والآن بعد استماعكم لهذه الروايات، فكروا.. وأنصفوا..! أما كان خروج عائشة على أمير المؤمنين وقتالها له (ع) قتالا لرسول الله وخروجا عليه (ص) ؟ أما كان حرب عائشة مع الإمام علي (ع) ناشئا عن بغضها له وينبئ عن عدائها له (ع)؟ وقد بين رسول الله (ص) كما ذكرنا أن بغض علي بن أبي طالب وعداؤه كفر ونفاق.

فلا أدري بماذا وكيف توجهون خروج عائشة على الإمام علي (ع)؟! وبماذا تعذرونها في القتال والحرب. مع وجود هذه الأخبار المعتبرة؟!

فكروا في هذا الأمر وانظروا بغض النظر عن الحب والبغض والرضا والسخط، بل انظروا نظر تحقيق وإنصاف! وأظهروا رأيكم بعيدين عن التعصب والاختلاف. وقبل أن تبدوا رأيكم اسمحوا لي أن أنقل لكم حديثا روته أم المؤمنين عائشة عن رسول الله (ص) وتذكرته الآن، وهم كما في كتاب مودة القربى للعلامة الهمداني الشافعي / المودة الثالثة / قالت: قال: رسول الله (ص) إن الله عهد إلي من خرج على علي فهو كافر في النار، قيل: لم خرجت عليه؟!

قالت: قد نسيت هذا الحديث يوم الجمل حتى ذكرته بالبصرة، وأنا أستغفر الله!!

الشيخ عبد السلام: إنني أتعجب من اعتراضك على أم المؤمنين عائشة بعدما علمت أنها كانت ناسية لكلام النبي (ص) وحديثه، ولما تذكرت استغفرت ربها، والله خير الغافرين.

قلت: يمكن أن نقول بأنها يوم الجمل نسيت هذا الحديث، ولكنكم تعلمون أنها من حين تحركها من مكة وخروجها على أمير المؤمنين نصحتها سائر زوجات رسول الله (ص) ومنعنها من الخروج، وذكّرنها بفضائل الإمام علي (ع)، وما قال رسول الله (ص) في حقه بأن حربه حربي وسلمه سلمي، ولكنها أبت إلا إثارة الفتنة!!

وإن أعلام مؤرخيكم الذين أرخوا واقعة الجمل وكبار محدثيكم ذكروا أن رسول الله (ص) حذرها أن تكون صاحبة الجمل الأحمر التي تنبحها كلاب حوأب، وحين خرجت إلى البصرة مرت بمنطقة تسمى الحوأب فنبحتها الكلاب، فسألت عن اسم المكان، فقالوا: تسمى الحوأب. فذكرت حديث النبي (ص) وتحذيره لها، فأرادت الرجوع، ولكن طلحة والزبير وابناهما غروها وغيروا إرادتها وثبطوها على عزمها الأول، وهو الخروج والفتنة، فتابعت طريقها حتى وصلت البصرة وألبت الجيوش لقتال الإمام علي (ع) وأججت نار الحرب وقتل بسببها آلاف المسلمين، فهل تعذروها بعد هذا، وتقبلون قولها بأنها نسيت؟! فأي نسيان هذا بعد التذكر؟!(20)

ألم تكن هذه المخالفات منها للقرآن الحكيم وللنبي الكريم (ص) وصمات عار في تاريخها؟!

هل أن خروجها على الإمام علي (ع) وقتالها له كان حقا أم باطلا؟ فإذا كان باطلا فكل باطل وصمة عار لفاعله، وان تقولوا كان حقا، ولستم بقائلين، فكيف التوفيق بينه وبين الأحاديث الشريفة التي مرت عن طرق محدثيكم وكبار علمائكم، أن النبي (ص) قال: من آذى عليا فقد آذاني، وقال: حربه حربي، وسلمه سلمي، ولا يبغضه إلا منافق.. وما إلى ذلك.

باى ذلك.

بالله عليكم أنصفوا!! هل حرب عائشة وطلحة والزبير لعلي (ع) وقتالهم له (ع) كان عن حبهم لعلي أم عن بغضهم له (ع)؟!

لم لا تنتقدونهم ولا تأخذون عليهم هذه الخطايا الكبرى والمعاصي العظمى؟! لماذا تمرون على هذه الحوادث مر الجاهلين والغافلين، ولكن تأخذون على الشيعة بأشد ما يكون، لأنهم ينتقدون أعمال الصحابة، ويميزون بين الحق والباطل فيمدحون أهل الحق ويفضحون أهل الباطل أيا كانوا؟ والجدير بالذكر أننا لا نروي في الصحابة وأفعالهم القبيحة إلا ما رواه محدثوكم وعلماؤكم، فلماذا لا تنتقمون عليهم ، ولا ترفضون رواياتهم ولا تنفون كتبهم ولا تردونها؟ بل هذه الكتب التي ننقل عنها كلها عندكم معتبرة ومقبولة وتطبع في البلاد السنية وعواصمهم، مثل مصر وبغداد ولبنان وغيرها، من باب المثال يقول العلامة المسعودي في كتابه مروج الذهب ج2 /7، وهو يتحدث عن وقعة الجمل، وهجوم أصحاب عائشة على أصحاب عثمان بن حنيف بعد المعاهدة كما ذكرنا فقال: فقتل منهم سبعون رجلا غير من جرح، وخمسون من السبعين ضربت رقابهم صبرا بعد الأسر، وهؤلاء أول من قتلوا ظلما في الإسلام.

هذا الخبر إذا نقله مؤرخوكم لا يحز في نفوسكم ولكن إذا نقله أحد الشيعة وقال إن هذا العمل كان ظلما قبيحا من عائشة وأصحابها، تثور نفوسكم وتنفجر غيرتكم وتشتعل نيران التعصب فيكم، فترموننا بالكفر والضلالة وتبيحون لأتباعكم دماء الشيعة وأمولهم!!

الشيخ عبد السلام: لا يجوز عندنا التدخل في الحوادث التي جرت بين صحابة رسول الله (ص)، فإنا ننظر إليهم جميعا بعين الإكبار والاحترام، فإنهم وإن اختلفوا بينهم ولكن الكل كانوا يدعون إلى الله، ومن توجه منهم إلى خطئه وانحراف مسيره عن الحق، فقد تاب واستغفر مثل الزبير (رض) في البصرة وكذلك أم المؤمنين عائشة (رض) فإنها تبعت طلحة والزبير وأخذت بقولهما، ولكنها بعد ذلك عرفت بطلان كلامهما وأنهما أغرياها وحملاها معهما إلى البصرة، فاستغفرت وتابت، والله خير الغافرين، وهو يقبل التوبة من عباده وهو أرحم الراحمين.

قلت: أولا: قولك: فإنهم وإن اختلفوا بينهم ولكن الكل كانوا يدعون إلى الله. فهو مغالطة وكلام باطل...، لأن سبيل الله عز وجل واحد وصراط الحق واحد كما قال تعالى:

(وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(21).

وقال سبحانه: (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(22).

ثانيا...

وأما قولك: بأن الزبير بعدما توجه إلى خطئه وانحرافه عن الحق تاب واستغفر. فأقول: نعم تاب ولكن لم يعمل بشرائط التوبة، فقد كان الواجب عليه أن يسعى في رد من أغراهم فيهديهم إلى الحق الذي عرفه في جانب الإمام علي (ع)، وكان يلزم أن ينضم هو أيضا تحت راية الحق وجيش أمير المؤمنين (ع) ولا ينعزل عن الميدان والمجاهدة.

وأما عائشة فإن عصيانها وذنبها معلوم لكل الناس، ولكن توبتها غير معلومة، وهي كذلك ما عملت بشرائط التوبة بل ارتكبت بعد ذلك أيضا أشياء تكشف عن حقدها وبغضها لآل رسول الله (ص) ثم أن قولك: والله خير الغافرين وهو يقبل التوبة من عباده وهو أرحم الراحمين.

كل ذلك صحيح ومقبول ولكن حفظت شيئا وغابت عنك أشياء، فقد قال سبحانه: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)(23).

وكلنا نعلم أن عائشة كانت عالمة غير جاهلة وكانت في خروجها على الإمام وقتالها لعلي (ع) عامدة غير ساهية، وقد نصحتها أم سلمة قرينتها ، ونحها الإمام علي (ع)، وكثير من الصحابة، أن لا تخرج من بيتها ولا تغتر بطلحة والزبير ومروان وأمثالهم، وقد حذرها رسول الله (ص) قبلهم، وأمرها الله عز وجل في كتابه بقوله: (وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُْولى)(24) فما اعتنت بكل ذلك وخرجت وأحدثت ما أحدثت!! فكيف نحتم بأن الله سبحانه قبل توبتها وهي عالمة عامدة في المعصية؟!

ثالثا... قولك: بأن طلحة والزبير أغرياها وحملاها إلى البصرة ، وأنها عرفت بطلان كلامهما بعد ذلك... الخ فإن قولك هذا يكشف بأن الحديث الذي تروونه عن النبي (ص): " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " كذب وافتراء على رسول الله وهو حديث موضوع مجعول، لأن عائشة وآلاف المسلمين اقتدوا بطلحة والزبير وهما من كبار الصحابة وما اهتدوا بل ضلوا وخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين!!!

النواب: سيدنا المكرم! قلتم خلال كلامكم أن أم المؤمنين (رض) بعد توبتها من حرب الجمل أيضا ارتكبت أشياء تكشف عن حقدها وبغضها لآل النبي (ص) فلو سمحت، بين لنا تلك الأشياء بشكل واضح حتى نعرف واقع الأمر.

يوما على جمل... ويوما على بغل

قلت: مما لا شك فيه أن عائشة كانت امرأة غير هادئة وغير رزينة فقد قامت بحركات لا يقبلها الدين القويم ولا العقل السليم، وإن كل حركة من تلك الحركات تكفي في تسويد تاريخها بوصمات الذنب والمعصية، منها واقعة الجمل، وكلكم تقبلون أنها بعملها في البصرة خالفت الله ورسوله، وهي أيضا قد اعترفت بخطئها، ولكن تقولون أنها تابت واستغفرت، فإذا هي ندمت وتابت، كان اللازم عليها أن توالي آل البيت النبوي، ولكنها خرجت مرة أخرى وكشفت عن ضميرها الممتلئ عداوة لآل محمد (ص) وذلك يوم تشييع جنازة الإمام الحسن بن علي (ع) سبط رسول الله (ص) ومنعت من دفنه عند جده كما روى كثير من علمائكم، منهم العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص 193، ط. بيروت، والعلامة ابن أبي الحديد في شرح النهج ج16 / 14، عن المدائني عن أبي هريرة، وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين / 74، وفي روضة الصفا لمحمد خاوند / ج2، قسم وفاة الحسن [ عليه السلام ]، وتاريخ ابن الأعثم الكوفي، وفي روضة المناظر ابن شحنة، وأبو الفداء إسماعيل في كتابه المختصر في أخبار البشر ج1 / 183 ط. مصر والعلامة المسعودي صاحب مروج الذهب، نقل في كتابه إثبات الوصية 136: أن ابن عباس قال لها ـ أي لعائشة ـ أ ما كفاك أن يقال يوم الجمل حتى يقال يوم البغل ، يوما على جمل و يوم على بغل بارزة عن حجاب رسول الله (ص) تريدين إطفاء نور الله وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ـ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

ونقل بعض المحدثين أنه قال لها:

تجملت تبغلت وإن عشت تفيلت لك التسع من الثمن وفي الكل تصرفت

وأراد الهاشميون أن يجردوا السلاح لأن بني أمية تسلحوا أيضا ليمنعوا من دفن الحسن المجتبى (ع) عند جده رسول الله (ص) بأمر عائشة، ولكن الحسين (ع) تدارك الموقف فقال: الله الله يا بني هاشم لا تضيعوا وصية أخي واعدلوا به إلى البقيع، والله لولا عهد إلي أن لا أريق في أمره محجمة دم لدفنته عند جدنا رسول الله (ص) مهما بلغ الأمر! فدفنوه في البقيع(25).

فرحة عائشة لشهادة الإمام علي (ع)

وإذا كانت عائشة نادمة على خروجها وتابت من قتالها وحربها للإمام علي (ع)، فلماذا أظهرت الفرح حين وصلها خبر شهادة أمير المؤمنين (ع) وسجدت شكرا لله تعالى؟!

كما أن أب الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني، روى في كتابه مقاتل الطالبيين / 54 ـ 55 / باسناده إلى اسماعيل بن راشد وهو روى بالإسناد أيضا فقال: لما أتى عائشة نعي علي أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ تمثلت:

فألقت عصاها واستقرت بها النوى ‏كما قر عينا بالإياب المسافر

ثم قالت: فمن قتله؟ فقيل: رجل من مراد، فقالت:

فإن يك نائيا فلقد نعاه غـــــلام ليس في فيه التراب

فقالت زينب بنت أبي سلمة: أ لعلي تقولين هذا؟!

فقالت: فإذا نسيت فذكروني!!

ثم روى أبو الفرج بإسناده عن أبي البختري قال:

لما أن جاء عائشة قتل علي (ع) سجدت!!(26).

أيها الحاضرون! أيها العلماء! هل بعد هذا الخبر، تصدقون توبتها؟ أم تقبلون أنها كانت خفيفة العقل، وغير رزينة ولا متوازنة في سلوكها ومعاشرتها مع آل رسول الله (ص)؟!

تناقضات عائشة في عثمان

والغريب أنكم لا تنقدون أم المؤمنين عائشة لموقفها السلبي تجاه عثمان، وتأخذون عليها جملاتها وكلماتها الشنيعة في حقه حتى رمته بالكفر، ولكن تصبون جام غضبكم على الشيعة وترمونهم بالكفر والضلال إذا نسبوا عثمان إلى سوء التدبير والإجحاف، أو نسبوه إلى إتلاف بيت المال وسوء التصرف، وهم ينقلون كل ذلك من كتب أعلامكم وروى أكثر محدثيكم وأكبر مؤرخيكم أن عائشة كانت تألب الناس وتحرضهم على قتل عثمان، منهم المسعودي في كتابه أخبار الزمان، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / 64، ط. بيروت، وأعلام المؤرخين: مثل ابن جرير وابن عساكر وابن الأثير وغيرهم، ذكروا في أحداث قتل عثمان أن عائشة كانت تحرض على قتله بالجملة المشهورة عنها: اقتلوا نعثلا فقد كفر!!

وذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج6 / 215، ط. إحياء التراث قال: قال كل من صنف في السير والأخبار: أن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها، و كانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله (ص) لم يبل، و عثمان قد أبلى سنته! قالوا: أول من سمى عثمان نعثلا عائشة، و النعثل: الكثير شعر اللحية و الجسد، و كانت تقول: اقتلوا نعثلا، قتل الله نعثلا!!

قال: ورى المدائني في كتاب " الجمل " قال: لما قتل عثمان، كانت عائشة بمكة وبلغ قتله إليها وهي بشراف، قال: بعد النعثل وسحقا!!

ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج6 صفحة 216 قال: وقد روي من طرق مختلفة أن عائشة لما بلغها قتل عثمان و هي بمكة، قالت: أبعده الله ! ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد!!

حينما تقرءون في التاريخ أن أم المؤمنين كانت تتفوه وتتكلم بهذه الجملات على عثمان، لا تحكمون بكفرها وضلالتها!! ولكن إذا سمعتم من شيعي يتكلم بأقل من هذا في عثمان، تكفروه وتأمرون بقتله!!

والجدير بالذكر أن أقوال عائشة في شأن عثمان متناقضة، فقد ذكر المؤرخون أنها لما سمعت بأن الناس يايعوا عليا بعد عثمان، غيرت كلامها وأظهرت بغضها وحقدها لعلي بن أبي طالب (ع) فقالت: لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا.. قتلوا ابن عثمان مظلوما!!

بالله عليكم فكروا في هذا التناقض البين، والتضارب الفاحش في كلام عائشة! أما يدل هذا التناقض والتضارب على عدم استقلاليتها؟ بل هو دليل ظاهر على تلونها وميولها مع أهوائها وتلبيتها لأغراضها النفسية، وإن النفس لأمارة بالسوء!

الشيخ عبدالسلام: نعم ذكر المؤرخون هذه التناقضات في سيرة أم المؤمنين (رض)، وهم ذكروا أيضا أنها ندمت وتابت واستغفرت، والله سبحانه وعد التائبين بقبول التوبة والجنة، ولذا نحن نعتقد أنها في أعلا درجات الجنان عند رسول الله (ص).

قلت: إن كلامك تكرار لمقالك السابق، وأنا لا أكرر كلامي، و جوابي لك، ولكن هل من المعقول أن الدماء التي سفكت في الجمل بسببها، والأموال التي نهبت بأمرها، والحرمات التي هتكت بنظرها.. تذهب أدراج الرياح، ولا يحاكمها الله على أعمالها؟!

أين إذا قول الله سبحانه: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)(27)؟!

صحيح أن الله عز وجل أرحم الراحمين، ولكن في موضع العفو والرحمة، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة.

ولا يخفى أن من شروط قبول التوبة، رد حقوق الناس وإرضائهم، فإن الله تعالى ربما يعفو عن حقه، ولكن لا يعفو عن حقوق الناس. وعائشة تابت بالقول واللسان، لا بالفعل والجنان، ولذلك ما كانت مطمئنة من قبول توبتها وغفران الله سبحانه لها وهي أعرف بنفسها، ولذا ذكر أكابر علمائكم مثل الحاكم في المستدرك ، وابن قتيبة في المعارف، والعلامة الزرندي في الأعلام بسيرة النبي (ص)، وكذلك ابن البيع النيسابوري، وغيرهم ذكروا أن عائشة أوصت إلى عبدالله بن الزبير وسائر محارمها فقالت: ادفنوني مع أخواتي بالبقيع فإني قد أحدثت أمورا بعد النبي (ص)!

أما قولكم بأنها نسيت بعض أحاديث الرسول الله (ص) في شأن الإمام علي (ع) وفضله ومناقبه، ونسيت تحذير النبي (ص) لها من خروجها على أمير المؤمنين ومحاربتها له (ع)، وبعدما وضعت الحرب أوزارها وانتهت المعركة بانتصار علي (ع) وجيشه وانكسار عائشة وجيشها، تذكرت أحاديث رسول الله (ص) وما سمعته من فمه المبارك في ذلك فتابت واستغفرت!!

أم سلمة تُذكّر عائشة

فقد روى كثير من أعلام محدثيكم وكبار علمائكم خلاف ذلك منهم:

ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج6/217، ط دار إحياء التراث العربي روى عن أبي مخنف ـ لوط بن يحيى الأزدي ـ قال: جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان...

فقالت أم سلمة: إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان و تقولين فيه أخبث القول، و ما كان اسمه عندك إلا نعثلا، و إنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله (ص) أ فأذكرك؟ قالت: نعم، قالت: أ تذكرين يوم أقبل (ص) و نحن معه ، حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال، خلا بعلي يناجيه فأطال، فأردت أن تهجمي عليهما ، فنهيتك... فعصيتني، فهجمت عليهما، فما لبثت أن رجعت باكية، فقلت: ما شأنك؟ فقلت: إني هجمت عليهما و هما يتناجيان فقلت لعلي: ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام، أ فما تدعني يا ابن أبي طالب و يومي!

فأقبل رسول الله (ص) علي و هو غضبان محمر الوجه، فقال: ارجعي وراءك! و الله لا يبغضه أحد من أهل بيتي و لا من غيرهم من الناس إلا و هو خارج من الإيمان!

فرجعت نادمة ساقطة! قالت عائشة: نعم أذكر ذلك.

ويتابع ابن أبي الحديد رواية أبي مخنف في تذكير أم سلمة لعائشة قالت: و أذكرك أيضا.. كنت أنا و أنت مع رسول الله (ص) و أنت تغسلين رأسه، و أنا أحيس له حيسا، و كان الحيس يعجبه، فرفع (ص) رأسه، و قال: يا ليت شعري، أيتكن صاحبة الجمل الأذنب، تنبحها كلاب الحوأب، فتكون ناكبة عن الصراط؟! فرفعت يدي من الحيس، فقلت: أعوذ بالله و برسوله من ذلك. ثم ضرب (ص) على ظهرك، و قال: إياك أن تكونيها!! إياك أن تكونيها يا حميراء! أما أنا فقد أنذرتك!

قالت عائشة: نعم أذكر هذا.

قالت: و أذكرك أيضا... كنت أنا و أنت مع رسول الله (ص) في سفر له و كان علي يتعاهد نعلي رسول الله (ص) فيخصفها، و يتعاهد أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل، فأخذها يومئذ يخصفها، و قعد في ظل سمرة، و جاء أبوك و معه عمر، فاستأذنا عليه (ص) فقمنا إلى الحجاب، و دخلا يحادثانه فيما أراد، ثم قالا: يا رسول الله! إنا لا ندري قدر ما تصحبنا، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا، ليكون لنا بعدك مفزعا.

فقال (ص) لهما: أما إني قد أرى مكانه، و لو فعلت لتفرقتم عنه ، كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران.

فسكتا ثم خرجا، فلما خرجنا إلى رسول الله (ص) قلت له، و كنت أجرأ عليه (ص) منا: من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم؟

فقال (ص): خاصف النعل، فنظرنا فلم نر أحدا إلا عليا، فقلتِ: يا رسول الله، ما أرى إلا عليا. فقال: هو ذاك. فقالت عائشة: نعم أذكر ذلك.

فقالت أم سلمة: فأي خروج تخرجين بعد هذا؟!

فقالت: إنما أخرج للإصلاح بين الناس، و أرجو فيه الأجر إن شاء الله.

فقالت: أنت و رأيك، فانصرفت عائشة عنها.

أقول: فاعلموا أيها الحاضرون! عن عائشة ما كانت ناسية مكانة الإمام علي (ع) عند رسول الله (ص) ومنزلته منه، بل خرجت عالمة عامدة، ذاكرة للحق ، داعية للباطل، عازمة على الحرب والفتنة. وهدفها وغرضها إفساد الأمر على أبي الحسن أمير المؤمنين (سلام الله عليه)، وهي تعلم أنه أحق الناس بالأمر وأولاهم بالخلافة للنص الأخير الذي ذكرتها به أم سلمة (سلام الله عليها).

فإن حديث خاصف النعل الذي رواه كثير من أعلامكم بطرق عديدة صريح في تعيين رسول الله (ص) عليا للخلافة والإمامة.

لذلك نحن نعتقد بدليل هذا الحديث وعشرات الأحاديث الصحيحة من نوعه وبأدلة ثابتة من الكتاب الحكيم، بأن عليا (ع) هو الإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله (ص)، وهو خليفته بلا فصل، ولكن مناوئيه وحاسديه غصبوا مقامه وأخروه بدسائس سياسية ومؤامرة شيطانية وعينوا أبا بكر للخلافة من غير نص ولا إجماع، فإن النزاع كان قائما في السقيفة من جراء ذلك جراء ذلك الانتصاب، وكلنا يعلم بأن سيد الخزرج سعد بن عبادة كان مخالفا لخلافة أبي بكر إلى آخر عمره وتبعه كثير من قومه. وكذلك الهاشميون كانوا مخالفين، وبعد خلافة أبي بكر جاء عمر بن الخطاب بانتصاب وتعيين من أبي بكر، فلا إجماع ولا شورى! وقد سبق أن بينا مخالفة طلحة وجمع آخر من الصحابة لتعيين عمر وانتصابه للخلافة، وأما عمر فقد أبدع طريقا آخر لتعيين خليفته ، إذ عين ستة نفر من الصحابة فيهم علي (ع) وعثمان، وأمر أن يختاروا من بينهم أحدهم ، فإذا لم يتم الوفاق على أحد منهم خلال ثلاثة أيام، أصدر حكم إعدامهم وقتلهم!! وقد آل الأمر إلى عثمان.

فنحن نعتقد أن هذه الطرق المتناقضة في تعيين الخلفاء الثلاثة، قبل الإمام علي (ع)، كلها طرق غير مشروعة ما سنها الله ولا رسوله لأنا لو فرضنا بأن النبي (ص) قال: " لا تجتمع أمتي على خطأ " فلم يلحظ إجماع الأمة في هذه الطرق الثلاثة، ولكن خلافة الإمام علي (ع) امتازت بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة.

الشيخ عبد السلام: لا شك أن الإجماع حصل على خلافة أبي بكر بالتدريج، ونحن نقبل بأن الإجماع ما حصل في السقيفة ولكن بعدها دخل الناس كلهم في طاعة أبي بكر (رض) وحتى الهاشميين بما فيهم علي والعباس بايعوا بعد وفاة فاطمة الزهراء (رضي الله عنها).

قلت: أولا.. فاطمة الزهراء (ع) وهي سيدة نساء المسلمين بإجماع الأمة، ما بايعت لابي بكر بل ماتت وهي ساخطة وناقمة عليه كما مر في المجالس السابقة، كما وقد أيضا في المجالس السابقة بأن سيد الخزرج سعد بن عبادة ما بايع أبا بكر إلى أن قتل غيلة. وهذا يكفي لبطلان الإجماع الذي تدعونه.

ثانيا: لقد أثبتنا في المجالس السالفة أن بيعة كثير من المسلمين في المدينة كانت بالجبر والإكراه لا عن الطوع والرضا، وهذا خلاف شرط صحة الإجماع.

ثم لو فرضنا تصحيح خلافة أبي بكر بالإجماع المزعوم، فكيف تصححون خلافة عمر الذي عينه أبو بكر بوصية منه كتبها عثمان؟!

الشيخ عبد السلام: بديهي بأن قول أبي بكر في تعيين عمر بن الخطاب بالخلافة أيضا مستند على إجماع الأمة،لأنهم اجمعوا على طاعته وقبول رأيه، وكان من رأيه تعيين عمر للخلافة بعده.

قلت: أولا.. إن كان كذلك، فلماذا ما أطعتم رسول الله (ص) في تعيين خليفته، وهو قد عين عليا وصرح به مرات وكرات من يوم الإنذار إلى يوم الغدير وما بعده، ولكنكم ترفضونه بحجة أن اختيار الخليفة وانتخابه من حق الأمة وأن نصوص النبي (ص) في علي بن أبي طالب كانت إرشادية، هذا مع أنه (ص) كان دائما يحذر الناس من مخالفة أمره ومخالفة الإمام علي (ع)، حتى أننا نرى في بعض الأحاديث المروية عنه (ص) في كتبكم، يصرح بأن مخالفة علي كفر، وبغضه نفاق، وطاعته إيمان.

ثانيا: بأي دليل عقلي أو نقلي تقولون بأن قول الفرد المنصوب بالإجماع، لا سيما في تعيين خليفته، يكون قوله لازما وماضيا على الناس! فإن هذا الأمر يخالف سيرة أهل العالم لا سيما العقلاء منهم. ولكي تعرفوا ذلك فطالعوا الكتب المدونة في قوانين الدول والانتخابات.

ثالثا: إن كان كلامكم صحيحا، فلماذا لم يعمل عمر بن الخطاب على ما خطه أبو بكر، بل قام بإبداع طريقة جديدة تخالف مبنى وأساس خلافته وخلافة أبي بكر من قبله. فإن الشورى الذي شكله عمر من ستة أفراد، لا يشابه مجالس الشورى البشرية، ولا يشابه الإنتخابات الجمهورية، بل أقرب ما يكون إلى الاستبداد والديكتاتورية.

وهنا شاط الشيخ عبد السلام ولاح الغضب في وجهه فصاح:

نحن لا نسمح لكم بهذا الكلام، والمس من شخصية الفاروق، إلا أن تأتوننا بدليل وبرهان.

قلت: ما ذكره المؤرخون في وصية عمر لأبي طلحة الأنصاري في تشكيل ورجحان الكفة التي فيها عبد الرحمن بن عوف دليل ساطع وبرهان لامع على ما قلنا ، لأنه كان يعرف أن عبد الرحمن بن عوف يميل إلى عثمان وأن سعد بن أبي وقاص حاقد على أبي الحسن وحاسد له، فلا يميل إلى جانبه (ع)، فضمن عمر خلافة عثمان بهذه السياسة والكياسة وسماها شورى وما هي بشورى(28)!

شورى أم دكتاتورية!!

ولنا أن نعترض على حكم عمر وتفويضه الأمر النهائي إلى عبد الرحمن بن عوف، ونتساءل: بأي ملاك وعلى أي استناد شرعي وعرفي وعقلي ونظري يكون رأي ابن عوف مقدما على رأي الآخرين وأصوب؟ وكيف يكون رأي الثلاثة الذين فيهم ابن عوف نافذا، والثلاثة الأخرى إن لم توافق فمصيرهم القتل والإعدام؟!

ومن دواعي التعجب والاستغراب، تقديم رأي عبد الرحمن بن عوف على رأي أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع) في مثل هذا الأمر، مع روايتهم حديث رسول الله (ص): علي مع الحق والحق مع علي.

وقوله (ص): علي فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل.

وقد روى الحاكم في المستدرك، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء، والطبراني في الأوسط، وابن عساكر في تاريخه، والعلامة الكنجي في كفاية الطالب، والمحب الطبري في الرياض النضرة، والحمويني في فرائد السمطين، وابن أبي الحديد في شرح النهج، والسيوطي في الدر المنثور، عن ابن عباس، وسلمان، وابي ذر ، وحذيفة، أن النبي (ص) قال: ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، فإنه أول من يصافحني يوم القيامة، و هو الصديق الأكبر و هو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق و الباطل و هو يعسوب المؤمنين(29).

وقال (ص) في حديث مشهور لعمار بن ياسر ـ ونقلته لكم بإسناده وذكرت مصادره من كتبكم في الليالي الماضية ـ قال (ص): يا عمار! إن سلك الناس كلهم واديا و سلك علي وحده واديا، فاتبع عليا و خل عن الناس، يا عمار! علي لا يردك عن هدى، و لا يدلك على ردى يا عمار! طاعة علي طاعتي، و طاعتي طاعة الله.

مع هذا كله يقدم عمر عبد الرحمن بن عوف على الإمام علي (ع) ويقدم رأيه على رأي أمير المؤمنين سلام الله عليه، وهذا من الفحش الظلم في حق الإمام أبي الحسن (ع).

كل عاقل منصف، له أدنى إلمام بأمور الدولة والسياسة، يعرف سريرة عمر وغرضه من هذا الأمر، وهو الإطاحة بعلي (ع) وخذلانه والسعي لتنزيل مقامه الشامخ، ومكانه العلي.

وكل من له إطلاع وباع في كتب الرجال والأصحاب من قبيل الإصابة والاستيعاب، وحلية الأولياء وأمثالها، يعرف جيدا أن عليا (ع) لا يقاس بعبد الرحمن ، وأعلا من سائر أعضاء الشورى في الفضل والمناقب وفي المنزلة والمقام، وأنتم أيها الحاضرون!

راجعوا كتب الحديث والتواريخ والمناقب وطالعوها وأنصفوا وفكروا ثم احكموا في رأي عمر وتعيينه عبد الرحمن حكما في الشورى، وترجيح رأيه على الآخرين بما فيهم علي بن أبي طالب (ع)!

والله ما كانت الشورى العمرية إلا لعبة سياسية ومؤامرة تحزبية من مناوئي الإمام علي (ع) ومخالفيه، يه، ليحرموه عن حقه ويبعدوه من مقامه للمرة الثالثة!!

فالخلفاء " الراشدون عندكم " نالوا الخلافة وتوصلوا إليها بأربعة طرق، كل واحد منهم وصل إلى الخلافة بشكل خاص وطريقة تخصه، فلا ندري أي طريقة منها وأي شكل من الأشكال مراد الله سبحانه ومقتضى شريعته ودينه! فإن تعينوا شكلا واحدا، فالأشكال الأخرى باطلة، وإن تقولوا: كل هذه الطرق والأشكال صحيحة وشرعية، نعرف أنكم لا تلتزمون لتعيين الخليفة والحاكم الشرعي، بطريق ثابت وقانون معين معلوم.

وأنتم الحاضرون ولا سيما العلماء الكرام، إذا تركتم التعصب والانحياز إلى مذهب أسلافكم ومعتقد آبائكم، ونظرتم إلى الحوادث والقضايا بعين الإنصاف والعدالة، وبنظر التحقيق والدلالة، لعرفتم أن الحق غير ما تلتزمون به وتعتقدونه.

الشيخ عبد السلام: نعم ولكن لو أمعنا النظر وتعمقنا في الموضوع على أساس بيانكم وغرار كلامكم، فإن خلافة سيدنا علي بن أبي طالب تتزلزل أيضا، لأن الناس نصبوه للخلافة وبايعوه هم الذين بايعوا من قبله من الخلفاء الثلاثة الراشدين ، ولا فرق بينه وبينهم.

خلافة الإمام علي عليه السلام منصوصة

قلت: هذا الإشكال يرد على من يعتقد بأن خلافة الإمام علي (ع) ومشروعيتها لإجماع الناس في المدينة بعد مقتل عثمان على خلافة الإمام وبيعتهم له، ولكنا نعتقد بالدليل والبرهان أن خلافة الإمام علي (ع) منصوصة من الله سبحانه بالأحاديث المكررة من رسول الله (ص)، وهو الخليفة الشرعي بعد رسول الله (ص) مباشرة وإن غصبوا حقه وأزالوه عن مقامه طيلة سنين عديدة. وحيث لم يجد أعوانا وأنصارا لإحقاق حقه، أمسى جليس الدار صابرا محتسبا، حتى أجمع الناس على بيعته بعد مقتل عثمان وألحوا وأصروا عليه، فقبل منهم البيعة وتعهد إدارة أمور المسلمين.

وقد بينا في المجالس السابقة وذكرنا لكم النصوص المروية في كتبكم ومسانيدكم المعتبرة، في تعيين النبي (ص) عليا خليفته على الأمة، وإن نسيتم حديثنا في موضوع الغدير وإمامة علي (ع) وخلافته، فراجعوا الصحف والمجلات التي نشرت حوارنا ومجالسنا السابقة، فقد استدللنا وأثبتنا ولاية علي (ع) وخلافته الشرعية بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وإضافة إلى تواترها في كتب الشيعة فقد ذكرنا عشرات المصادر لها من كتب أعلامكم ومسانيد علمائكم، فالأحاديث التي ذكرناها في إثبات ولاية الإمام علي (ع) وخلافته متفق عليها وصحيحة بإجماع الشيعة والسنة.