الكريم والعترة الهادية، وإن الوحشية والمعاملة السيئة التي نجدها منكم غير مقبولة في الإسلام، وإن الله سبحانه لا يجيزها لكم بالنسبة للكفار، فكيف مع المسلمين؟!

فلما وصل الكتاب إلى يد عبد الله خان أعطاه لعلماء السنة وقضاتهم الذين كانوا يرافقونه في حملاته على المسلمين الشيعة، وطلب منهم أن يجيبوا ويردوا على الكتاب.

فأجاب علماء السنة ـ ردا على كتاب علماء خراسان ـ بجواب مشحون بالتهم والأكاذيب على الشيعة و قذفوهم بالكفر!! لكن علماء خراسان ردوا عليهم، ونسفوا تهمهم وأكاذيبهم، وأثبتوا أن الشيعة مؤمنون بالله ورسوله وبكل ما جاء به النبي الكريم (ص).

ومن أراد الوقوف على تلك الردود والإجابات فليراجع كتاب " ناسخ التواريخ ".

فشاهد الكلام إن علماء السنة الأزبكيين كتبوا: إن الشيعة رفضة وكفار، فدماؤهم وأموالهم ونساؤهم مباحة للمسلمين!!

وأما في بلادكم أفغانستان، فإن الشيعة يعانون أشد الضغوط والهجمات الوحشية منكم ومن أمثالكم أهل السنة والجماعة.

والتاريخ مليء بالفجائع والجنايات التي ارتكبوها جماعة السنة في حق الشيعة في أفغانستان، ومن جملتها:

في سنة 1267 هجرية في يوم عاشوراء وكان يوافق يوم الجمعة، وكانت الشيعة مجتمعة في الحسينيات في مدينة قندهار، وكانوا يقيمون شعائر العزاء على مصائب سبط الرسول وسيد الشهداء، الحسين بن علي (ع) وأنصاره الذين استشهدوا معه في سبيل الله تعالى.

وإذا بأهل السنة والجماعة يهجمون عليهم بالأسلحة الفتاكة، ولم يكن الشيعة مسلحين ولا مستعدين لقتال، حتى أنهم لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، فقتل قومكم جمعا كثيرا حتى الأطفال بأفجع أنواع القتل، ونهبوا أموالهم وأموال الحسينيات!!

والأعجب من ذلك، أن أحدا من علماء السنة لم يندد بهذا العمل الوحشي الشيطاني، ولم يبد أسفه على تلك الجناية البشعة، فكان سكوت العلماء تأييدا لعمل الجهال المهاجمين، والجناة المتعصبين، وربما كان كل ذلك بتحريك بعض علمائهم ، والله أعلم.

والتاريخ يحدثنا عن هجمات كثيرة من هذا النوع ضد الشيعة في أفغانستان وبلاد الهند والباكستان أيضا، فكم من نفوس مؤمنة أزهقت، ودماء بريئة سفكت، وأموال محترمة نهبت، وحرمات دينية هتكت، بأيدي أهل السنة والجماعة، وقد قتلوا حتى بعض فقهائنا الكبار وعلمائنا الأبرار.

قتل الشهيد الثالث

ولقد زرت في سفري هذا مقابر بعض شهداء هذه الحوادث الأليمة في مدينة " أكبر آباد آكره " وبالأخص قبر الشهيد الثالث، العالم الورع، والفقيه التقي، الذي ينتهي نسبه الشريف إلى النبي (ص) وهو:

القاضي السيد نور الله التستري (قدس الله سره)، وهو أحد ضحايا هذه التعسفات والتعصبات التي توجد في أهل السنة العامة.

فقد استشهد هذا العالم الجليل، والحبر النبيل، سنة 1019 هجرية ، على أثر سعاية علماء العامة في " أكبر آباد آكره " عند الملك المغولي الجاهل المتعصب جهانكير، في الهند.

وكان عمر السيد الشهيد حينما قطعوا رأسه يتجاوز السبعين عاما، وقبره إلى يومنا هذا مزار المؤمنين الشيعة، ورأيت مكتوبا على صخرة قبره هذين البيتين:

ظـالمي إطفاء نور الله كــرد قرة العين نبي را سر بريد
سال قتلش حضرت ضامن على كفت: نور الله سيد شد شهيد
أي: ظالم أطفأ نور الله، وحز رأس قرة عين رسول الله (ص) فقال ضامن علي في تاريخ شهادته: إن السيد نور الله أصبح شهيدا.

الحافظ: إنكم تبالغون في هذه القضايا وتضخمونها، ونحن لا نرضى بأعمال جهالنا وعوامنا، ولكن الشيعة بأعمالهم الخاطئة يسببون تلك الفجائع.

قلت: ما هي أعمال الشيعة التي توجب قتلهم ونهب أموالهم وهتك أعراضهم؟!

الحافظ: في كل يوم يقف آلاف الشيعة أمام قبور الأموات ويطلبون منهم الحاجات، ألم يكن هذا العمل عبادة الأموات؟!

لماذا أنتم العلماء لا تمنعونهم؟! حتى أننا نجد كثيرا منهم يخرون إلى الأرض ويسجدون لتلك القبور باسم الزيارة، فهم بهذه الأعمال الخاطئة يسببون تلك الفجائع، لأن عوامنا لا يتحملون هذه البدع باسم الإسلام فيفرطون بالانتقام!!

وبينما كان الحافظ يتكلم وكلنا يصغي إليه، كان الشيخ عبد السلام، الفقيه الحنفي، يتصفح كتاب " هدية الزائرين " ويطالع فيه ليجد إشكالا فيلقيه، ولما وصل الحافظ إلى هذه الجملة، صاح الشيخ عبد السلام مؤيدا للحافظ ومخاطبا إياي:

تفضل واقرأ هذه الصفحة حتى تعرف ما يقول الحافظ.

قلت: اقرأ أنت ونحن نستمع.

فقرأ هذه العبارة: وإذا فرغت من الزيارة فصل ركعتين صلاة الزيارة، ثم قال: أليست نية القربة شرط في صحة الصلاة؟! فالصلاة لغير الله سبحانه لا تجوز حتى للنبي والإمام، فالوقوف أمام القبور والصلاة بجانبها شرك بين، وهو أكبر دليل على الكفر، وهذا كتابكم سند معتبر وحجة عليكم!

قلت: حيث طال بنا الجلوس والوقت لا يتسع للجواب عن شبهاتكم، فلنترك الجواب إلى الليلة المقبلة إنشاء الله تعالى.

لكن أهل المجلس ـ شيعة وسنة ـ كلهم قالوا نحن مستعدون أن نبقى حتى الصباح لنسمع جوابكم.

قلت: أسألك يا شيخ عبد السلام: هل ذهبت لزيارة أحد أئمة أهل البيت (ع) وهل رأيت بعينك أعمال الشيعة الزائرين لقبور أئمتهم (ع) أم لا؟

الشيخ: لا... إني لم أذهب إلى مزارات الأئمة، ولم أشاهد أعمال الشيعة هناك.

قلت إذا كيف تقول: بأن الشيعة يصلون متوجهين لقبور الأئمة؟! وتستدل به على كفر الشيعة! ثبت العرش ثم انقش.

الشيخ: إنما قلت هذا نقلا عن هذا الكتاب الذي بين يدي، فإنه يقول: صل للإمام صلاة زيارة!

قلت: ناولني الكتاب حتى أعرف صحة ما تقول.

فناولني الكتاب مفتوحا، فرأيت تلك الصفحة تنقل كيفية زيارة علي بن أبي طالب (ع). فقلت أيها الجمع الحاضر! إني أقرأ عليكم مقتطفات وجمل من هذه الزيارة حتى نصل إلى تلك العبارة التي يذكرها الشيخ، ثم أنتم أنصفوا واقضوا بيننا وبين الشيخ عبدالسلام والحافظ محمد رشيد.

في آداب زيارة أمير المؤمنين (ع)

إذا وصل الزائر إلى خندق الكوفة يقف ويقول:

الله أكبر، الله أكبر أهل الكبرياء والمجد والعظمة، الله أكبر أهل التكبير والتقديس والتسبيح والآلاء، الله أكبر مما أخاف وأحذر، الله أكبر عمادي وعليه أتوكل، الله أكبر رجائي وإليه أنيب.. إلى آخره.

وإذا وصل إلى الباب الأول من الروضة المقدسة فليقل بعد حمد الله تعالى:

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له... إلى آخره.

وإذا وصل إلى الباب الثاني فليقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له... إلى آخره.

وإذا أراد أن يدخل الروضة المقدسة يستأذن الله تعالى ورسوله (ص) والأئمة والملائكة.

وبعد ذلك يستلم القبر الشريف فيسلم على النبي وعلى أمير المؤمنين وعلى آدم ونوح... إلى آخره.

والعبارة التي هي محل الشاهد للشيخ عبد السلام ولنا هي: ثم صل ثلاث صلوات ثنائية، ركعتان هدية لأمير المؤمنين (ع)، وركعتان هدية لآدم أبي البشر ، وركعتان هدية لنوح شيخ الأنبياء، لأنهما مدفونان عند قبر أبي الحسن أمير المؤمنين (ع).

" صلاة الزيارة والدعاء بعدهما "

هل صلاة الهدية شرك؟!